الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

البراءة المنسية ..

طفل من جباليا يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه من قوات الاحتلال

حجم الخط
تعذيب.jpg
غزة -وكالة سند للأنباء

تتوالى الشهادات عن أهوال التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون من قطاع غزة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي

لم تشفع طفولة فادي رجب حمودة، الذي لم يتعدى 16 عامًا، أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ فاعتقلوه وعذبوه بشدة خلال عدوانهم المتواصل على قطاع غزة.

أهوال قاسية

في جباليا البلد كان يعيش الطفل حمودة، ويدرس في الصف العاشر من سكان جباليا البلد، ويحلم بمستقبل مشرق، قبل أن تندلع الحرب الدامية على قطاع غزة لعيش كابوسًا لا يعرف كيف يخرج منه.

أهوال قاسية عاشها الطفل مع أسرته المكونة من 8 أفراد منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، بسبب القصف الإسرائيلي والتوسع في جرائم القتل والتدمير، ولكنه وأسرته اختاروا البقاء في منطقة سكناهم وعدم النزوح إلى الجنوب.

يروي الطفل في شهادة له -نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان- ما حدث معهم يوم 24 ديسمبر الماضي: صباح ذلك اليوم اشتد القصف في المنطقة، وكنا نسمع صوت الدبابات والجرافات تبتعد. قرر أبي، 43 عاما، وأعمامي، وجدي عبد الكريم حمودة، 75 عاما، وجدتي الخروج من المنزل على أن نعود عندما يهدأ القصف. توجهنا إلى منزل جدي (والد أمي المتوفى)، الذي يبعد عنا حوالي 200 متر إلى الشرق.
 
يضيف: خرجت أنا وأسرتي وأعمامي وعائلاتهم، وعندما وصلنا المنزل لم نجد أحدا، حيث كان خالي وأسرته وجدتي قد تركوا المنزل لا نعرف إلى أين.

حرمان من الطعام 

مكثت العائلة يومين بدون طعام ولا شراب، وعندما شعروا بالجوع قرر والده الخروج من المنزل وهو يرفع راية بيضاء وخرج الطفل فادي خلفه. 

يقول: مجرد خروجنا فإذا بجنديين إسرائيليين يشهران السلاح علينا، وأمرنا أحدهما بوضع يدينا على رؤوسنا والجلوس على ركبتينا، ثم أمر أبي بأن ينادي على كل من في المنزل ويخرجهم.
 
خرج الجميع من المنزل، وعندها فصل الجنود النساء عن الرجال وأمروهم برفع أيديهم والجلوس على ركبهم، وأمروا النساء بالذهاب والسير إلى الأمام ومغادرة المكان، ثم نادوا عليهن وأمروهن بأن يأخذن الأطفال.

دموع الأم

يضيف: عندما حاولت أمي أخذي أمرها الجندي أن تتركني، فقالت له إنني صغير وعمري 15 عاما. عندها نادى الجندي على جندي آخر فجاء ومعه جهاز وسألني عن اسمي ورقم هويتي فقلت له لا يوجد رقم هوية، فتقدم الجندي نحو أبي وأخذ ملحق الهوية ثم أعاده إلى أبي وفحص على الجهاز، وقال لأمي اتركيه سنأخذه. فحاولت أمي أخذي وهي تبكي وتقول إنني صغير، فدفعها الجندي وألقى بها أرضا، وقال لها غادري المكان، فغادرت أمي المكان وهي تبكي.
 
وتابع: اعتقلني الاحتلال أنا وعمي طارق، 45 عاما، وجدي وعمي أحمد، 32 عاما، وابن عمي عبد الكريم طارق حمودة، 20عاما، وعمي أحمد، 32 عاما، وأمر الجندي ابن عمي عبد الكريم بأن يقوم بالطرق على أبواب المنازل، وإخراج كل من هو موجود في منازل الحي.

وواصل شهادته قائلا: تفاجأت من كثرة عدد الناس، حيث كنت اعتقد أنه لا يوجد رجال ونساء كثر. تم إطلاق النساء والأطفال وبقينا الرجال وكان عددنا نحو 150 رجلا، وفصل الجنود كبار السن في مجموعة، والشباب في مجموعة، وبقيت أنا لوحدي، ثم أجلسوهم كل 7 أشخاص بشكل أفقي وكل واحد هويته أمامه، ثم اعتقلوا 25 شخصا، حيث قيدوا أيديهم للخلف بقيود بلاستيكية، وعصبوا أعينهم بقطعة قماش واقتادوهم على بعد 10 متر شرق مني، وأطلقوا سراح الباقي.

ضرب وتنكيل

 بعدها نادى أحد الجنود على الطفل فادي باللغة العربية فتوجه إليه وقيد يديه للخلف بقيود بلاستيكية بشكل عنيف، وعصب عينيه بقطعة قماش واقتاده مع المعتقلين إلى أحد المنازل واحتجزوهم بإحدى الغرف.

يقول: شعرت بالألم من شدة القيد على معصمي فناديت على الجندي وأخبرته بأن القيد يؤلمني فضربني بقدمه (بالبسطار)، وبعقب البندقية على رأسي من الخلف ثم بقدمه في أنحاء جسمي. وعندما رآه أحد الجنود جاء وأمره بأن يتركني فتركني وأمرني بأن أجلس على ركبي وأن أنزل رأسي للأسفل، ومكثنا حتى الساعة 5:00 مساء.
 
وأضاف: جاء أحد الجنود وأمرني بالوقوف وأمسك بي من رقبتي من الخلف وجرني نحو الدرج وأنزلني وهو يضربني ويدفع بي كلما حاولت الاستناد على جدران الدرج. وما إن أخرجني من البناية أوقفني خلف شاحنة وكنت بين جنديين عن يميني ويساري اللذان قاما بحملي وقذفي في الشاحنة.

وتابع: بعد أن حملونا سارت الشاحنة حوالي 45 دقيقة ثم توقفت في موقع عسكري لا أعرف أين، وألقوا بي على الأرض فوقعت على كتفي وشعرت بألم في كتفي. جاء أحد الجنود وأمرني بالوقوف، فقلت له لا أستطيع، فقام بشدي من كتفي وأوقفني، واقتادني مسافة حوالي 30 مترا وهو يضربني ويدفعني في ظهري. بعدها أجلسني على ركبتي على الأرض ورأسي منخفض للأسفل مدة حوالي ساعة.

وواصل حديثه: ثم اقتادوني إلى غرفة كان بها جندي سألني عن اسمي وعمري وأخذ مني 20 شيكل كانت معي، وأدخلوني في غرفة أرضيتها بلاط وأمضيت بها يومين بلا طعام أو شراب، وفي اليوم الثالث اقتادونا إلى باص سار بنا لا أعرف إلى أين.


 تعرية

وقال: أنزلوني واقتادوني إلى غرفة وفكوا قيدي وأبقوا العصبة على عيني وأمروني بخلع ملابسي ماعدا (البوكسر)، وأعطوني بيجاما رمادية اللون، فارتديتها ثم قيدوا يدي وقدمي بقيود حديدية وأجلسوني على أرضية من الحصى الكبيرة مدة ساعة ونصف. ثم جاء جندي واقتادني إلى غرفة وأجلسوني على كرسي وحقق معي آخر.

وأشار إلى أنه احتجز داخل بركس محاط بشبك وأرضيته أسمنت مسلح مسقوف بالصفيح، واستمر اعتقاله 23 يوما تعرض فيها مرة واحدة للتحقيق بعد 8 أيام من وجوده في البركس.

وقال: اقتادوني إلى التحقيق، وكان التحقيق حول أين كنت يوم 7/10/2023، وعن الأنفاق، ومن أعرف من حماس، واستغرق التحقيق حوالي 15 دقيقة.

هجوم الكلاب

يتذكر بمرارة ما حدث مساء اليوم العاشر من الاعتقال عندما جاء الجنود ومعهم كلاب ضخمة الحجم، وأمروا المعتقلين بالنوم على بطونهم مع وضع اليدين على الرأس، مع تهديدهم باغتصاب من يتحرك ومن ثم أطلقوا الكلاب عليهم التي سار أحدها على ظهره.

وأضاف: كانت الكلاب تشمنا ومنها من كان ينبح، وكان الجنود يسبونا ويشتمونا.
 
وأشار إلى أنهم كانوا يؤدون الصلاة بعد التيمم لأنه لم يكن يسمح لهم بالوضوء، مؤكدًا أنه طول فترة الاعتقال كان الوقوف ممنوعا، ومجبر أن تجلس على ركبتيك على الأرض مقيد بقيود حديدية باليدين للأمام ومعصوب العينين من الساعة الخامسة صباحا حتى الحادية عشر ليلا.
 
وذكر أنه أفرج عنه في 19 يناير الماضي، إلى رفح مع 35 معتقلا، و5 نساء، مؤكدًا أنه لا يعرف شيئا مع أهله.