الساعة 00:00 م
السبت 18 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو الناشطة هبة الفرا تروي تفاصيل قتل "إسرائيل" نصف عائلتها

حجم الخط
الناشطة الفرا.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

تعيش الناشطة أية الفرا مأساة إنسانية مروعة بعد أن فقدت نصف عائلتها في قصف استهدف غرفة نزحت إليها، تاركاً إياها مصابة بجروح في يدها وظهرها.

تروي الفرا (30 عامًا) لمراسل "وكالة سند للأنباء" تفاصيل الحادثة المروعة، قائلة: "كنا في الغرفة نحتمي عندما سقطت قذيفة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى مقتل والدي وشقيقاتي الأربع وابنتي شقيقتي على الفور أبناء شقيقاتي."

لم تقتصر مأساة الفرا على فقدانها أحبائها، بل أصيبت هي أيضاً بجروح في يدها وظهرها وقدمها، تاركة إياها غير قادرة على العمل أو حتى متابعة العلاج.

وذرفت الدموع من عينيها وهي تشير إلى لحظة قتل والدها وهو يصلي صلاة الظهر على كرسي، بينما كانت والدتها تئن خلفها وهي مدرجة بدمائها.

تقول الفرا "لم أستطع إسعاف والدي لأن نيران الاحتلال كانت تنهمر علينا من كل حد وصوب، أنا لما تصوبت شعرت أن اليهود قتلونا جميعًا".

وتضيف "عندما اقتربت من والدي، أصبت برصاصة في كتفي أسقطتني أرضً، لكن نهضت بمساعدة ابنة أختي، وركضت معها لحوالي نصف كيلو متر وأنا أطلب المساعدة ليس لي ولكن لعائلتي التي علقت تحت الإنقاض".

وتابعت أن شقيقاتها كانوا داخل غرفة صغير بجانب خيمة عائلتها لحظت القصف الإسرائيلي، إذغطى الركام أجسادهن ولم تراهن، بفعل تناثر الركام وألسنة اللهب والغبار الذي ملاءان المكان.

وعائلة الفرا إحدى عائلات مدينة خان يونس وتقيم في وسط وشمال المدينة التي حول الاحتلال منازلها وبنيتها التحتية إلى آثر بعد عين خلال توغل قواته البرية الذي استمر زهاء 120 يومًا.

وخلال الأيام الأولى من التوغل نزح معظم سكان المدينة قسرا إلى رفح أو وسط القطاع، لكن عائلة الناشطة الفرا المكونة من 16 فردًا، نزحت في محيط منزلها في البداية وانتقلت إلى أكثر من مكان في منطقة القرار التي لم تشهد أي توغل في البداية.

وعن ذلك تقول "نسكن في خان يونس في الطريق الغربية ولما اليهود توغلوا بالمدينة نزحنا ست مرات، وبين كل نزوح ونزوح أسبوع أو عشرة أيام".

وتوضح "أخر مرة نزحنا نصبنا الخيمة جنب غرفة صغير لجيراننا الناس حكولنا بيتوا فيها. وبالفعل عشنا يومين في الغرفة والخيمة لكن اليهود يوم ثلاثة مارس لما هاجموا القرار ومدينة حمد صارت الدبابات حولينا".

وتشير إلى أن جميع أفراد العائلة كانوا يقولون إننا الآن أمام اليهود وهما يروننا "كان وقت الظهر والشمس عامودية، واليهود قصفونا بطريقة وحشية رغم أننا لم نكن نمثل أي خطر عليهم".

ومثل معظم الجرحى تم نقل الفرا ووالدتها إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، بينما انتشلت طواقم الدفاع المدني 7 جثامين من المكان الذي كانت تقيم فيه العائلة المكلومة.

وعندما تستذكر الفرا مأساة عائلتها تنهمر بالبكاء، "أخواتي الأربعة وأبوية ما شفت ولا صليت عليهم. دفنوهم من غير ما أودعهم".

وتعيش الفرا مع تسعة أفراد من عائلتها بينهم اثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة في خيمة بمنطقة مواصى رفح، وتقضي معظم وقتها في المستشفى من أجل إجراء فحصوات طبية والتغير على الجرح والحصول على المسكنات.

وتقول "أعاني من آلام شديدة، ولا أستطيع تحمل تكلفة العلاج في الصيدليات، ناهيك عن عدم وجود مكان لي في المستشفيات المزدحمة."

وتضيف "كل يوم في المستشفى ما في سرير لي والعلاج المصروف لي نصف مش متوفر وسعروا في الصيدليات غالي".

وقبل الحرب كانت الفرا تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي وكانت حساباتها على "فيس بوك" و"إنستغرام" و"التكتك" تحظى بمئات الآلاف من المتابعين وتحقق من خلالها عائد مادي يساعدها في إعالة أسرتها.

وتوضح الفرا "من يوم ما أصبت توقفت تماما، الإصابة دمرتني، كمان في ما في إنترنت ولا كهرباء ولا أي مقومات من أجل صناعة محتوى لجمهوري".

ووجهت الفرا نداءً إلى زملائها عبر مواقع التواصل حول العالم قائلة: "أرجوكم، ساعدوني في رفع صوتي ضد هذه المحرقة وحرب الإبادة الإسرائيلية التي تخطف منا أحباؤنا وتدمر مستقبلنا".

وتُعدّ مأساة عائلة الفرا واحدا من المآسي التي لا تنتهي ضد العائلات الفلسطينية، في قطاع غزة بفعل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في قتل البشر وتدمير الحجر واقتلاع الشجر في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.