قال ورئيس مجلس الأمن الدولي خلال سبتمبر/أيلول الجاري، صامويل زبوغار، إن صبر أعضاء مجلس الأمن بدأ ينفد، مشيراً إلى أنّ المجلس سيبحث اتخاذ إجراء إذا لم يتسن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قريباً، "فلن نقف مكتوفي الأيدي".
ولم يستجب الاحتلال الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن رقم (2735) الذي نص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.
وبين "زبوغار"، - وهو مبعوث جمهورية سلوفينيا لدى الأمم المتحدة -، في تصريحات إعلامية له، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليها، أن "هناك قلقاً متزايداً في المجلس إزاء ضرورة التحرك بشكل أو آخر، إما أن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو أن يدرس المجلس ما يمكننا فعله لتحقيق وقف إطلاق النار بشكل فوري وحاسم".
وأضاف أنه "في حال لم لم يتم تنفيذ القرار 2735 قريباً، فهناك العديد من الأدوات الموجودة تحت تصرف المجلس والتي يمكنه استخدمها بموجب القانون الدولي لتنفيذ القرار".
وتابع القول "لكن بداية.. أعتقد أن الأمر يتطلب التأكيد على أننا يجب أن نمضي قدماً في تنفيذ القرار 2735 لأن المجلس كان ينتظر طوال الأشهر الثلاثة الماضية تنفيذ هذا القرار".
ومنذ صدور قرار مجلس الأمن 2735 في 10 يونيو/حزيران والذي تبناه كافة أعضاء مجلس الأمن، ولم تسفر جولات التفاوض التي يقودها الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة في وقف الحرب على غزة وإنفاذ القرار.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول أمس الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يبذل جهداً كافياً للتوصل إلى اتفاق.
وفي ذات السايق، هاجم كل من رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان السابق وعضو الكنيست الإسرائيلي، غادي ايزنكوت، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وأكدا أنه يعطل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لمصالحه الشخصية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده غانتس وآيزنكوت، مساء الثلاثاء، وسط تصاعد في المظاهرات المطالبة بصفقة تبادل فورًا.
وقال "غانتس"، إن "كل مواطني إسرائيل يريدون استعادة المحتجزين من قطاع غزة"، مؤكدًا أن "نتنياهو" هو من يعطل التوصل إلى صفقة تبادل.
وأضاف "علينا التوصل إلى صفقة لتحرير المحتجزين سواءً على مراحل أو مرحلة واحدة".
وأكد "غانتس"، أن "نتنياهو لا يملك قرارًا استراتيجيًا بشأن غزة، ولا يعرض حلاً لمعبر رفح (..) ومنشغل فقط ببقائه السياسي على رأس السلطة".
وعقد مجلس الأمن بشأن الحرب في قطاع غزة ما يقرب من 40 اجتماعاً وقائمة من المشاريع لوقف الحرب في القطاع وادخال المساعدات للمدنيين، لكنه لم يفلح في إلزام الاحتلال الإسرائيلي بقراره.
ونشبت خلافات بين روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي في ختام اجتماع لمجلس الأمن حول غزة بشأن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب، وطلب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، من المندوبة الأمريكية لدى المنظمة، روبرت وود، توضيح أي تعديلات اقترحتها واشنطن على خطة وقف إطلاق النار من شأنها أن تناسب حليفتها "إسرائيل" حتى يتم وقف إطلاق النار.
وقال بوليانسكي "طالبنا بالفعل مراراً بالحصول على هذه المعلومات لأن القرار 2735 يتضمن معايير محددة ولا يمكننا تجاوزها"، وكانت روسيا امتنعت عن التصويت لاعتماد ذلك القرار.
وأجاب وود في حينها "التنفيذ هو المشكلة، إطار العمل موجود"، وأضاف "توصيتي لكم ولحكومتكم هي: إذا كنتم ستساهمون بشيء إيجابي، فلتساهموا به، وإذا لم يكن الأمر كذلك فعليكم التزام الصمت".