الساعة 00:00 م
الجمعة 11 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.21 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"الصحة العالمية": الحصار على غزة يترك العائلات جائعة وتعاني من سوء التغذية

تقشّعر لها الأبدان.. شهادة ممرض شارك في إجلاء ضحايا محزرة الشجاعية

ودعت أغلى ما تملك.. وجع الفقد يُصيب قلب إخلاص الكفارنة في مقتل

تصعيد غير مسبوق على عدة جبهات..

88 قتيلًا في أكتوبر الماضي.. الخسائر البشرية تكشف هشاشة أمن الاحتلال

حجم الخط
مقاوم فلسطيني يرفع بندقيته فوق دبابة ميركافاة إسرائيلية بعد تدميرها في غلاف غزة.jpeg
رام الله- إيمان شبير- وكالة سند للأنباء

شهدت دولة الاحتلال الإسرائيلي في شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، موجة غير مسبوقة من الخسائر البشرية، مع ارتفاع عدد القتلى إلى 88 بين جنود ومستوطنين، في مشهد يعكس تصاعدًا حادًا للتوترات الإقليمية وتنامي النزاعات على عدة جبهات.

وتكشف هذه الحصيلة، وهي الأعلى منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، عن انخراط "إسرائيل" في مواجهات متعددة ومتزامنة، امتدت من الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان إلى قطاع غزة، بل وحتى في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني والديناميات العسكرية المتغيرة.

ووفقًا لموقع "واينت" التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد سجّل أكتوبر الماضي العدد الأكبر من القتلى الإسرائيليين منذ "هجوم السابع من أكتوبر".

وتوزعت الخسائر على جبهات عدة، شملت الحدود الفلسطينية اللبنانية وقطاع غزة، إلى جانب المستوطنات الإسرائيلية ومدن الداخل المحتل، في ظل تصعيد عسكري حاد يضع الاحتلال أمام تحديات أمنية غير مسبوقة، ويرسم صورة قاتمة للمستقبل القريب في ضوء هذا التصعيد المتواصل.

أعباء نفسية ثقيلة على "المجتمع الإسرائيلي"..

يقول أستاذ العلاقات الدولية والاستراتيجية والخبير بالشأن الإسرائيلي، البروفيسور حسين الديك، إن شهر أكتوبر الماضي يعد من أكثر الأشهر صعوبة على المجتمع الإسرائيلي، حيث سجلت مراكز الأبحاث والدراسات خسائر بشرية كبيرة في جيش الاحتلال.

ويضيف "الديك" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تلك الخسائر تركزت في الجبهات الشمالية والجنوبية، إذ شهدت المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تراجعات ملحوظة في قدرتها على التصدي للتهديدات.

ويرى أن "أكتوبر بات يشكل كابوساً في الوعي الجمعي الإسرائيلي"، مشيراً إلى الأحداث الجسيمة التي تزامنت مع هذا الشهر في سنوات مختلفة.

ويشدد أن ذاكرة أكتوبر، من عام 1973 إلى 2023 و2024، أصبحت تحمل أعباءً نفسية ومعنوية ثقيلة على مجتمع الاحتلال الإسرائيلي.

ويتابع: "الأحداث في أكتوبر 2023 قد أسقطت العديد من المسلمات الأمنية والعسكرية التي كانت تتفاخر بها إسرائيل، بما في ذلك التفوق التكنولوجي والقدرة على الحسم السريع".

ويؤكد "ضيف سند"، أن هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على النفسيات داخل الأوساط السياسية والاجتماعية في "إسرائيل".

ونوه إلى أن "الأرقام تعكس الواقع المادي لهذه الخسائر"، موضحًا أن "العدد الكبير من القتلى والمصابين في أكتوبر 2024 قد شكل هاجسًا كبيرًا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية".

وينوه "الديك" إلى أن "هذا الوضع يعكس فشل الإجراءات الأمنية والاستعدادات العسكرية، مما يجعله مرتبطاً بقدرات المقاومة الفلسطينية واللبنانية".

واستدرك الخبير بالشأن الإسرائيلي: "المقاومة طورت تكتيكاتها القتالية في المناطق الحضرية، مستغلة التداخلات الإسرائيلية داخل الأحياء السكنية".

ويلاحظ أن هذا الوضع أسفر عن خسائر بشرية كبيرة؛ "ما ساهم في تعزيز مشاعر الوحدة داخل المجتمع الإسرائيلي، رغم وجود انقسامات سابقة".

ويضيف: "الحرب التي صُورت على أنها حرب وجودية دفعت الإسرائيليين إلى التوحد في مواجهة التهديدات، بالرغم من وجود انقسام عميق في المجتمع".

ويُبيّن ضيفنا أن "هذا الانقسام قد يعود للظهور مجددًا بمجرد انتهاء القتال، مما يعكس طبيعة الوحدة الحالية التي هي أكثر من كونها حقيقية".

تأثير طوفان الأقصى..

وفي سياق الحديث عن تأثير طوفان الأقصى، يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن "إسرائيل" لم تكن دولة بالمعنى الحقيقي في السابع من أكتوبر.

ويشير "جعارة" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى غياب الجيش والشرطة والطائرات وأجهزة الاستخبارات، موضحًا أن "ما يفتخر به الإسرائيليون من تقنيات مثل الكاميرات والأنظمة الإلكترونية لم يكن له أي وجود في تلك اللحظة".

ويطرح سؤالًا جوهريًا: "هل كانت إسرائيل تواجه أزمة أمنية حادة في ذلك اليوم؟"؛ ويجيب بـ "نعم"، معتبرًا أن الاعتراف الإسرائيلي بخسارة 1200 جندي في غزة يُظهر ضعفًا كبيرًا في منظومة الأمن القومي.

ويستطرد موضحًا أنه لم يكن هناك أي وجود للتكنولوجيا التي عادة ما تُعتبر جزءًا أساسيًا من قوة "إسرائيل".

وفيما يتعلق بالتأثير الاجتماعي لطوفان الأقصى، يوضح "جعارة" أن الأحداث قد أحدثت شرخًا كبيرًا بين اليساريين والمجموعات الحريدية.

وأكد أن "هذه الشرائح الاجتماعية تعكس عجز إسرائيل عن تحقيق أي انتصار حقيقي في غزة بعد سلسلة من الحروب، مما يزيد من الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي".

ويعبر "جعارة" عن استياء الإسرائيليين من عدم قدرتهم على إحراز انتصار حاسم، مستندًا إلى استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن غالبية الناس يرون أن المقاومة قد حققت تفوقًا في كل جولة من جولات الصراع.

ويشير "ضيف سند" إلى أن الآثار الاجتماعية لطوفان الأقصى تعني أن "إسرائيل" تواجه أزمة شرعية حقيقية.

انقسام وعجز "إسرائيل"..

وفي إطار الأزمات الداخلية، يُظهر "جعارة" كيف أن الانقسامات تتجلى حتى في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مشيرًا إلى تصريحات وزير الاتصالات الذي يُعبر عن ولاءه للقناة الـ 14 باعتبارها القناة الوحيدة التي تبث الحقائق.

ويقول جعارة إن هذه الانقسامات تعكس "عجز إسرائيل" عن توحيد الخطاب الإعلامي بين مختلف القنوات، مُشددًا أن هذا الانقسام الأيديولوجي يُظهر الفجوة الكبيرة بين المجموعات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي.

ويختتم "جعارة" بأن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسام عميق، حيث تعتبر القناة الـ 14 صادقة في نظر البعض بينما تُصنف القنوات الأخرى كاذبة.