أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس اقتحام مدينة طولكرم ومخيمها، شمال الضفة الغربية، مخلفةً دمارًا واسعًا في البنية التحتية والشوارع ومنازل المواطنين، وخسائر مالية فادحة في القطاع الزراعي، وسط تخوفات من أزمة إنسانية تلوح في الأفق.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم فيصل سلامة، إنّ الاحتلال جدد صباح اليوم عدوانه على مدينة طولكرم بعد انسحاب لساعات، مشيرًا إلى أنّه أعاد محاصرة مستشفى الشهيد ثابت ثابت.
وأوضح سلامة في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أن قوات الاحتلال أعادت تطويق المستشفى بأتربة رملية، وتُخضع كل من يتوجه للمستشفى للتحقيق والتفتيش.
وأضاف أنّ الاحتلال انسحب من طولكرم مخلفًا دمارًا مهولًا في الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي، والمنازل، والمحال التجارية، مؤكدًا أنّ جعل مخيمي "طولكرم ونور شمس" على وجه التحديد، مناطق غير قابلة للسكن من الناحية العملية.
ويعيش السكان مع كل اجتياحٍ لطولكرم ومخيماتها صدمة جديدة من جحم ما يُخلّفه الاحتلال من دمار وأضرار نتيجة القصفة والتجريف، حيث دُمرت العشرات من المحال التجارية وهدمت الكثير من جدران المنازل الخارجية، كما لحقت الأضرار المزروعات وهذا كله يُنذر بأزمة إنسانية واقتصادية.
أرقام توضح حجم الدمار في نور شمس..
تعرض مخيم نور شمس شرقي طولكرم، منذ بداية الحرب الوحشية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الفائت وحتى فجر اليوم لنحو 30 عملية اجتياح، وفق ما أفاد به رئيس اللجنة الشعبية في المخيم نهاد الشاويش.
وبيّن الشاويش في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ المخيم يشهد في كل اجتياح لكثير من القصف والتدمير المتعمد، لكن في العدوان الأخير حوّل الاحتلال المخيم لكومة دمار، حيث خرّب كل ما هو قائم، من بنية تحتية وشوارع وشبكات كهرباء ومياه ومحال تجارية.
وقدّر عدد المنازل التي دمرها الاحتلال كليًا في المخيم منذ بداية الحرب وحتى اليوم 188 منزلًا، منهم 24 في الاجتياح الأخير، بينما تضرر نحو 1400 منزل بشكلٍ جزئي من خلال الحرائق والاستهداف بالمدفعية والرصاص والتجريف.
ماذا عن الأضرار في القطاع الزراعي؟
ولم يسلم القطاع الزراعي في طولكرم من عدوان الاحتلال، إذ قال مدير الإغاثة الزراعية في المحافظة عاهد زنابيط إنّ خسائر طولكرم منذ بداية الحرب على غزة، وحتى الاجتياح الأخير يتجاوز 25 مليون دولار، ما بين البنية التحتية والإنتاج.
وأوضح زنابيط في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاحتلال صادر 20 ألف دونم في محافظة طولكرم تقع ضمن منطقة الجدار الفاصل، ويمنع المزارعين من الوصول إليها ورعايتها، ما أدى لفشل موسم الزيتون العام الماضي، وسيؤدي لفشله هذا العام أيضًا.
ولفت أنّ هذه المنطقة تضم 15 ألف شتلة من الزيتون والخضار والبيوت البلاستيكية، كما يمنع الاحتلال المزارعين من الاقتراب من الجدار 200 متر مربع، بواقع سبعة آلاف دونم.
وتعرضت هذه المناطق الزراعية منذ السابع من أكتوبر، لحرائق مستمرة، بفعل قنابل الانارة، إلى جانب تمزيق البيوت البلاستيكية، وفق ما تحدث به زنبيط.
وجرّف الاحتلال أيضًا 24 دونمًا في منطقة سهل طولكرم، الى جانب تجريف مناطق زراعية شمال طولكرم، وتضم 30 ألف شتلة، لافتا لوجود خطة إسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات بالمحافظة لتنفيذ مخططات استيطانية فيها.
كما أنّ الاحتلال صادر مناطق زراعية بعيدة عن الجدار، لوجود بؤر استيطانية رعوية، وتقدر مساحتها بـ 3 آلاف دونم مزروعة بالزيتون والتين.
وذكر زنابيط أنّ المناطق الزراعية في طولكرم، تحرق على يد جيشين، "الاحتلال الذي يحرقها في الاجتياحات، والمستوطنين الذين يحرقونها عبر جيشهم المنظم، مؤكدًا أنهم حرقوا ما يزيد عن300 دونم تزامنا مع الاجتياح الأخير.
وأشار إلى أنّ الاحتلال جرف بشكلٍ كامل كل المساحات الزراعية المحيطة بمخيمي نور شمس وطولكرم وتقدر بـ 30 ألف دونم تقريبا.
يُذكر أنّ جيش الاحتلال بدأ عدوانًا واسعًا في مدن وبلدات الضفة الغربية قبل تسعة أيام، وسط اشتباكات عنيفة مع مقاومين فلسطينيين في عدد من الأحياء، وعمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية. كما يمنع الاحتلال حركة المواطنين داخل المدن، ويفرض حصاراً شاملاً عليها، إضافة إلى دفع عائلات إلى النزوح قسراً من منازلهم.