الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو والصور الحربٌ تُطفئ بهجة استقبال رمضان في غزة

حجم الخط
رمضان غزة..jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

يُواجه الفلسطينيون شهر رمضان هذا العام بظروفٍ استثنائيةٍ قاسية، حيث تلقي الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 151 يومًا بظلالها على أجواء هذا الشهر الكريم.

وتقلّصت مظاهر الزينة الرمضانية بشكلٍ ملحوظ في مختلف أحياء قطاع غزة المحطمة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويعيش معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في مدارس تحولت إلى مراكز إيواء، أو خيام بعد نزوحهم عن منازلهم، التي تعرضت معظمها للتدمير.

الحياة في الخيام

أمام خيمتها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عددت النازحة ابتهال مسعود ما كانت تفعله عندما يحلّ شهر رمضان عندما كانت تسكن في منزلها الواسع بمدينة غزة.

تقول "مسعود" - وهي أم لخمسة أطفال- "كنا ننظف الدار ونغسل السجاد والأغطية ونزين الشبابيك بالأنوار ونشتري الجوز واللوز والفوانيس لأولادنا..".

وبصوت مخنوق تسرد لـ "وكالة سند للأنباء": "اليوم أنا بالخيمة طول اليوم بنزح الرمل من داخلها والميه نحصل عليها بالعافية وحياتنا من سيء إلى أسوأ".

وتتابع قائلة: "انظر إلى مطبخي في الخيمة الآن متر بمتر، وأسعار لوازم رمضان تضاعفت عشر مرات ولا نستطيع شراءها لاستقبال الشهر الفضيل".

في خيمة أخرى، تتحسر أم خالد القصبغلي على حياتها الجديدة مع قرب قدوم الشهر الفضيل، وتقول: "أصعب شيء في الدنيا أن تعيش شهر رمضان في الخيمة، لا أعرف كيف سوف نتسحر وماذا نفطر أنا وزوجي وأطفالي".

وتضيف "القصبلغي" وهي من مخيم الشاطئ غرب غزة لـ "وكالة سند للأنباء": "ربنا يكرمنا مع قدوم رمضان بهدنة ترجعنا على بيوتنا حتى لو كانت مدمرة راح نبني غرفة من صفيح ونعيش أيام الشهر الفضيل فوق الركام لكن بين أهلنا وأحبابنا".

وتمنت السيدة الفلسطينية أن تنتهي الحرب في أقرب وقت، وأن ينعم سكان غزة بالأمن والسلام وأن يعيشوا شهر رمضان في جو من السكينة والهدوء والاطمئنان.

فوانيس غائبة

ولا يستطيع الأهالي شراء الفوانيس لأطفالهم بسبب ندرتها وارتفاع أسعارها، فمع توقف أصحاب مصانع الفوانيس عن صناعتها هذا العام، وتوقف استيراد البضائع جراء الحرب، باتت الأسواق شبه خالية من الزينة الرمضانية.

الطفلة ريماس سلمن (12 عامًا)، تخلّت عن اقتناء فانوس رمضان هذا العام، إذ تقول: "اليوم نحن نعيش في الخيام بعيد عن أقربائنا وجيراننا وأصدقائنا وجاي علينا شهر رمضان يلي نفرح فيه لكن هالسنه لا نشعر بفرحة هالشهر الفضيل".

وتضيف سلمن لـ "وكالة سند للأنباء": "كان نفسي أخرج مع بابا وماما إلى السوق وأشتري زينة رمضان وفوانيس لي ولأخواتي بس وضع حياتنا الجديدة ما بساعد".

وبألم تقول: "لا توجد فرحة لقدوم شهر رمضان بسبب فقدان الفلسطينيين لأحبائهم وتدمير منازلهم ونزوحهم في خيام".

وفي ما تبقى من أسواق، يعرض فلسطينيون على بسطات صغيرة في وسط وجنوب القطاع، فوانيس شهر رمضان وزينته على جنبات الأرصفة استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل الذي يحلّ منتصف الأسبوع المقبل.

بث الفرحة

وعلى الرغم من أجواء الحرب المروّعة والقاتمة في مختلف أنحاء القطاع، يتمسك فلسطينيون ببث الفرحة في قلوب الصغار والكبار، إذ يعد الفانوس والزينة من أبرز مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في البلدان العربية والإسلامية.

ويعرض خالد مطير فوانيس وزينة رمضان على بسطة صغيرة في سوق رفح مع قرب شهر رمضان المبارك.

ويقول مطير لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال دمر فرحتنا بشهر رمضان بسبب ارتكابه المجازر البشعة ضد شعبنا الأعزل في كل مكان في غزة".

ويضيف "في السنوات الماضية كنا نحتفل بشهر رمضان ونعلق الفوانيس والزينة في الشوارع وعلى النوافذ والمخيمات، لكن اليوم اختفت المظاهر إلا قليلا".

ويوضح أن أسعار الفوانيس تبدأ من عشرة إلى خمسين شيكلا (3.8 الدولار) ورغم ذلك عدد محدود من يقبلون على شرائها.

في المقابل، يقول أبو علي غبن الذي توقف عن صناعة الفوانيس مثل كل عام عندما كان يعيش في غزة "اليوم بعد ما نزحت مع أسرتي على رفح ونعيش في خيمة توقفت عن العمل حيث لا توجد معدات ولا مواد خام"

ويوضح غبن وهو في العقد الخامس من العمر أن صناعة الفوانيس كانت بمثابة طقوس سنوية يسعى من خلالها إلى اسعاد الأطفال وتحقيق دخل لعائلته يعينها على تلبية احتياجاتها خلال الشهر الفضيل.

ويشير إلى أن الاحتلال قتل الفرح في نفوس جميع الفلسطينيين بمجازره المتواصلة ضد المدنيين بمختلف انحاء القطاع.

نشطاء

وتساءل الناشط الفلسطيني يوسف أو زريق على حسابه على موقع (أكس) كيف سنستقبل رمضان ونحن في هذا الحال، كيف سنقضي أيامه، وكيف سنعيش لياليه؟!

وأضاف، كيف نتسحر وكيف نفطر، كيف نستمتع بالعبادة بلا مساجد ولا مآذن تصدح بالقرآن! كيف سنزور الأرحام وهم مقطعة بهم الأوصال؟ وكيف سنتحمل أن يأتي وأحبابنا قد فارقوا هذه الحياة؟

 

بينما كتب الناشط المغربي رشيد غلام على حسابه على منصة (x) متسائلًا: أي صيام وأي عبادة ستصح لنا وقد أسلمنا أهل غزة للإبادة والمجاعة؟

وتابع متسائلًا: "هل سنتبادل المباركات في رمضان وHهلنا يموتون امام أعيينا في غزة؟ هل مزال بعدُ فينا شيءٌ نعَدُ به بشرا؟ أما زال أحد منا يتفقد إنسانيته بل آدميته؟".

وتُلقي الحرب الإسرائيلية على غزة بظلالها على أجواء استقبال شهر رمضان، وتُطفئ بهجة هذا الشهر الكريم. فمع تقلّص مظاهر الزينة الرمضانية، وندرة المواد الغذائية، وصرخات الأهالي المُطالبة بوقف الحرب، يُصبح رمضان هذا العام قاتمًا على الفلسطينيين في غزة.