الساعة 00:00 م
السبت 03 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.78 جنيه إسترليني
5.08 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.07 يورو
3.6 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تقليص الخدمة أزهق أرواح العشرات..

في ظل الحرب.. واقع يزداد مأساوية يهدد حياة مرضى الكلى في غزة

حجم الخط
مرضى الكلى في غزة.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

تتفاقم معاناة مرضى غسيل الكلى في قطاع غزة يومًا بعد آخر؛ بسبب النقص الحاد بالأدوية والمستلزمات الطبيّة وخروج غالبية المستشفيات عن الخدمة، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للقطاع الصحي، جراء الحرب الدموية المتواصلة منذ 10 شهور.

فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة (7 أكتوبر/ تشرين أول الفائت) أخرج الاحتلال معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بعد استهدافها وتدميرها بشكلٍ ممنهج، رافق ذلك فرض قيود كبيرة على إدخال المساعدات؛ ما أدى لشح حاد في إمدادات الغذاء والدواء والوقود.

وأُجبرت الآلاف من الحالات المرضية على النزوح من محافظتي غزة والشمال، إلى مناطق جنوب القطاع بادعاء أنها "آمنة" ويتدفق إليها المساعدات الإنسانية، لكنهم اصطدموا بواقعٍ مأساوي للغاية بات يُهدد حياتهم بشكلٍ حقيقي.

مرضى غزة.jpg
 

وعلى ضوء ذلك قال المحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح (وسط) خليل الدقران، إنّ خطرًا حقيقيًا بات يُهدد حياة مرضى غسيل الكلى بسبب نقص الأدوية، وتقليص عمليات غسيل الكلى في المستشفى.

وأوضح الدقران في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ قرابة 600 مريض كلى يتلقون الآن علاجهم في "شهداء الأقصى"، بعدما كان يُقدم الخدمة لـ 160 شخصًا فقط قبل اندلاع الحرب، ما يعني زيادة الطلب على المستشفى بنحو 4 أضعاف مما كان عليه في السابق.

وأضاف أنّ المستشفى تُقدم خدماتها بهذا العدد الكبير من المرضى في ظل أجهزة طبية متهالكة، ونقص حاد في العديد من الأدوية الخاصة بمرضى غسيل الكلى، لذا اضطرت وزارة الصحة لتقليص عدد جلسات العلاج الأسبوعية من 4 مرات لـ مرتين أسبوعيًا، وخفض مدة الجلسة الواحدة من 4 ساعات لساعتين.

وأشار الدقران إلى أنّ العديد من المرضى ساءت حالتهم الصحيّة وتضاعفت، على ضوء ضعف الخدمة المقدمة لهم، ما أدى لوفاة عدد كبير منهم.

يُشار إلى أنّ قرابة مليون و900 ألف فلسطيني يتواجدون حاليًا في مناطق وسط وجنوب القطاع، وبعدما كانت تُقدم الخدمة الطبية لمرضى الكلى بشكلٍ سابق في مختلف مستشفيات القطاع الرئيسية، باتت بفعل الحرب، تُقدم فقط بمستشفى شهداء الأقصى، وبشكل جزئي مستشفى ناصر الطبي التي خرجت عن الخدمة في وقت سابق عندما اجتاحها الاحتلال لمرتين، ثم عادت لتقدمها بشكل جزئي.

مستشفيات.jpeg
 

ماذا عن الخدمة المقدمة في شمال القطاع؟

طوال أشهر الحرب تعرضت المستشفيات في محافظتي غزة والشمال لاستهدافٍ إسرائيلي متعمد، ما أخرج غالبيتها عن الخدمة، أبرزها مجمع الشفاء الطبي وهو أكبر المستشفيات ويُقدم 80% من إجمالي الخدمات الطبية للمواطنين، بحسب ما أورده مصدر مسؤول في وزارة الصحة.

وقال المسؤول الطبي (فضّل عدم الكشف عن اسمه) في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إنّ الاحتلال أخرج غالبية مستشفيات الشمال عن الخدمة بعد استهدافها وتدميرها، وأبقى فقط على المستشفى المعمداني الذي يستهدف محيطه بين فينة وأخرى ما يؤثر على عمله.

وبيّن أنّ الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة دفعت الطواقم الصحية لإعطاء أولوية قصوى لإصابات الحرب، فيما أصبحت تُقدم الخدمات جزئيًا للذين يعانون من أمراضٍ مزمنة كالكلى والسرطان، وبأقل الأدوات والإمكانات.

وتحدث عن عدد كبير من الوفيات في صفوف هؤلاء المرضى منذ بداية الحرب، نظرًا لغياب العلاج اللازم وحرمان المئات من حقهم في السفر للعلاج بالخارج، مشيرًا إلى أنّ التحويلات الخارجية باتت مسألة غير ممكنة بفعل إغلاق المعابر والحصار الخانق المفروض على محافظتي غزة والشمال.

وعلى ضوء هذه المعطيات، وصف المسؤول الطبي، واقع هؤلاء المرضى بـ "الأليم والكارثي"، مؤكدًا أنهم عرضة للموت البطيء والصامت، دون أن يلتفت لمعاناتهم أحد.

مرضى الكلى بغزة.jpg
 

من جهته، أكد رئيس جمعية العودة الطبية رأفت المجدلاوي أنّ الحرب تركت عواقب سلبية كبيرة على صحة المرضى في القطاع عمومًا، وعلى أصحاب الأمراض المزمنة على وجه الخصوص، إذ أدى استهداف المنظومة الصحية لوقف عدة خدمات رئيسية.

ونبّه المجدلاوي في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ "العلاج المنتظم لا يساعد في الحفاظ على حياة مريض الكلى، لخطورة حالته الصحية، فكيف باختلال تقديم العلاج؟".

وتصريحات سابقة مع "وكالة سند للأنباء" أكد وزير الصحة الأسبق جواد الطبي أنّ الاحتلال يتعمّد في حربه ضد القطاع استهداف قطاعي الصحة والتعليم على وجه الخصوص لدفع الفلسطينيين على الرحيل عن هذه الأرض.

وأشار إلى تدمير قرابة 26 مستشفى ومؤسسة خدماتية صحية وعامة وحكومية في قطاع غزة منذ بداية الحرب، إلى جانب تدمير وإخراج 54 من المراكز الطبية التي تُقدم خدمات الرعاية الأولية للمواطنين.

وبحسب ما جاء في حديث الطيبي فإنّ الاحتلال لم يُبقِ خدمة طبية في شمال قطاع غزة، فما هو موجود حاليًا مراكز صحية تُقدم 5%‎ من الخدمة المطلوبة للمواطنين؛ بسبب الدمار الذي ألحقه الاحتلال بمقدرات المستشفيات والمراكز.

مرضى الكلى بغزة.jpg
 

أما مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، أفاد أنّه يُعاني من ازدحام كبير جدًا، حيث يُقدم الخدمات لقرابة مليون نازح فلسطيني، بعدما كان يُقدمها بالأساس لـ 200 ألف مواطن فقط.

وذكر أن مستشفى ناصر الطبي في خانيونس جنوب القطاع، عاد للعمل بقدرة 60%‎ عما كان عليه بالسابق، في ظل إمكانات منهارة ومتهالكة ومنهكة، مشددًا أن الطواقم الطبية لا تستطيع التعامل مع الحالات التي تصلها بشكل كامل.

وحذر من أن تدمير معبر رفح البري بعد احتلاله في مايو/ أيار المنصرم، يهدد سلامة مئات المرضى والجرحى الذين يحتاجون لتحويلات طبية في الخارج، قائلًا: "لا يوجد أماكن لتقديم الخدمة الطبية كما ينبغي".

ولليوم 285 على التوالي يواصل جيش الاحتلال، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته مراكز الإيواء وتجمعات المدنيين والبنايات والمنازل وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 38 ألفا و794 شهيدا، وإصابة 89 ألفا و364 آخرين، إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.