مُثقلاً بإصابتين، في عينه وحوضه، يحاول الطفل سنان أبو العطا -بصعوبة كبيرة- دفع كرة إلى طفل آخر خارج خيمة النزوح في خانيونس جنوب قطاع غزة، بينما تتابع جدته -بحسرة- تحركاته الصعبة وما أصاب عينه بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وتقول جدة الطفل سنان لمراسل "وكالة سند للأنباء": "شوف هالوردة كيف عملوا فيها. حسبنا الله ونعم الوكيل".
وقبل أكثر من 7 شهور، تعرضت عائلة الطفل سنان لقصف إسرائيلي في غزة، استشهد على إثره والداه وأخواه الاثنان، وجدته لأمّه، فيما نجاه هو وأنقذ من تحت الأنقاض مصابا بكسر في الحوض تسبب بعرج في رجله، وفقد إحدى عينيه.
وخضع سنان لعمليات جراحية في مشافي غزة لكنها لم تكن كافية لاستعادة حركته أو القدر على الرؤية بعينه التي فقدها.
ويستذكر سنان أفراد عائلته الذين قتلهم الاحتلال، ويسلّي نفسه بأنهم الآن يعيشون في الجنة ويأكلون من نعيمها.
وتشتكي جدته ظلم الاحتلال وجبروته، وتقول: "هذا الاحتلال سرطان لا يعرف الإنسانية، فهو يقصف طوال الوقت، ليلا ونهارا، ويستهدف المدنيين الآمنين بلا أي ذنب".
وتضيف: "قتلوا الأنبياء، فليس غريبا أن يقتلوا الأطفال".
وتشير معطيات حديثة صدرت عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نقلا عن وزارة الصحة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أباد 1,600 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
كما تبين المعطيات أن 3,471 عائلة أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد، وعدد شهداء هذه العائلات فاق 9,000 شهيد، وأن 35,074 طفلاً يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 46 ألفاً و537 شهيدٍ و109 آلاف و571 إصابة بجروح متفاوتة بينها خطيرة وخطيرة جداً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة بغزة اليوم السبت.