الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

كافح الموت في صمت..

بالفيديو يزن الكفارنة يرحل بجسدٍ هزيل.. شاهد جديد على الإجرام الإسرائيلي بحق الأطفال

حجم الخط
be06975e-69a1-41e5-b934-14662882ccda.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

يزن الكفارنة (10 أعوام) شاهد جديد على إجرام الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة، يُغادر عالمنا بجسدٍ هزيل أصبح كهيكلٍ عظمي، ووجعٍ أكبر من طفولته؛ بسبب تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وما صاحبها من قطع الإمدادات من غذاء ودواء وماء عن السكان.

وقد أعلنت مصادر طبية صباح اليوم الاثنين، عن استشهاد الطفل يزن الكفارنة الذي كان يُعاني من شللٍ دماغي، في مركز العودة الصحي في مدينة رفح جنوب القطاع؛ ما أثار غضب واستياء رواد منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات جدية عن دور منظمات حقوق الطفل والإنسان؟ وإلى متى سيظل العالم صامتًا حيال حرب الإبادة في غزة؟

وفي اتصالٍ هاتفي أجرته "وكالة سند للأنباء" مع والد يزن الكفارنة، قبل استشهاده بساعات، يُخبرنا أنّ نجله كان يُعاني من شللٍ دماغي منذ ولادته؛ وتسبب نقص الغذاء والأدوية اللازمة؛ في مضاعفة حالته الصحية، واصفًا وضعه بـ "المأساوي للغاية"، حيث لم يكن يتلقَ في المستشفى إلا "التبخيرة والمحاليل".

ويوضح، أنّ طفله كان يعتمد على أنواع معينة من الأغذية والمشروبات والمكملات الغذائية، لكن مع بداية حرب الإبادة؛ بدأ يفقدها شيئًا فشيء، إلى أصحبت العديد من لوازمه مقطوعة نتيجة النقص الحاد في الإمكانات الطبيّة والغذائية.

ويضيف أنّه التقط صورة لابنه صورة قبل أسبوع من بداية الحرب، وكان بهيئة طبيعية، بينما عُرض له صور وفيديوهات قبل أيام، تُظهر جسده كالهيكل العظمي من شدة الجوع وسوء التغذية، مؤكدًا أنّ ذلك يكفي لوصف حالته.

ويُضيف أنّ حرمان "يزن" مما كان يتناوله قبل الحرب، وحالة الخوف التي كانت تُسيطر عليه؛ والظروف العامة في مراكز الإيواء التي لا تناسب حالته؛ أثر على صحته، تدريجيًا، إلى أنّ وصلنا إلى هذا الحال الصعب والذي اختُتم باستشهاده.

وفي شرحه للظروف التي مرّ بها نجله منذ بداية الحرب، يحكي والد يزن، أنّ العائلة نزحت أكثر من خمس مرات إلى أماكن متفرقة في شمال القطاع، قبل أن تُقرر الذهاب جنوبًا؛ على اعتبار أنها مناطق "آمنة" بحسب ادعاء الاحتلال ويتوفر فيها مقومات الحياة، وخلال هذه المدة تعرض الطفل لانتكاسات متتالية، بدأت بخسران الكثير من وزنه، وهزلان وجفاف، إلى أن أصبح غير قادر على أي حركة، وطريح الفراش على أسرّة المشفى، ثم ارتقى شهيدًا.

ويُشير إلى أنّ ملامح وجهه التي كانت طبيعية قبل الحرب، بدأت تتغير بشكلٍ جوهري بعد 100 يوم من انقطاع ما يلزمه من أغذية وأدوية؛ مؤكدًا أن حاول مرارًا توفير ذلك، ولجأ إلى مؤسسات حكومية وأممية، لكن لا جدوى "بعرف إنو مش موجود بسبب الحصار الخانق والحرب".

وفي سؤالنا كيف كان يُعبّر "يزن" عن خوفه من القصف العنيف الذي لم يتوقف يومًا عن غزة؟ يرد: "كان يخاف كثيرًا، ينكمش جسده ويصرخ، وكنت أذهب إليه أول واحد بإخوته، كي أطمأنه وأحتضنه؛ وأُشعره بالأمان رغم انعدامه".

ويُكمل: "الآن وبعد أن أنهك المرض والتعب جسده، أصبح لا يستطيع التعبير عن حاجته إلى الغذاء أو إبداء خوفه من القصف المتواصل في رفح، كافح الموت في صمتٍ كبير"، لكنّ قدره أن يستشهد في الحرب؛ علمًا أنّه من مواليد الحرب التي شنّها الاحتلال على غزة في العام 2014.

وأكثر ما يوجع قلب هذا الأب المكلوم، أنّه يقف بكل قهره طوال المدة الماضية، عاجزًا عن حماية ابنه من الخطر الذي كان يهدد حياته، خاتمًا حديثه معنا: "كل ما أستطيع فعله هو البقاء بالقرب منه!".

وتتزايد مخاطر الموت المحقق للأطفال في قطاع غزة يوما بعد يوم، بسبب نقص الغذاء والمجاعة التي اشتدت خلال الأيام الماضية بسبب ما يمارسه الاحتلال من سياسة التجويع ضد أهالي القطاع.

وقبل أسابيع حذرت الأمم المتحدة من أن ربع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة، وما رافقها من منع دخول المساعدات إلى القطاع، وكذلك تجميد عدد من الدول تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية وحليب الأطفال.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفًا حتى اليوم الاثنين، 30 ألفًا و534 شهداء، و71 ألفًا و920 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق وزارة الصحة.