قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إن ما أظهرته المقاطع المنتشرة من قيام أجهزة الأمن الفلسطينية إساءة معاملة المواطنين في الضفة الغربية، من خلال ضربهم بعنف وإهانة كرامتهم، يعد انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، اليوم السبت، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليه، أنها تتابع بقلق بالغ انتشار مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر قيام ضباط وأفراد من الأجهزة الأمنية في عدة محافظات بالضفة الغربية بتعريض مواطنين لأعمال عنف، بما يشمل الضرب والإهانة، إضافة إلى إجبار آخرين على نشر اعتذارات علنية للأجهزة الأمنية، والتعبير عن تأييدهم لسياسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
وشددت على خطورة هذه الممارسات التي، في حال صحة هذه المقاطع، كونها تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون وحقوق الإنسان.
وطالب "المستقلة لحقوق الإنسان" وزارة الداخلية الفلسطينية بفتح تحقيق جاد وشفاف بشأنها، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها وفق القانون.
وأدانت الهيئة إساءة معاملة المواطنين وامتهان كرامتهم، وانتشار خطاب الكراهية والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعت المواطنين والأجهزة الأمنية إلى مواجهة هذا الخطاب من خلال الالتزام بالقانون الذي يقتضي تقديم شكوى من الجهة المتضررة، وإثبات الضرر وفق الأصول القانونية، وليس عبر اللجوء إلى حملات تحريضية مضادة تزيد من حدة التوتر والانقسام.
وأشار البيان إلى أن "مثل هذه التعبئة لن تخدم أحدًا وستؤدي إلى نتائج كارثية على النسيج المجتمعي وحالة السلم الأهلي".
وبينت "المستقلة لحقوق الإنسان" أن القانون الفلسطيني رسم إجراءات واضحة يتوجب على الأجهزة الأمنية الالتزام بها بشكل صارم عند القبض على أي مواطن أو توقيفه أو توجيه التهم إليه، بما يضمن الحفاظ على كرامة المواطنين، بغض النظر عن التهم المنسوبة إليهم أو الأفعال التي ارتكبوها.
ودعت الهيئة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء إلى إصدار تعليمات واضحة وصارمة لجميع أفراد الأجهزة الأمنية بضرورة الالتزام التام بالقانون الفلسطيني، واحترام كرامة المواطنين وضمان سلامتهم وأمنهم الشخصي.
وختم البيان بالقول أنه وفي ظل استمرار الاشتباكات المسلحة في مخيم جنين واستمرار سقوط الضحايا، سواء من المدنيين أو رجال الأمن، "نكرر دعوتنا للاستجابة للمبادرات المجتمعية التي تقدمت بها قوى وفصائل ومؤسسات المجتمع الفلسطيني".
ودعت الهيئة إلى إطلاق حوار وطني فلسطيني شامل يهدف إلى الاتفاق على نهج واضح للكفاح والنضال الفلسطيني خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية.