الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو حرفي فلسطيني ينير عتمه خيمته ويصنع فوانيس رمضان من الكرتون

حجم الخط
434024646_302394316204486_5465575750638780762_n.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

وسط عتمة الحرب الإسرائيلية على غزة، يُشعل مسن فلسطيني يدعى محمود غبن شعلة الأمل في قلوب الأطفال من خلال إبداعه في صناعة الفوانيس من الكرتون الملون.

ونزحَ غبن معَ عائلتهِ، من مخيم الشاطئ بمدينة غزة إلى رفح تاركينَ خلفهمْ منزلهمْ وورشةَ حياتهِ. ويقضي المسن الفلسطيني وعائلتهُ المكونة من 12 فردًا الآن يومهمْ في خيمةِ إيواءٍ وسطَ ظروفٍ معيشيةٍ قاسيةٍ.

ويُواصل غبن، ويساعده نجله محمد، صناعة الفوانيس متوسطة الحجم من بقايا الكرتون الملون، ليُضفي لمسة من البهجة على وجوه الأطفال الذين يعانون من قسوة الحرب.

يقول المسن غبن لـ "وكالة سند للأنباء": "أُحبُّ الفنّ، وهوَ جزءٌ منّي. لا أستطيعُ أنْ أتوقّفَ عنْ الإبداعِ، حتى في ظلِّ هذهِ الظروفِ الصعبةِ."

ويضيف: "أحلمُ بالعودةِ إلى منزلي وورشةِ حياتي، وأنْ أستمرّ في صناعةِ المجسماتِ التي تُسعدُ الناسَ.. لكن اليهود دمروا كل شيء. بيتي وورشتي وقتلوا أولاد عمي وعدد من جيراننا وفرقونا وجوعونا".

وقبل الحرب كان "غبن" يصنع الفوانيس والسفن العملاقة بأشكال وألوان مختلفة، مستخدماً مهاراته الحرفية وخياله الخصب.

ولم تقتصر إبداعات غبن على غزة فقط، فقد وصلت بعض مراكبه إلى الصين عن طريق أحد أصدقائه. وقد أثار إبداعه إعجاب الكثير هناك، وتفاجئوا من وجود مثل هذه الصناعة اليدوية المميزة في غزة.

وعن ذلك يقول "قبل أربع سنوات أخذ صديق لي ينشط في استيراد البضائع من الصين مجسمان لسفينتين وهناك الصينيين تفاجأوا من جودة الصناعة وتصميمها".

ويوضح: "لكن اليوم كما ترى. اليهود شردونا ودمروا بيوتنا وكل شيء وحتى الطعام والشراب بالكاد نحصل عليه".

ولا يجد الفلسطينيون الذي فروا من القصف الإسرائيلي ما يسد رمقهم على مائدة الإفطار والسحور في ظل حرب التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال منذ أشهر على سكان مدينة غزة وشمال القطاع تحديدًا.

ويأتي شهر رمضان هذا العام في الوقت الذي فقد فيه العديد من سكان غزة كل شيء ويقترب القطاع من المجاعة، كما يقول مسؤولو الأمم المتحدة.

ووفق المسن "غبن"، فإن الحياة تزداد سوءا يوما بعد يوم؛ "بقيت اثنتان من بناتي مع أزوجهن وأبنائهن في غزة. وهم يعانون من الجوع الشديد هناك لكن صامدين".

ويتابع: "لما بسمع شكاوى الجوع من بنتي وأحفادي قلبي يتقطع لكن ما باليد حيلة.. واليوم لو عاد في الزمن كنت اخترت الجوع على النزوح والعيش في خيمة في جنوب القطاع".

وأردف: "حتى نحن هنا في الخيام بالجنوب نعاني من ارتفاع الأسعار. لولا التكيات والطعام الذي توفره الجمعيات ما كنا وجدنا طعاما على وجبة الإفطار والسحور".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن "إسرائيل" حربًا وصفتها الأمم المتحدة، بأنها الأكثر دموية وشدة في القرن الواحد والعشرين، على غزة، الذي يعاني أصلا من تبعات الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2007.

وحتى الآن، استشهد 32 ألفًا و226 مدنيًا فلسطينيا وأصيب 74518 آخرون، بحسب وزارة الصحة في غزة.