دعت صحيفة الغارديان البريطانية إلى تغيير فوري وحاسم بالمواقف الدولية تجاه النظام الإسرائيلي الذي وصفته ب"الخارج عن القانون" على خلفية مواصلته حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر.
وقالت الصحيفة إن الأمور تتجه في الشرق الأوسط من سيئ إلى أسوأ، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب في المنطقة بأسرها.
وأضافت "ينتظر الجميع بقلق شديد رد إيران على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران. إنها قصة قديمة، فيما تنفذ الدول الغربية عمليات إجلاء طارئة".
وتابعت الصحيفة "تستعد (إسرائيل)، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها للرد على الهجوم الإيراني المحتمل في وقت ويحث الزعماء العرب المتوترون على ضبط النفس، كما هي عادتهم".
الفظائع تصبح مألوفة!
حذرت الغارديان من أن الفظائع الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية تصبح مألوفة بالتكرار، وتفقد قوتها أمام الصدمة. ومع ذلك، فإن بعض الفظائع تمر عبرها.
فقد تحدى تقرير أصدرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" هذا الشهر بشكل أساسي التواطؤ الغربي الضمني في السلوك الإجرامي للحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
فقد أظهر تقرير بتسيلم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه المتشددين يديرون " معسكرات تعذيب " للأسرى الفلسطينيين.
لقد وثقت منظمة بتسيلم بدقة "الانتهاكات المؤسسية" بما في ذلك الضرب المبرح والعنف الجنسي والتجويع ورفض الرعاية الطبية والحرمان من الاحتياجات الأساسية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وتتوافق النتائج مع نتائج خبراء الأمم المتحدة. هناك ما يقرب من 10 آلاف فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وكثيرون منهم محتجزون دون تهمة. إنها فضيحة وسجن أبو غريب الجديد.
ومع ذلك، وبكل وقاحة، يقترح وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، بشكل مقزز أن تجويع الفلسطينيين في غزة "مبرر وأخلاقي".
قصف مراكز النزوح
تناولت الغارديان استهداف القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 10 مدارس تستخدم كمراكز إيواء للنازحين في قطاع غزة منذ بداية شهر يوليو/تموز ــ بما في ذلك أربع مدارس في أربعة أيام فقط ــ وهو ما يزيد من الحصيلة المذهلة لضحايا الحرب على غزة، والتي تقترب الآن من 40 ألف شخص.
واستشهد نحو مائة فلسطيني في ضربات صاروخية إسرائيلية على مجمع مدرسي في مدينة غزة، وهي الأحدث في سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الممنهجة على المدارس.
ووقع القصف على مدرسة "التابعين"، التي كان يأوي إليها نحو ستة آلاف نازح، عندما كان كثيرون يستعدون لأداء صلاة الفجر يوم السبت.
وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث خسائر فادحة في الأرواح، حيث تناثرت أشلاء الجثث والحطام والأثاث المدمر على مراتب ملطخة بالدماء.
وقال أبو أنس الذي ساعد في إنقاذ الجرحى: "كان هناك أشخاص يصلون، وكان هناك أشخاص يغتسلون، وكان هناك أشخاص نائمون في الطابق العلوي، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن".
وتابع "سقط الصاروخ عليهم دون سابق إنذار، الصاروخ الأول والثاني، واستطعنا انتشالهم أشلاء".
وقال مدير مستشفى الأهلي في مدينة غزة الدكتور فضل نعيم لوكالة أسوشيتد برس إن المستشفى استقبل جثث 70 من الشهداء في الغارات وأجزاء من جثث ما لا يقل عن 10 آخرين.
وأضاف نعيم في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية أن يوم السبت كان "أحد أصعب الأيام".
وأكد نعيم أن "الوضع في المستشفى كارثي، مع نقص حاد في الإمدادات والموارد الطبية بسبب المجزرة الإسرائيلية المروعة، والتي أسفرت عن العديد من حالات البتر والحروق الشديدة".