الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بين معسكر "البيدر" وسجن "عوفر"..

مُسن فلسطيني من غزة يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه

حجم الخط
أسرى من غزة أفرج عنهم لاحقًا.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

"الحصى الأبيض تحوّل إلى أحمر بفعل الدماء نتيجة التعذيب"؛ بهذه الكلمات بدأ مُسن فلسطيني (أفرج عنه مؤخرًا من سجون الاحتلال) حديثه عن تجربته الاعتقالية والتعذيب "الجسدي والنفسي" الذي تعرض له خلال اعتقاله.

وأوضح المواطن زاهد رائد أكريم (57 عاما)، أنه اعتقل مع 10 من أشقائه وأبنائهم؛ بداية العام الجاري، "عقب محاصرة جيش الاحتلال لمنزل قرب دواء أبو مازن غربي مدينة غزة".

وأضاف أكريم في حديثه لـمُراسل "وكالة سند للأنباء": "عزل جيش الاحتلال النساء والأطفال عن الرجال، واعتقلنا ونقلنا إلى معسكر اعتقال على شاطئ بحر غزة (البيدر)".

ضرب مبرح وحرمان من النوم..

ويتابع: "في معسكر البيدر رأينا العذاب ألوان؛ قفزنا تحت الركل والضرب من الجرارات (المربكات العسكرية) على الحصى ونحن معصوبي الأعين، لدرجة أن الحصى الأبيض تحول إلى أحمر بفعل الدماء التي نزفت من أقدام الأسرى".

وأكمل: "لأكثر من 4 ساعات ونحن نقف على أقدامنا حتى جاءت الأوامر بأن نجلس على الرُكب؛ لتسيل بعدها الدماء من جديد، وبعد 4 ساعات أخرى أجبرونا على الجلوس على مؤخرتنا حتى شروق شمس اليوم التالي".

"قطعة من جهنم"..

ووصف المسن الفلسطيني ما حدث معه في المعسكر الإسرائيلي بأنه "قطعة من جهنم". منوهًا إلى تعرضه لتعذيب وضرب مبرح وترويع بالكلاب المسعورة، وحرمان من النوع والطعام والرعاية الطبية.

ووفق "أكريم"، فإن التعذيب الذي واجهه في أول يوم "كان بمثابة نزهة" أمام أساليب التعذيب الجديدة التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى في إجراءات وصفها بأنها "انتقامية من كل فلسطيني قطاع غزة".

ولا تزال آثار التعذيب بادية على جسد المُسن "أكريم"، من ندوب وجروح وآثار الصعقات الكهربائية.

التحقيق في "البيدر" و"عوفر"..

في اليوم التالي لنقله من قطاع غزة، إلى معسكري البيدر، خضع أكريم لأول جلسة تحقيق. موضحًا: "شفت رتب عسكرية إسرائيلية هناك كبيرة وكانت أسئلتهم حول مكان وجودي يوم 7 أكتوبر".

وأشار إلى أن أحد ضباط الاحتلال قام بضربه؛ "قبل أن ينقلني لمكان آخر عشت فيه أول حفلة تعذيب وإهانة خلال مدة الاعتقال التي دامت 35 يوما".

ونوه "أكريم" إلى أن قوات الاحتلال نقلته، مع آخرين، من معسكر البيدر في غزة إلى سجن "عوفر" العسكري، جنوب غربي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة. مؤكدًا: "عشنا هناك أيام مروعة تحت التعذيب الجسدي والنفسي".

أصناف التعذيب في "عوفر"..

وصرح "أكريم" بأن التعذيب في سجن "عوفر" كان شديدًا جدًا. مبينًا: "يوجد تعذيب اسمه ديسكو؛ أفقدني السمع في أول دقيقتين.. وضعوني في تلك الغرفة على الحصى ثلاثة أيام حتى فقدت السيطرة على نفسي وأعصابي وبت أطلب منهم قتلي".

وأردف الأسير المحرر: "كان وزني 97 كيلوغراما قبل الاعتقال، وخلال 35 يومًا فقدت أكثر من 30 كيلوغراما من وزني، فقدت الاتزان والتركيز، وكل إحساسي".

ولفت النظر: "كنا مكبلين 35 يوما، كنا معصوبي اليدين 35 يوما (..)، نأكل ونشرب ونصلي والقيود في أيدينا وأرجلنا". مؤكدًا: "كل واحد منا (الأسرى) كان يتمنى الموت من شدة العذاب".

وبيّن: "كان هناك فرقة من السجانين مكونة من 12 فردًا و6 كلاب". مؤكدًا: "كانت هذه الفرقة تضرب بلا سبب وبدون أدنى رحمة". متابعًا: "هؤلاء ليسوا بشر والرحمة منزوعة من قلوبهم".

الإفراج..

وقال المواطن "أكريم": "عندما سمعت اسمي ضمن كشوف المفرج عنهم تسمّرت في مكاني ولم أصدق ذلك، حتى خاطبني الأسرى من حولي وأبلغوني بأن اليهود قرروا الإفراج عني".

ونقل الصليب الأحمر أكريم من معبر كرم أبو سالم حيث تم إطلاقه هناك في نهاية شباط/ فبراير الماضي، واستقر به الحال مع عدد من أقربائه في خيمة قرب الحدود الفاصلة بين غزة ومصر.

وعن ذلك يقول "اليهود اعتقلوني وعذبوني ومزقوا جسدي وحرموني من عائلتي. اليوم أنا أعيش في رفح وعائلتي ما تزال في غزة تواجه مصاعب الحياة هناك".

ويُطالب "أكريم" بالعدالة، ويُناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الممارسات الوحشية التي تُرتكب بحقّ المدنيين في قطاع غزة.