الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

حجم الخط
اقتحام الأقصى والوضع القائم.jpg
القدس المحتلة - وكالة سند للأنباء

يسعى الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 الماضي، إلى فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى المبارك وزيادة قبضته الأمنية عليه عبر نصب كاميرات مراقبة وأنظمة تجسس وإقامة نقاط تفتيش وحواجز ثابتة عند بواباته وفي الطريق إليه.

وبعد 7 شهور من فرض هذه الإجراءات أعلن وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عن خطة جديدة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى؛ والتي تتضمن ما أسماه "المساواة بين المسلمين واليهود" في المسجد.

فهل ينفذ "بن غفير" خطته مستغلاً عيد الفصح اليهودي الذي تحشد جماعات الهيكل بكل قوتها لاقتحامات واسعة ومركزية للمسجد الأقصى خلاله؟!

التواجد الإسلامي وتغيير الوضع القائم..

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، يوضح لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك "موضوع قديم حديث مستمر".

وبيّن الهدمي: "بدأ الاحتلال بهذا الموضوع منذ عشرات السنين، وهو يعمل على هذا التغيير ببطء في بعض الأحيان، وبتسارع كبير أحيانًا أخرى، ولكنه طيلة الوقت يقوم على تغيير واقع المسجد الأقصى منذ عام 1967 حتى يومنا هذا".

ويضيف: "أمر التغيير أصبح اليوم أكثر وضوحاً، وبات ملموساً؛ إذ بدأت هذه التغييرات تؤثر على طبيعة التواجد الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك وطبيعة إدارته".

وأكمل: "تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى في تصاعد مستمر وزادت وتيرته بعدما تولى إيتمار بن غفير منصباً في حكومة الاحتلال، وعلى الرغم من وجود وزراء متطرفين سابقين إلا أن بن غفير أخذ على عاتقه القيام بتغيير واقع المسجد الأقصى كوزير مسؤول".

ونوه "الهدمي" إلى أن تصريحات "بن غفير" الأخيرة "خطيرة جداً، وتعبر عن تبني حكومة الاحتلال كاملة لهذا المشروع وأنها موافقة على ذلك".

وعلى الرغم من بعض التصريحات التي تنفي وجود تغيير لواقع المسجد الأقصى، إلا أن الهدمي يؤكد أن "التغير واضح في واقع المسجد الأقصى المبارك، سواء على مستوى تصرفات المقتحمين اليهود، وحتى على علاقة الحكومة الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية التي تقلصت حتى أصبحت شكلية بشكل كبير جدا".

تفاصيل خطة "بن غفير" والفتوى اليهودية..

وذكر "الهدمي" أن خطة إيتمار بن غفير لتغير واقع المسجد الأقصى و"المساواة" داخل المسجد "يعني وفق تقارير عبرية سابقة أن المسجد الأقصى هو المصلى القبلي فقط أما بقية أجزاءه فهي ساحات تسيطر عليها بلدية الاحتلال ودائرة أراضي إسرائيل، يمكن اقتطاع أي جزء منها لتصبح أماكن خاصة لليهود".

وأشار "ضيف سند" إلى الخلاف الشرعي بين اليهود حول ما يسمى "الصعود إلى جبل الهيكل" حيث هناك فتوى يهودية تحرم الصعود (اقتحام الأقصى) وتنص الفتوى على وجوب انتظار المسيح المخلص.

ونبه إلى أن المقتحمين للأقصى يعارضون هذه الفتوى ويعتقدون بضرورة وجود البقرات الحمراء "للتطهر بها؛ وبالتالي دفع أعداد أكبر لاقتحام الأقصى على اعتبار أن البقرة الحمراء ستطهرهم".

ويرى الهدمي أن الحديث عن البقرات الحمراء الآن يأتي بهدف حسم موضوع "قضية الطهارة"، وتشجيع أعداد كثيرة وجديدة من اليهود لاقتحام المسجد الأقصى، وبالتالي يزداد الضغط على مطالبة توفير مكان خاص للمقتحمين داخله.

ويستطرد: "الضغط والمطالبات المتكررة ستكون بمثابة ذريعة لحكومة الاحتلال، التي تصف نفسها بأنها راعية لحرية العبادة في الأقصى، لاقتطاع مكان مخصص لليهود وتحت عنوان منع الاحتكاك والمواجهة بين المسلمين واليهود".

ولفت النظر: "ستكون الساحة الشرقية ومنطقة باب الرحمة هي المنطقة الأنسب؛ إذ يمكن إعادة فتح باب الرحمة في سور المسجد الأقصى، وبالتالي الدخول والخروج دون الحاجة إلى قطع الطريق من باب المغاربة إلى باب الرحمة، وأيضًا تلك المنطقة قريبة من قبة الصخرة التي يعتبرها اليهود مكان قدس الأقداس في الهيكل الأسطوري المزعوم".

ولا تقتصر خطة بن غفير، وفق الهدمي، على مساواة غير المسلمين بالمسلمين مكانياً إنما حتى في زيادة أعداد المقتحمين اليهود وزيادة ساعات الاقتحام، وأيضاً زيادة أماكن الدخول إلى المسجد الأقصى.

ويرى الهدمي أن موعد إعلان بن غفير عن خطته المتعلقة في تغيير واقع المسجد الأقصى يتزامن مع اقتراب عيد الفصح اليهودي وأيضا ذلك لأنه لطالما كانت الأعياد اليهودية "مواسم للقفز بقفزات كبيرة بما يخص تهويد المسجد الأقصى بشكل خاص، ومدينة القدس بشكل عام".

وأفاد بأن "الاحتلال يستغل هذه الأعياد لإحداث تغييرات نوعية داخل المسجد الأقصى المبارك، كون اليهود يقتحمون المسجد بشكل وبعدد أكبر خلالها، وبالتالي يمكن حشد الأعداد وتهيئة الحالة النفسية والعاطفية للمقتحمين باستغلال الدين والعودة إلى جبل الهيكل وإعادة بناء الهيكل".

واقعية وتنفيذ خطة "بن غفير"!..

وحول مدى واقعية خطة بن غفير واحتمالية تنفيذها، يقول الهدمي: "لا شك أن الواقع الذي تمر به فلسطين واقع معقد وفيه الكثير من المتغيرات والمؤثرات".

ونبه إلى أن بدء من معركة طوفان الأقصى التي جاءت نصرة للمسجد، والتي تلاها اعتداء سافر من الاحتلال بحرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة إلى المتغيرات الأخرى في الدول المحيطة كالأردن ومصر وسوريا، ثم دخول إيران على الخط كمهدد إضافي.

وأشار إلى أنه وإن كان رد إيران لم يعلن بشكل صريح بأنه نصرة لغزة أو للمسجد الأقصى "لكن وجودها يعتبر متغير لا يمكن إغفاله. وأيضا هنالك تغيرات واضحة على واقع مدينة القدس المضطرب وواقع الضفة الغربية المتوتر جدًا، كل ذلك يشكل عناصر مهمة وتؤخذ بالحسبان في أي خطوة قادمة سيقوم بها الاحتلال".

ويعتقد الهدمي أن واحدة من أهم خسائر حكومة الاحتلال في معركة طوفان الأقصى كانت خسارة سيادتها وهيمنتها، "وبالتالي قد تحاول هذه الحكومة البحث عما خسرته في طوفان الأقصى لتعويضه في قضية المسجد الأقصى، كونها قضية مهمة وحساسة من خلال فرض سيطرة وسيادة أكبر على الأقصى ومدينة القدس".

وتساءل "ضيف سند": "هل سيكون إيتمار بن غفير وخطته المجنونة هي السبب الذي سيفجر جبهة جديدة في الضفة الغربية وفي مدينة القدس؟!، وهل غياب قيادة حقيقية تقود الشارع الفلسطيني في الضفة والقدس سيؤثر على الانفجار؟!".

واستدرك: "القيادة المتمثلة بالسلطة الفلسطينية تعاكس الشارع الفلسطيني، وتعمل على أن لا يكون له دور في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".

الفرق بين اليوم والأمس "إسرائيليًا"..

من جهته اعتبر الباحث والمختص بالشأن الاسرائيلي، محمد هلسة، أن ثمة فرق واضح بين اليوم والأمس فيما يتعلق بالإطار العام لأهداف جماعات الهيكل في المسجد الأقصى المبارك.

ولفت النظر إلى أن هذا الفرق يكمن اليوم بتقاطع رغبات جماعات الهيكل مع رغبات شخصيات أركان مهمة في الحكومة الإسرائيلية فيما يخص خطط تغيير واقع المسجد الأقصى.

وأوضح: "فيما مضى كانت جماعات الهيكل تضغط على المستوى الرسمي لفرض أجندتها وخططها على الأقصى دون تبني واضح من المستوى الرسمي الذي بات اليوم هو من يضع الأجندة بل ويشجع هذه الجماعات على أن تتمادى في خطواتها فيما يخص واقع المسجد".

ويستدل على ذلك بالتصريحات المتعددة التي صدرت عن أركان ورموز الحكومة الإسرائيلية والتي تبنت صراحة قضايا ذبح البقرات الحمراء وإقامة الصلوات التلمودية داخل الأقصى وغيرها من التصريحات التي دعت لإحداث نقلة نوعية فيما يخص تحقيق الأهداف الإسرائيلية المتعلقة بالمسجد الأقصى.

وكان آخر تلك التصريحات ما صدر عن إيتمار بن غفير حول تغير واقع المسجد الأقصى، ويوضح هلسة أن تصريحات بن غفير والأجندة التي يتحدث بها تأتي في سياق ظروف مواتية لفرضها.

ويتابع "ضيف سند": "بن غفير والذي هو جزء من حكومة يمينية متطرفة ترى بأنها نفذت حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، قتلت وأسرت عشرات الآلاف على مرأى ومسمع من العالم العربي والاسلامي دون أن يرمش جفن في العالمين".

واستطرد: "العالم العربي والإسلامي يرى بأن النفس البشرية أسمى وأهم من الحجر مهما بلغت قدسيته، حتى وإن كان المسجد الأقصى، وبالتالي يمكن الذهاب (إسرائيليًا) إلى فرض أجندات جديدة في الأقصى ولن يحدث شيء، وهذا هو رهان حكومة الاحتلال بما فيها إيتمار بن غفير".

ولفت النظر إلى أن "بن غفير" يستغل الأحداث الجارية بكل أشكالها كما يستغل وجوده في الحكم ليقفز قفزة حادة في تغيير واقع المسجد الأقصى مؤمناً بأن ما حدث في عام 2017 ضد البوابات الإلكترونية من حراك فلسطيني وضغط دولي لن يحدث اليوم.

ويرى هلسة أن خطة "بن غفير" قد تأتي في سياق تأزم موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه رفح وأيضًا جراء فشلها بتحقيق أهدافها في قطاع غزة.

وأكمل: "وبالتالي يسوق إيتمار بن غفير لنفسه انتخابيًا على حساب الأقصى، لأنه يُدرك تماماً بأن انتهاء الحرب ستجلب خلفها انتخابات يريد أن يكون له مكان فيها بتأسيس أجندة لقاعدته الجماهيرية لإعادة انتخابه".