قال عميد الأسرى المحررين الفلسطينيين ماهر يونس، إنّ الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لإجراءات إسرائيلية قاسية وغير مسبوقة تجعل حياتهم "تحت الصفر"، حيث يحرمون من أبسط المقومات الإنسانية، معربًا عن أمله بأن تشهد الفترة القادمة صفقة تبادل في ظل المؤشرات الإيجابية في هذا الشأن.
وأكد ماهر يونس في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" اليوم الاثنين، أنّ آلاف العائلات الفلسطينية تنتظر الصفقة المحتملة لتبادل الأسرى بين المقاومة و"إسرائيل"، علّها تتمكن من رؤية ذويها الذين يقبعون في السجون بظروفٍ مأساوية وقاهرة.
وفي ظل المؤشرات الإيجابية التي تشهدها جولة المفاوضات الحالية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، أعرب يونس عن أمله في أنّ تشهد الأيام القادمة صفقة تبادل للأسرى، تُنهي معاناة الآلاف من أبناء شعبنا في السجون وتُدخل الفرحة على بيوت ذويهم.
وأشار إلى أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتمد على حسابات شخصية وسياسية ضيقة في التعامل مع قضية الأسرى، فهو يضع مصالحه الشخصية فوق كل الاعتبارات السياسية والأمنية ولا يريد خسران حكمه.
وأوضح ماهر يونس، أنّ تعنّت "نتنياهو" رغم كل الضغوطات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها للمضي قدمًا نحو توقيع الصفقة مع المقاومة، يزد من تعقيد الأوضاع، لكنه استدرك: "الشارع الإسرائيلي جاد في موقفه بضرورة الإفراج عن أسراهم لدى المقاومة ويتحرك بشكل ضاغط لإبرام الصفقة".
وفي سياق حديثه عن أوضاع الأسرى، قال: "كنت أعلم دائمًا بوجود سجون سرية تُجرى فيها تجارب على الأسرى، لكن المعلومات الدقيقة عن أماكنها تبقى غامضة، هذه الممارسات ليست جديدة، لكنها تظل مصدر قلق كبير لكل فلسطيني يتابع هذه القضية".
وتطرق إلى التصريحات الأخيرة لوزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير، والتي أوعز فيها بتقليل كمية الطعام والرعاية المقدمة للأسرى، مؤكدًا أن ذلك يعكس سياسة ممنهجة لمضاعفة معاناة الأسرى.
هذا وقد أشارت "حركة "حماس" إلى أنّ احتلال يُواصل ارتكاب جرائم حرب وانتهاك لكافة القوانين الدولية الخاصة بالأسرى؛ "ترجمة للقرارات الفاشية لحكومة الاحتلال والوزير المتطرّف إيتمار بن غفير ضد الأسرى".
وأكدت حركة "حماس" في بيانٍ لها اليوم الاثنين، أنّ الأسرى في سجون الاحتلال على موعد مع "حريتهم القريبة"، دون ذكر تفاصيل أخرى.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الفائت، شهدت سجون الاحتلال تصعيدًا غير مسبوق في الاعتداءات والتنكيل بالأسرى وارتكاب الفظائع بحقهم، ما أسفر عن استشهاد 55 أسيرًا؛ وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً، فيما ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 292 شهيدًا.
وشددت مؤسسات الأسرى مرارًا، أنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال "كارثة إنسانية، ووجه آخر لحرب الإبادة، والهدف هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال والتصفية بحقّ الأسرى والمعتقلين".
وتزايدت التقارير الصحفية التي تفيد بقرب إبرام اتفاق بين حركة حماس و"إسرائيل"؛ لتبادل أسرى ووقف حرب الإبادة المستمرة للشهر الـ 16 بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، لكن حتى اللحظة لم يتم الإعلان الرسمي عن ذلك.