نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، والحركة الوطنية الأسيرة، المُحررة الشهيدة وفاء جرار، التي ارتقت صباح اليوم الاثنين بمستشفى "ابن سينا" بجنين متأثرة بإصابتها الخطيرة التي تعرضت لها خلال اعتقالها.
وحملت الهيئة والنادي في بيان مشترك تابعته "وكالة سند للأنباء" الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد "جرار"، وقالت إن "ما نُفّذ بحقّ الشّهيدة جريمة مركبة".
وأوضحتا أن الجريمة المركبة بحق "جرار" تمثلت بعملية اعتقالها الوحشية من منزلها، والتّنكيل بها، فتعرضت إثرها لإصابة خطيرة أدت لبتر ساقيها من أعلى الركبة بمستشفى (العفولة) الإسرائيليّ، إلى جانب إصابتها عدة إصابات بجسدها وتحويلها للاعتقال الإداريّ لاحقا لـ 4 شهور.
واعتبرتا أن هذه الجريمة لم تنته بالإفراج عن الشهيدة "جرار" في 30 أيار الماضي، وحتّى ارتقائها اليوم، لكن "قضيتها تعد شهادة أخرى على إجرام الاحتلال المتواصل بظل حرب الإبادة المستمرة بغزة، والعدوان الشامل".
وبيّن البيان أنّ الاحتلال لم يسلم حتى الآن ساقي الشهيدة "جرار" لدفنهما، وكان المحامي قد تقدم بطلب استرداد ساقيها المبتورتين، وذلك بعد تلقيه ردًا شفوياً مفاجئاً من أحد الأطباء بمستشفى (العفولة) أنه تم التّخلص منهما، ليشكّل بذلك انتهاكا جديدا يُضاف للجريمة المركبة بحقّها.
وأضاف أنّ الاحتلال لم يعط رداً على الطلب بشأن التّقارير الطبيّة الخاصّة بها، حيث تم تقديم طلباً آخر يطالب بالحصول على التّقارير الطبيّة، وتوضيح ما جرى منذ 27 أيارالمنصرم، وهو اليوم الذي خضعت فيه لعملية البتر.
وأشار أنه تبين لاحقًا أنّ عملية بتر أخرى تمت لساقيها فوق الركبة، دون أخذ موافقة عائلة المصابة، كونها تحت تأثير التّخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وليضاف هذا الانتهاك إلى سياق الجريمة التي نفّذت بحقّها.
وتابعت الهيئة والنادي "إنّ استشهاد جرار اليوم، يأتي في أشد المراحل وأقساها على الأسرى في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لوجه آخر من أوجه الإبادة جرّاء جرائم التّعذيب والإذلال والتّجويع والعزل الجماعيّ".
وشددتا على أن ما تعرضت له الشهيدة تعد حالة من بين عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة، وتعرضوا لجرائم طبيّة ممنهجة، مؤكدتا أنهما ستستمران في متابعة ملف الشهيدة "جرار" قانونياً.
والشهيدة وفاء جرار (50 عاما) ، أم لـ 4 أبناء، وهي زوجة الأسير عبد الجبار جرار، من جنين، والمعتقل إداريًا منذ شباط 2024، وهذا أول اعتقال تتعرض له.