الساعة 00:00 م
الجمعة 11 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.21 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"الصحة العالمية": الحصار على غزة يترك العائلات جائعة وتعاني من سوء التغذية

تقشّعر لها الأبدان.. شهادة ممرض شارك في إجلاء ضحايا محزرة الشجاعية

ودعت أغلى ما تملك.. وجع الفقد يُصيب قلب إخلاص الكفارنة في مقتل

الطفلة "زينة الغول".. فتات البسكويت اختلط بدمها قبل أن تتذوقه

حجم الخط
الطفلة الشهيدة زينة الغول.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

كل شيء على بساطته أضحى حلمًا لأطفال قطاع غزة، حتى قضمة البسكويت، فالحصول عليها يتطلب الوقوف في طابور طويل، قد تكون نهايته الموت.

بفرحة طفلة لم تتجاوز (10 أعوام)، اصطفت الطفلة زينة الغول في طابور بمدرسة الشاطئ التي نزحت إليها مع عائلتها، تترقب وصول دورها للحصول على قطعة بسكويت تشتهيها منذ فترة طويلة، لكن صاروخًا إسرائيليًا كان أسرع منها بالوصول لقطعتها، ليحوّل طابور الأطفال لرعب وصراخ ودماء اختلطت بفتات البسكويت الذي انتظروه.

رحلت "زينة" وهي تقف في طابور البسكويت، وتحقق ما كانت تردده دائما: "أنا بدي استشهد وأروح عند ربنا.. في عنده بسكوت وحاجات وفي أكل وفي خبز.. غير عن خبز علف الأرانب".

يقول همام الغول عمّ الطفلة الشهيدة لـ "وكالة سند للأنباء": "كانت زينة تخاف من الحرب والقصف وكانت تتمنى أن تنتهي الحرب بسرعة". ويضيف: "زينة هي البنت الثانية من بين أربعة أطفال لوالدها، كانت من الأوائل في مدرستها، وكانت تحزن عندما تحصل على معدل 99%، فلم تكن تتنازل عن العلامة الكاملة، وكانت تطمح أن تكون من الأوائل لترفع راس أبيها".

وقبل الحرب بأسبوع تعاقدت زينة مع محل أطفال لتعرض الملابس التي ينتجها، لبست فستانًا أحمر اللون وتصورت به وكانت فرحةً أن صورتها تصدرت غلاف مجلة فرنسية للأزياء، ولكن صواريخ الاحتلال بددت ذلك الحلم مع بداية حرب الإبادة الجماعية.

يحدثنا عم الطفلة: "رفضت زينة أكل الخبز المصنوع من علف الأرانب عندما فرض الاحتلال المجاعة في شمال القطاع، وكانت تقول بدي آكل الخبز عند ربنا.. فيجيبها والدها كلنا بدنا نروح هناك وناكل كلنا هناك".

ونزحت الشهيدة "زينة" برفقة عائلتها من مخيم الشاطئ لحي الشيخ رضوان عندما اجتاح الاحتلال المخيم بداية حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ عام ونيّف، ورغم موجة النزوح المتكررة لعائلتها داخل مدينة غزة، إلا أنها رفضت الخروج من مدينة غزة والتوجه لجنوب القطاع.

واستقرت الطفلة مع عائلتها بمخيم الشاطئ، متنقلة بين البيت والمدرسة، خوفا من قصف الاحتلال المتكرر للمنازل وحتى مراكز الإيواء.

زينة الغول.jfif
 

خُطفت من الطابور..

يسرد عم الطفلة الشهيدة آخر لحظات لزينة: "في يوم الحادثة، نادوا عليها لتوزيع البسكويت على الأطفال في الوقت الذي كان فيه والدها عائد من شراء الخبز".

ويسترسل: "التقت الشهيدة زينة مع والدها أمام مدخل المدرسة، وأخبرته أنها ستذهب للحصول على البسكوت وكانت فرحة أنها ستأكل البسكوت بعد مدة طويلة من انقطاعه".

انتظمت الطفلة "زينة" في طابور البسكوت في انتظار استلامها ولكن أنياب الموت كانت أقرب إليها من أن تقضم البسكويت، فتناثر فتاته مختلطا بدمائها، بفعل قصف إسرائيلي استهدف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين.

رحلت زينة، ورحلت أحلامها معها، لكن فرحتها ربما اكتملت في السماء كما تمنت دائمًا عندما كانت تردد: "عند ربنا في بسكوت وحاجات كتير".

وعن آخر أيام الشهيدة زينة يقول عمها: "التزمت زينة بقراءة القران وأذكار الصباح والمساء وكانت ترفض اللعب مع أقرانها لتكمل قراءة وردها من القران والأذكار، وكانت تشارك في إلقاء الشعر والنشيد في داخل المدرسة التي نزحت إليها".

وقبل استشهادها، تلقت زينة تطعيم شلل الأطفال في تلك المدرسة، ولكن الاحتلال غدر بها، وقتلها في طابور يشبه الطابور الذي وقفت فيه بانتظار التطعيم.

وفي تصريح سابق للمتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، قال إن الحرب في غزة تسببت في مقتل 40 طفلا كل يوم طيلة العام الماضي، واصفا الوضع في القطاع بأنه "جحيم على الأرض".

وأوضح المتحدث أن التقديرات "المحافظة" تشير إلى أن عدد الشهداء بين الأطفال تجاوز 14100 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وإلى جانب الطفلة الشهيدة، استشهد 10 مواطنين آخرين بالقصف الذي استهدف مدرسة "أسماء" التي تؤوي مئات النازحين بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في 27 أكتوبر/ تشرين الجاري.

وأفادت مصادر محلية بارتقاء 11 شهيدا، جراء المجزرة، وهو الاستهداف الثاني للمدرسة ذاتها بغضون أسبوع، حيث أسفر الاستهداف السابق عن ارتقاء 7 شهداء، وعشرات الإصابات، فيما تعرضت المدرسة للقصف منذ بدء الحرب 5 مرات، وفقا لمصادر صحفية.

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة لليوم الـ 391، مخلفة 43,163 شهيدا و101,510 مصابين.