قال الأسير المحرر أحمد بديع من بلدة قلنديا شمال مدينة القدس، مستعرضًا ما تحمله غزة من معاني العزة والشموخ: "غزة، هي رمز الشموخ والتحدي، هي أرض الشهداء والأبطال، وهي التي قدمت دماءها فداء لفلسطين، وللمسجد الأقصى. غزة ليست مجرد مكان، بل هي رسالة، رسالة عبر الأجيال، رسالة للعالم أجمع بأن غزة لن تنكسر."
وتابع "بديع" بدموعٍ سبقت حديثه خلال مقابلةٍ إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، "تحياتنا لأطفال غزة، لأبطالها، ولكل من حملوا لواء المقاومة في وجه الظلم، نحن نقبّل عرضًا من تحت أقدام غزة، الأرض التي تظلنا بعزة وكرامة، والتي كانت وما زالت تخبر العالم أن غزة لا تساوم، وأنها باقية، بقيادة رجالها الأبطال، وفي طليعتهم المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام."
وأضاف "بديع"، متحدثًا عن الدور الرائد للمقاومة في مواجهة التحديات: "كما قال الشهيد القائد إسماعيل هنية، لكل من راهن على سقوط المقاومة في غزة، لكل من فكر أن يطوي صفحة حماس وكتائب القسام، أقول لهم اليوم: لقد فاجأتهم غزة، وزلزلت العالم، وكشفت لهم أن غزة ليست فقط صامدة، بل هي منبع القوة التي لا يمكن قهرها."
وختم بديع تصريحاته بقوة وثقة، قائلاً: "نحن اليوم مع القسام، ونعلم أن الطريق الذي سلكناه مليء بالتضحيات، ولكننا مستمرون، لأن المقاومة في غزة ستظل هي الأمل والقرار، وستظل صوت الحق الذي لن يطأطئه الزمن".
والأسير المحرر أحمد بديع، البالغ من العمر 40 عامًا من قلنديا، كان قد دخل عامه التاسع عشر في سجون الاحتلال بعد اعتقاله في 15 مارس 2006.
وخلال فترة اعتقاله، تعرض أحمد لتحقيق قاسٍ في معتقل "المسكوبية" استمر لمدة 75 يومًا. بعد نحو ثلاث سنوات من الاعتقال، حكم عليه الاحتلال بالسجن لمدة 40 عامًا، إلا أن إرادته وصموده كانت أقوى من القيد، ليُفرج عنه أخيرًا بعد معاناة طويلة في السجون.
وفي وقت سابق اليوم، أفرجت سلطات الاحتلال، عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المؤبدات والأحكام العالية من سجني "عوفر" و"النقب"، في صفقة "طوفان الأحرار" ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وشملت الدفعة الثانية 200 أسيرٍ فلسطيني، من بينهم 121 أسيراً من المحكومين بالسجن المؤبد ومدى الحياة، و79 أسيراً من ذوي الأحكام العالية.
وجاء هذا الاتفاق مقابل إطلاق "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" سراح أربعة مجندات إسرائيليات، تم الافراج عنهن ظهر اليوم في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وسط حشود غفيرة من أهالي القطاع.