قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن فلسطينيي الداخل المحتل يشكلون الجبهة الثامنة والأكثر خطورة في هذه المعركة الأمنية؛ "ولهذا ترى إسرائيل أن كافة المسارات تؤدي إلى تورطهم".
وناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مؤخرًا، تزايد العمليات التي ينفذها شبان فلسطينيون من داخل الخط الأخضر، ما دفع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للتعهد بهدم منازل المنفذين رغم تحذيرات جهاز الشاباك من عواقب هذه الخطوة على الأوضاع الأمنية.
وأكدت قناة "كان" الإسرائيلية أن الاجتماع شهد تباينًا في الآراء بين المسؤولين، حيث طالب بعضهم باتخاذ إجراءات صارمة ضد المنفذين، بينما حذر آخرون من أن هذه الخطوات قد تستدعي إجراءات مماثلة ضد اليهود المتورطين في الهجمات.
وأضاف "جعارة" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن الإعلام الإسرائيلي يصف هذه المقاومة بأنها قريبة من "داعش"، رغم أنها في الواقع بعيدة كل البعد عن ذلك الوصف، مما يجعل "إسرائيل" تفقد السيطرة على هذه الجبهة بشكل كبير.
وأوضح "جعارة" أن إسرائيل كانت تفتخر بأنها تواجه سبع جبهات، لكنها الآن تجد نفسها تواجه ثماني جبهات كما يعبر عن ذلك الخبراء، وهو ما يثير قلقها.
وأردفت: "ومع ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم ينسَ الأثر الكبير لفلسطينيي الداخل خلال عملية سيف القدس، أو ما تسميه إسرائيل بـحامل الأسوار".
وبيّن أن حالة الذعر الإسرائيلية زادت بعد الأحداث الأخيرة في مناطق فلسطينيي الداخل، خاصة بعد تكرارها في عدة مناطق، مما جعل الإسرائيليين غير قادرين على الصمود أمام هذه الجبهات إذا كانت بالفعل حقيقية.
وذكر أن الجبهات الأساسية بالنسبة لـ "إسرائيل" تتمثل في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفلسطينيي الداخل، وجنوب لبنان، أما بقية الجبهات فهي كما يعبر عنها الإسرائيليون "تنقيط صواريخ".
ونوه المحلل الفلسطيني: "أمام هذه الخسائر البشرية الكبيرة في غزة وحتى جنوب لبنان، فإن إسرائيل كانت ستنهار لو كانت هذه الجبهات جميعها فعالة".
وأشار إلى أن "إسرائيل كانت تحسب لفلسطينيي الداخل حسابًا كبيرًا منذ عملية سيف القدس، ولا تزال تعاني في مواجهة التحديات التي يفرضها الفلسطينيون في غزة منذ بداية عملية طوفان الأقصى".
وأكد "ضيف سند" أن "إسرائيل" عاجزة عن قمع روح المقاومة لدى فلسطينيي الداخل والضفة الغربية، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير لها.
وأوضح أن غضب "إسرائيل" ازداد بسبب ربط الجبهات بين غزة وجنوب لبنان، وهو ما أثار استياءها بشكل واضح.
وختم "جعارة" بالقول إن لفلسطينيي الداخل دورًا كبيرًا وحساسًا في المرحلة الحالية، وإنهم يعيشون الآن المرحلة الخامسة من سلسلة العمليات الاستراتيجية التي تستهدف الاحتلال الإسرائيلي بشكل عميق.
ونفذ عدد من فلسطينيي الداخل، مؤخرًا، عدة عمليات إطلاق نار وطعن ضد المستوطنين وقوات الاحتلال؛ لا سيما في مدينة بئر السبع وتل أبيب ويافا، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المستوطنين وجنود الاحتلال.
وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد قال في تغريدة له يوم 6 أكتوبر الجاري: "ثقتنا بوطنية أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 ثابتةٌ لم تتزحزح، ونحن على يقين بأن شباب الداخل قادرون على اجتراح الوسائل الكفيلة بإيلام المحتل وإسناد أبناء شعبهم في غزة المكلومة بشتى الطرق الممكنة".
وقتل منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر الجاري، 28 إسرائيليًا، في جبهات القتال المختلفة؛ بينهم 9 بعمليات طعن وإطلاق نار نُفذت في الداخل الفلسطيني المحتل.
وأوضحت قناة عكا للشؤون الإسرائيلية على تيليغرام، أن القتلى الإسرائيليون في صفوف الجيش والمستوطنين والمعلن عنهم رسميًا، توزعوا على جبهات القتال في قطاع غزة والداخل المحتل، وقطاع غزة.