سلم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، جثامين 84 شهيدا اختطفهم من مقابر في قطاع غزة، وهي الدفعة الثالثة التي جرى تسليمها خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع لليوم الـ 304 تواليا.
وقال منسق الحملة الشعبية لاسترداد جثامين الشهداء، عماد شجاعية، بتصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ سلطات الاحتلال سلّمت 84 جثمانًا لشهداء من قطاع غزة، لمجمع ناصر الطبي عبر الصليب الأحمر الدولي.
وأضاف "شجاعية" أنّ الحملة وثقت سابقًا تسليم 293 من جثامين الشهداء المحتجزة، ومع ما تم تسليمه اليوم يُصبح عدد الشهداء الذي سلّم الاحتلال جثامينهم 377 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الفائت.
ولفت أنّ عدد الجثامين المحتجزة قبل السابع من أكتوبر كان 533 شهيدًا، ليُصبح العدد وفق الرواية الإسرائيلية حاليًا قرابة 2000 جثمان محتجز.
ومن بين الجثامين المحتجزة هناك نحو 65 شهيدًا من الحركة الأسيرة يحتجز الاحتلال جثامينهم تُعرف هويات بعضهم فيما يتحفط الاحتلال على أسماء آخرين، وفق "شجاعية".
وجرى دفن جثامين الشهداء في المقبرة التركية، بالحي النمساوي جنوب غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفقا لمصادر محلية.
وأشارت المصادر إلى التنكيل الذي ظهر على الجثامين، والتي كان بعضها متحللا، ومنها جثامين لشهداء مجهولي الهوية، سرقها جنود الاحتلال من المستشفيات والمقابر خلال اقتحامها مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وتعد هذه الدفعة الثالثة من جثامين الشهداء التي سلمها الاحتلال للجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر العاشر على التوالي.
في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، تم تسليم جثامين 80 شهيدا فلسطينيا إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح، جنوب قطاع غزة، بتنسيق من الأمم المتحدة، وجرى دفن جثامينهم بمقبرة جماعية بتل السلطان غرب رفح.
وكانت مصادر طبية قد تحدثت آنذاك، أن معاينة بعض الجثامين أظهرت سرقة الاحتلال أعضاءً من بعضها، كما طالب المكتب الإعلامي الحكومي بضرورة التحقيق عبر لجان دولية في سرقة أعضاء جثامين الشهداء، والتنكيل بهم.
وفي السابع من مارس/ آذار 2024، سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، جثامين 47 شهيدا سرقها من مناطق متفرقة من قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم.
ويجدد اختطاف جثامين الشهداء من قطاع غزة، الشكوك في قيام الاحتلال الإسرائيلي، بسرقة الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين.
ففي عام 2009، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، امتلاك دولة الاحتلال أكبر بنك للجلد البشري في العالم، وبعدها بسنوات ذكرت مديرة بنك الجلد الإسرائيلي، للقناة العاشرة الإسرائيلية، في مارس 2014 أن احتياطي الجلود بالبنك يبلغ نحو 170 متراً مربعاً.
وتُعتبر هذه الأرقام غير منطقية في إسرائيل؛ لكونها تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، في رفض سكانها التبرع بالأعضاء، لأسباب ومعتقدات دينية، ما أثار الشكوك حول مصدر هذه الأعضاء.