الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

جزء من مخططات تهجير الأغوار..

بؤرة استيطانية جديدة لإحكام السيطرة على "عين الساكوت" بالأغوار الشمالية

حجم الخط
بؤرة استيطانية الأغوار  (3).jpg
طوباس والأغوار الشمالية – وكالة سند للأنباء

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه مساعيهم المتصاعدة في إحكام السيطرة على عين الساكوت في الأغوار الشمالية وآلاف الدونمات الزراعية المحيطة بها، ضمن مساعي الاحتلال لتهويد الأغوار وتهجير أهلها وتعزيز الاستيطان الرعوي والزراعي فيها.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات إن عددا من المستوطنين شرعوا خلال الأيام الماضية بإقامة بؤرة استيطانية، ذات طابع سياحي، جنوب عين الساكوت بالأغوار الشمالية.

ويبيّن بشارات أن المستوطنين قاموا في الأعوام الماضية بتشييد مظلات على النبع، تمهيدا لإكمال السيطرة عليه وتحويله إلى منتجع سياحي، وحرمان المواطنين الفلسطينيين من الوصول إليه.

وتشهد عين الساكوت الحدودية منذ أشهر حركة نشطة للمستوطنين المدججين بالسلاح بين الحين والآخر، حيث يستولوا بالقوة على الأراضي الزراعية والمناطق الرعوية، وفق بشارات.

ويشير ضيف سند إلى أن المستوطنين سبق وأن نصبوا خياماً وأحضروا أبقاراً إلى عين الساكوت، وطردوا الفلسطينيين من المنطقة بهدف الاستيلاء عليها، وذلك بحماية قوات الاحتلال وسلطاته.

عزل وسرقة كل شيء

بدوره، يقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة إن البؤرة الاستيطانية الجديدة التي أقامها المستوطنون على أراضي جنوب عين الساكوت هي مقدمة لعزل المنطقة أمام المواطنين.

ويوضح دراغمة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذه البؤرة الاستيطانية الجديدة هي بؤرة سياحية، وفي البداية وضع المستوطنون "معرّش" ومقاعد ورفعوا علم الاحتلال.

بؤرة استيطانية الأغوار  (1).jpg
 

ويضيف دراغمة أن الاحتلال يسعى من وضع البؤرة الإستيطانية للاستيلاء على كل شيء بالمنطقة، وإغلاق كافة الأراضي التي حولها، وإغلاق مدخل الساكوت مستقبلا وفق مخطط استيطاني ليس بالجديد.

وينوّه ضيفنا أن الاحتلال نصب خلال السنوات الماضية بوابتين حديديتين، على مدخل نبع الساكوت، فيما تتواصل انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم بحق المواطن الفلسطيني في المنطقة.

وأشار إلى أن أهالي عين الساكوت، تمكنوا في عام 2016 من استرجاع جزء من أراضيهم المصادرة من قبل الاحتلال، بعد معركة قانونية خاضوها في محاكم الاحتلال امتدت لنحو ثلاثة أعوام.

وبعد سنوات من استعادة الأهالي أراضيهم بقرار لم يأخذ على أرض الواقع نصيب، حيث أن اعتداءات المستوطنين وتضييقات سلطات الاحتلال حدّت من استغلال المواطن الفلسطيني أرضه الزراعية ولو بحدها الأدنى.

بؤرة استيطانية الأغوار  (3).jpg
 

جنة الأغوار

وتعتبر الساكوت من المناطق الطبيعية الجميلة والخلابة ويطلق عليها جنة الأغوار، الغنية بالحياة الزراعية والتنوع البيئي، حيث أراضيها الخصبة، وانتشار مضخات المياه.

والساكوت قرية فلسطينية ذات مناطق سهلية مفتوحة بمحاذاة نهر الأردن، واحدة من أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، يحيطها عدة مستوطنات زراعية، تقدر مساحتها بعشرة آلاف دونم، وكان فيها 47 مضخة مياه، و17 بئرا ارتوازية، عدا عن الينابيع المنتشرة.

وتشهد عين الساكوت الحدودية منذ أشهر، حركة مستعمرين نشطة بين الحين والآخر، ويستولون على مساحات من الأراضي الزراعية للفلسطينيين في المنطقة.

وعين الساكوت واحدة من بين 32 خربة تقع على امتداد نهر الأردن وكانت تقطنها عائلات فلسطينية قبل عام 1967 وتتبع لمحافظة طوباس في الأغوار الشمالية.

فيما أغلق الاحتلال عين الساكوت وما يحيط بها من أراض زراعية بوجه أصحابها منذ سنوات الاحتلال الأولى، بحجة عبور فدائيين كثر للمنطقة.

وأقام الاحتلال مستوطنة "ميحولا" كأول مستوطنة زراعية مكان قرية عين الساكوت، مستوليا على نحو 30 ألف دونما من أراضي المنطقة، فيما ذهب جزء كبير من الأراضي لحقول الألغام التي زرعتها قوات الاحتلال على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.

وتعتبر منطقة الساكوت من المناطق الغنية جدا لأنها تحتوي على موارد مياه، وهي ذات تنوع حيوي مميز بسبب وجود ثلاثة نظم مناخية فيها وهي نظام البحر المتوسط، وحفرة الانهدام، ومنطقة السفوح الشرقية.

وتتميز المنطقة، بأنها عنصر جذب للطيور الجارحة، مثل الصقور، والنسور، والعقاب، واللقلق الأسود، والحدأة سوداء الأجنحة وهو نوع فريد من نوعه، حيث تعتبر هذه المنطقة موقع عنق زجاجة لهجرة الطيور من أوروبا إلى فلسطين وبالعكس.

وتتعرض الأغوار لهجمة شرسة وممنهجة منذ احتلالها عام 1967 من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين معاً، حيث ينتشرون على أكثر من 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية على امتداد الأغوار الفلسطينية.

وسعت سلطات الاحتلال ومنذ احتلالها للضفة الغربية إلى ضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان ضخم من المياه.

وتشهد منطقة الأغوار الشمالية نشاطا متصاعدا من قبل المستوطنين للاستيلاء على ينابيع وعيون المياه في الأغوار الشمالية، حيث أحكموا سيطرتهم على عشرات ينابيع المياه ومنع الفلسطينيين من الاقتراب منها مؤخرا.

ينابيع المياه المسيطر عليها فاقمت مشكلة المياه في الأغوار الشمالية، وزادت من سرقة المستوطنين للمياه، فيما حوّلت مجموعات المستوطنين عددا من الينابيع لمزارات سياحية للمستوطنين.