قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود مرداوي، إن مشاهد العودة إلى شمال قطاع غزة تعكس رسالة سياسية عظيمة ومدوية لكل العالم، مفادها أن الاقتراب من حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه حرًّا أبيًّا لن يمر، وأنه لن يغادر وطنه ولن يتنازل عن أرضه مهما كانت التضحيات.
وأضاف "مرداوي" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أنه "لا يمكن لأي قوة أن تفرض على الشعب الفلسطيني مغادرة وطنه، مؤكدًا أن الفشل الذريع لكل السياسات الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو رسالة لمن يعتقد أن بإمكانه تمرير مخططات تمس وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.
وأكد "مرداوي" أن الفلسطينيين لن يعتدوا على أي أرض، ولكنهم سيصمدون ويدافعون عن أرضهم ومستقبلهم، مُضيفًا: "هذه العودة هي دليل على أننا شعب موحد، وأننا مستمرون في الدفاع عن حقنا في الحياة الحرة المستقلة".
وفي رسالته إلى العالم، أضاف "ضيف سند"، "الشعب الفلسطيني لن يذهب إلى أي مكان، ولن يغادر وطنه مهما كلف ذلك من ثمن، وهذا الصمود هو التحدي الأكبر أمام جميع محاولات تهجيره".
وختم مرداوي حديثه بالدعوة إلى توحيد الصف الفلسطيني، مؤكدًا أن التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون في غزة وفي باقي المناطق الفلسطينية تفرض على الجميع تكاتف الجهود من أجل إغاثة أهل غزة وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
وبدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين العودة إلى شمال قطاع غزة صباح اليوم الاثنين، بعد أكثر من 15 شهرًا من معاناتهم جراء حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القطاع.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صدر منتصف الليل، عن بدء عودة النازحين من مناطق وسط وجنوب قطاع غزة إلى شمال القطاع، موضحةً أن العودة ستتم تدريجيًا، حيث يُسمح للمشاة بالعبور عبر شارع الرشيد غربًا اعتبارًا من الساعة السابعة صباحًا، وللمركبات من شارع صلاح الدين بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا.
وانطلق النازحون من منطقة "تبة النويري" غرب مدينة النصيرات، مرددين التكبيرات، متجهين سيرًا على الأقدام نحو محور نتساريم، الذي انسحبت منه قوات الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تُعيد فتح الطريق إلى المناطق الشمالية التي نزحوا عنها سابقًا.