الساعة 00:00 م
الثلاثاء 14 يناير 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.45 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.73 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الحواجز العسكرية.. وسيلة الاحتلال لخنق حياة الفلسطينيين في نابلس

الجائزة التي لم تكتمل: حلم أريج شاهين الذي سلبته الحرب

36 اقتحامًا للمخيم خلال السنوات الأخيرة..

بالفيديو والصور مخيم طولكرم.. تدمير واسع وانقطاع للخدمات مع كل عدوان

حجم الخط
مخيم طولكرم تدمير واسع وانقطاع للخدمات مع كل عدوان.jpg
طولكرم - وكالة سند للأنباء

لا يكاد يتعافى مخيم طولكرم بعد كل عدوان يشنّه الاحتلال الإسرائيلي عليه، حتى يواجه عدوانا جديدا أشد من سابقه، فيدمر كل ما تم ترميمه وإصلاحه من شوارع وبُنى تحتية وخدمات أساسية، ليجد السكان أنفسهم مرة أخرى محاصرين داخل بيوت تفتقر للمياه والكهرباء والإنترنت.

وعلى وقع اقتحامٍ جديد يتعرض له مخيم طولكرم منذ عصر أمس الأربعاء، لا يزال يُعاني سكان المخيم من تداعيات الاقتحام السابق الذي نفذه جيش الاحتلال في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث أحدثت جرافات الاحتلال العسكرية، أوسع خراب شهده المخيم في تاريخه، بحسب وصف الأهالي.

ونقلت حنين عمارة، منسقة العلاقات العامة في جمعية عهد الوفاء النسائية، وإحدى سكان المخيم، معاناة سكان المخيم نتيجة العدوان الأخير والذي لا تزال الطواقم الفنية جهودها لإصلاح الأضرار الناجمة عنه.

وقالت عمارة لمراسل "وكالة سند للأنباء"، "منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، ومخيم طولكرم يعاني من الاقتحامات المتكررة وما يرافقها من دمار وخراب".

وأضافت: "مع كل اقتحام، نعاني من انقطاع المياه والكهرباء والإنترنت، وتجريف الشوارع، وتدمير المحلات وقطع أرزاق الناس، لكن الاقتحام الأخير في ديسمبر الماضي كان الأسوأ على الإطلاق".

مخيم طولكرم تدمير واسع وانقطاع للخدمات مع كل عدوان 1.jpg
 

وأوضحت أن التجريف للبنية التحتية كان بليغاً، وبعض البيوت استمر انقطاع الكهرباء عنها 4 أيام بعد الاقتحام، وفي بعض حارات المخيم عادت المياه لها بعد أيام، لكن الشارع الرئيسي من مسجد السلام لا زالت المياه مقطوعة، ولا تزال السواتر الترابية التي وضعتها جرافات الاحتلال، في مكانها.

الاقتحام الأصعب

وتؤكد "عمارة" أن هذا الاقتحام ليس الأول للمخيم لكنه الأصعب، مضيفةً: "في الاقتحامات السابقة كانت مياه تنقطع 20 يوما ولا نشتكي، لكن في هذا الاقتحام برزت مشكلة الوحل التي تعيق نقل المياه".

وبينت أن المركبات وصهاريج المياه لا تستطيع المرور في الشوارع المدمرة داخل المخيم، ما اضطرهم لنقل المياه من أماكن بعيدة بالأوعية، وهو ما يشكل معاناة إضافية.

وأشارت إلى أن مياه المجاري المتدفقة حولت الشوارع إلى مستنقعات تغوص فيها الأقدام، وتشكل خطرا على الأطفال وكبار السن.

مخيم طولكرم تدمير واسع وانقطاع للخدمات مع كل عدوان 2.jpg
 

وقالت: "غالبية شوارع المخيم بوضعٍ مزرٍ، وكلما ذهب الأطفال لتعبئة المياه من الخارج أو للشراء، فإنهم يغوصون بالوحل، وإذا توجهوا إلى مدارسهم، يلبسون أكياسا بأقدامهم، ونتابعهم حتى نتأكد من اجتيازهم الحفر بسلام".

وأضافت أن من يريد قطع الشارع الذي لا يزيد عرضه عن بضعة أمتار، يحتاج الآن للسير عشرات الأمتار للوصول إلى مكان يمكنه الاجتياز منه، وإذا أراد ركوب مركبة؛ يضطر للسير إلى مدخل المخيم.

واستذكرت ضيفة "سند" عدة حوادث وقعت خلال الأيام الماضية نتيجة الدمار في شوارع المخيم، أحد ضحاياها والد زوجها الذي وقع وأصيب بأنفه، فيما غاص أحد الأطفال حتى منتصف جسده في الوحل ليلا، وكاد يخسر حياته لولا تنبّه الشبان له وإنقاذه.

مخاطر صحية..

ويصف سكان مخيم طولكرم أنّ ما يجري بالمخيم وعموم مخيمات شمال الضفة الغربية يحاكي الحرب الإسرائيلية في غزة، فالعقلية التدميرية نفسها، ويخشى الأهالي من انتشار الأمراض بفعل تدفق مياه الصرف الصحي، وكذلك تراكم النفايات والتي لا يتم نقلها إلى خارج المخيم لعدم مقدرة شاحنات نقل النفايات على دخول المخيم.

ويطالب أهالي المخيم بالتعامل مع المخيم كمنطقة منكوبة، ومضاعفة الجهود لإصلاح الأضرار وتأهيل الشوارع بأقصى سرعة.

وقالت "عمارة": "لا نطلب تعمير المخيم، لكن نريد تأهيل الشوارع، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لمخيم طولكرم الذي قدم أبناءه شهداء وأسرى".

وأشارت إلى أنه وعلى مدى الأيام الماضية، كانت جرافتان تعملان ولساعات محدودة يوميا، ولم تعمل في أيام العطل الرسمية.

وطالبت بزيادة عدد الجرافات العاملة، وأن يكون هناك عمل تطوعي لإنجاز العمل بأسرع وقت.

وأسفر الاقتحام الواسع لمدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس في حينه، عن ارتقاء 8 شهداء وعدد من المصابين.

ويرى سكان مخيم طولكرم أن ما يحدثه الاحتلال من دمار في كل اقتحام، يهدف لدفع السكان على الخروج منه، وتأليب الأهالي على المقاومين للقضاء على الحاضنة الشعبية لهم.

وتبلغ مساحة مخيم طولكرم حوالي كيلومتر مربع، وعدد سكانه 28 ألفاً، حسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

36 اقتحاما مدمِّرا

من ناحيته، قال رياض عبد الكريم، رئيس بلدية طولكرم إن الاقتحام الحالي هو الـ36 الذي تعرض له المخيم في السنوات الأخيرة، وكل اقتحام ينتج عنه دمار في البنية التحتية.

وأشار إلى أن طواقم البلدية لم تكد تنتهي من إصلاح خطوط المياه والكهرباء صباح أمس الأربعاء، حتى أعادت قوات الاحتلال اقتحام المدينة والمخيم، وشرعت بعمليات التدمير من جديد.

وأوضح عبد الكريم لـ"وكالة سند للأنباء"، أن بلدية طولكرم هي الجهة المزودة لخدمتي المياه والكهرباء في مخيمي طولكرم ونور شمس، وبالتالي فهي الجهة المكلفة بإصلاح الأضرار وصيانة الخطوط، فيما تتولى وزارة الأشغال العامة ترميم الشوارع بالتعاون مع البلدية.

مخيم طولكرم تدمير واسع وانقطاع للخدمات مع كل عدوان 4.jpg
 

وبيّن أنه في ظل الأزمة المالية وضعف الإمكانات، فإن عملية الترميم تقتصر على إزالة الركام وتسهيل حركة المواطنين والمركبات، ولا مجال لرصف الشوارع او تعبيدها.

وأضاف أن إصلاح خطوط الصرف الصحي يشكل عبئا كبيرا يرهق كاهل البلدية، إذ أن الخطوط الرئيسية في محيط المخيم هي من مسؤولية البلدية، وتم إعادة إنشاء لتلك الخطوط عدة مرات بسبب تدميرها في الاقتحامات السابقة، والآن هي بحاجة لإعادة العمل مرة أخرى.

جهود متواصلة وإمكانات محدودة..

وأمام حجم الدمار الذي لحق بالمخيم، تقف لجنة الخدمات الشعبية عاجزة بإمكاناتها المتواضعة عن إصلاح الأضرار، وقال رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، لـ "وكالة سند للأنباء": "لا نملك إمكانات ولا معدات، وإنما نتلقى مساعدات ونقدمها للسكان، ودورنا يكمن في إيصال صوت سكان المخيم إلى المحافظ والبلدية ووزارة الأشغال".

وأوضح "سلامة" أن شبكة المياه دُمرت، واحتاجت أكثر من أسبوعين لإصلاحها بالكامل.

وأكد أن 70% من خدمات المياه والكهرباء أعيدت، وأن طواقم بلدية طولكرم مستمرة في إصلاح شبكة الكهرباء، مبينا أن طواقم وآليات البلدية ووزارتي الأشغال والحكم المحلي، وبعض المجالس المحلية، تساعد في إنجاز العمل المطلوب.