ادعى الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، عبر تصريحات صادرة عن "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال، بأنه "ردع مدينة نابلس ومقاومتها"، وهو ما تنفيه الوقائع على الأرض لا سيما مع استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدينة، وما يُرافقها من اشتباكات مسلحة وتفجير عبوات.
ادعاءات الاحتلال تلك، تذهب أدراج الرياح أيضًا، مع كل صلية رصاص تتلقاها المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي نابلس، والتي تقض مضاجع المستوطنين.
ويحاول الاحتلال الترويج لفكرة إنهاء المقاومة في نابلس، وفرض واقع أمني جديد، وهو ما ينفيه واقع المدينة، واستمرار المقاومة فيها.
أكاذيب إسرائيلية..
بدوره، اعتبر محافظ نابلس، غسان دغلس، أن أي حديث إسرائيلي عن تعاون فلسطيني في المجال الأمني، "كذب لا أساس له، هدفه إثارة الفوضى فقط"، وفق تصريحاته الخاصة لـ "وكالة سند للأنباء".
وقال دغلس: "كيف يريدون التعاون وهم يطالبون باعتقالي كمحافظ؟!، هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة".
وتابع: "لم يستطيعوا ردع نابلس وإصرارها على رفض الاحتلال، وإلا كيف نفسر الاقتحامات اليومية، بالليل والنهار، ونصب الحواجز والتشديد عليها؟!".
"الشهداء زرعوا فكرة"..
والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، أكدت في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه "حتى لو اغتال الاحتلال معظم شباب المقاومة في نابلس، وقيادات عرين الأسود، غير أن الشهداء زرعوا فكرة، والفكرة لا تموت".
وتابعت: "نابلس جبل النور والنار، وحتى لو شهدت مقاومة نابلس بعض الفتور، فإن الانفجار سيعقب ذلك، لأن نابلس تسير على درب الشهداء ولن تخون عهدهم".
وقالت إن "نابلس ولّادة، وسيخرج منها الشرفاء الأبطال، ونحن لم ندفن شهداءنا بل زرعناهم في الأرض ليخرج بدلا منهم المئات السائرون على درب التحرير".
نابلس تخسر شهريا 15 مليون شيقل..
بدوره، أفاد ياسين دويكات عضو غرفة تجارة وصناعة نابلس، ومسؤول الإعلام فيها، بأن نابلس تخسر شهريًّا ما يقدر بـ 15 مليون شيقل، وتراجعت نسبة المبيعات فيها بنحو 60%، بسبب إجراءات الاحتلال.
وبين دويكات في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "كان يدخل نابلس نحو 120 ألف زائر بشكل يومي، فيما لا يتجاوز العدد الآن أكثر من 20 ألفًا، نتيجة الحواجز والاقتحامات وحالة الإرهاب والخوف التي يثيرها جيش الاحتلال".
وأردف: "نحو 30 حاجزًا إسرائيليا تحيط بمدينة نابلس، وتشكل عائقا كبيرا للدخول والخروج منها، ما جعل الزوار ينفرون من القدوم إلى المدينة".
ولفت النظر أن مدينة نابلس عانت أيضا من تزايد البطالة، بعد منع عمال الداخل من التوجه لأماكن عملهم، وضعف عدد الزوار القادمين من خار المدينة، ومن مناطق الداخل المحتل.
الحواجز العسكرية..
وأشار دويكات إلى أن أي حديث إسرائيلي عن تقديم تسهيلات لنابلس، "حديث فارغ لا صحة له، في ظل المعيقات الحياتية الكبيرة التي يشكلها وجود الاحتلال وانتشار الحواجز العسكرية".
وبين أن كلفة المواصلات إلى نابلس بفعل الحواجز، زادت بنسبة 40%، بسبب الطرق الترابية والحواجز، فيما تضاعف الوقت الذي يحتاجه المغادرون من المدينة 300% عن السابق.
وأضاف دويكات أن الحواجز أثرت على نحو 135 ألف طالب مدرسي وجامعي يدخلون نابلس يوميا، ويعانون على حواجز الاحتلال.
المقاومة متجذرة في الشعب..
من جهته، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في نابلس، نصر أبو جيش، إن الحديث عن "ترويض" المدينة غير واقعي.
واعتبر "أبو جيش" في تصرح خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الهدف هو إثارة حالة من عدم الاستقرار، ورسم صورة أن الاحتلال قادر على فرض واقع أمني على الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "شعبنا لن يقبل ذلك والمقاومة متجذرة فيه حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".