الساعة 00:00 م
السبت 18 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو والصور الستيفيا.. من علاجٍ طبيّ إلى بديلٍ للسكرِ في غزة

حجم الخط
3bf97f8b-26cc-4810-943b-44f05297a47b.jfif
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

ضاعفت الفلسطينية سعدة المجدلاوي، من انتاج نبات ستيفيا وتحويله لمنتج سائل يحمل اسم "ستيفيا سويت" مع ازدياد الطلب عليه في ظل النقصٍ الكبيرٍ في السكرِ وارتفاعِ أسعارهِ بشكلٍ جنونيّ في قطاع غزة.

وأسست المجدلاوي مختبرًا متكاملًا وملحقًا بدفيئة زراعية متخصصة في زراعة نباتات ستيفيا بمدينة رفح، وحصلت على العلامة التجارية وبطاقة ائتمان تحدد فترة الصلاحية بمساعدة اختصاصيين من وزارتي الزراعة والاقتصاد في غزة قبل ثلاث سنوات.

ويعمل في المختبر إلى جانب المجدلاوي الآن، ثلاث فتيات بينهم أم فلسطينية نجت من غارة إسرائيلية على منزل نزحت إليه مع عائلتها في مخيم النصيرات وسط القطاع في وقت سابق، لكنها فقدت طفلتها الرضيعة.

وتمر عملية انتاج ستيفيا سويت في مختبر المجدلاوي، بعدة مراحل قبل تعبئتها في عبوات صغير وعرضها للبيع في الصيدليات ومحالات العطارة في رفح ودير البلح. كما ينتج المختبر عسل وفراولة ستيفيا.

ونبات ستيفيا موطن زراعته الأصلي في دولة الباراغواي بأمريكا الجنوبية، وبات يستخدم على نطاق واسع كبديلٍ طبيعيٍّ للسكرِ، حيثُ يُستخدمُ أيضًا كعلاجٍ طبيٍّ لمرضى السكري والسمنةِ.

ولا تُزرعُ ستيفيا في غزة الذي حولت آلة الحرب الإسرائيلية حقوله ومزارعة إلى آثر بعد عين، لكنَّ المجدلاوي ما زالت تحتفظ بكمية من نباتات ستيفيا في مختبرها، وهو ما ساعدها على مواصلة انتاج هذا العلاج الذي بدأ يتحول إلى بديل للسكر المفقود في الأسواق.

تقول المجدلاوي لـ"وكالة سند للأنباء" "قبل الحرب استوردت كمية من نبات ستيفيا تمتاز بعدم المرارة من خلال معبر رفح مع مصر وقمت بزراعتها واكثاره بتقنية زراعة الانسجة ثم قمنا بزراعته في دفيئة زراعية".

وتضيف أن انتاج ستيفيا يعتمد على الأوراق الخضراء للنبات حيث كانت الكمية المنتجة قليلة بالأجهزة المخبرية، لكن بعد تصنيع جهاز محلي للاستخلاص تضاعف الإنتاج أكثر من مرة، وخلال الحرب وصل الإنتاج الآن إلى ذروته في ظل الطلب الكبير في الأسواق".

وتوضح المجدلاوي أنه مع زيادة الإنتاج في ظل الحرب استعانت ببعض الفنين لمساعدتها في العمل في المختبر لإنتاج كميات أكبر رغم قلة الإمكانيات وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل.

وتشير إلى أنه في ظل محنة الحرب الراهنة، ساهمت المشاريع الريادية في سد احتياجات الناس الأساسية وخصوصًا السكر الأبيض، وهو ما يؤكد أن في قطاع غزة يوجد عقول يجب أن تحترم.

وحظرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي كل مقومات الحياة عن غزة في إطار إجراءاتها العقابية وغير الإنسانية ضد سكان القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ويغرق قطاع غزة في ظلام دامس للشهر الخامس على التوالي، إثر توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسبب نفاد مخزون الوقود، وقطع إمدادات التيار الكهربائي الرئيسية القادمة من "إسرائيل".

وتخلصت شهد المجدلاوي، وهي طالبة صيدلة، من كابوس الغارة الإسرائيلية التي تسببت باستشهاد طفلتها الرضيعة بمخيم النصيرات قبل شهرين من خلال العمل في مختبر انتاج ستيفيا.

3ec786c8-3654-469a-9e8c-ba28f766e3a2.jfif
 

والمجدلاوي نزحت من غزة إلى رفح ووجدت في حياتها الجديدة شيء من الاستقرار ونافذة أمل جديدة خصوصًا في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة والمروعة على قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة

واستعرضت الأم المكلومة في مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" جانبا من عملها في المختبر وكيفية تعبئة المنتج بعد استخلاصه، وتغليف عبوات ستيفيا قبل توزيعها على الأسواق المحلية.

وتأمل المجدلاوي أن يتوقف القصف وتنتهي الحرب وتعود إلى حياتها الطبيعية وتستكمل دراستها الجامعية وتجري أبحاث لتطوير انتاج نبات ستيفيا في غزة.

ويعاني سكان قطاع غزة من أزمةٍ غذائيةٍ خانقةٍ بسببِ الحربِ الإسرائيلية المتواصلة على القطاع للشهر الخامس على التوالي.

ووصلت أسعار السكر الأبيض وكثير من السلع الغذائية إلى أرقام فلكية، إذ يباع كيلو السكر الواحد بحوالي 40 شيكلا (3.8 دولار).

ويرى الصيدلاني إسعيد قشطة أنه في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها بدأ الناس يتجهون إلى خيارات بديله؛ مثل المُحليات الاصطناعية، وأشهرها سكر ستيفيا.

ويقول قشطة لـ"وكالة سند للأنباء" إن سكر ستيفيا يعتبر محلي الصنع وينصح به الأطباء باستخدامه كبديل للسكر الأبيض من حيث الأعراض الجانبية والفوائد الصحية.

ويضيف "اليوم الناس تلجأ للمُحليات الاصطناعية وستيفيا ليس لأنه صحي ولكن لعدم وجود السكر الأبيض في الأسواق".