تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على ثلاث مدن ومخيمات لجوء فلسطينية، شمالي الضفة الغربية، تزامنًا مع تجريف البنية التحتية وتفجير المنشآت والمباني السكنية.
ونوه مراسل "وكالة سند للأنباء"، نقلًا عن سكان محليين، إلى أن قوات الاحتلال عززت تواجدها العسكري في مدن جنين وطوباس وطولكرم، بعدة آليات وجرافات استقدمتها من المعسكرات المحيطة بتلك المدن.
15 ألف نازح وكارثة إنسانية..
من جانبه، أفاد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في تصريحات صحفية، بأن قرابة الـ 15 ألف شخص نزحوا من مخيم جنين، وحي الهدف، بسبب استمرار العدوان العسكري والاجتياح الإسرائيلي.
وقال جرار، إن مدينة جنين تُواجه كارثة إنسانية خاصة مع تواصل عمليات إخلاء المواطنين، وإجبارهم على النزوح.
ونبه إلى أن الاحتلال أجبر نحو 300 مواطن على الخروج من منازلهم في عمارتي القنيري والصفا، مؤخرًا. مستدركًا: "التحدي الأكبر هو إيجاد مساكن لهذا العدد الكبير من النازحين".
ولفت النظر إلى ارتفاع عدد المنازل التي هدمها الاحتلال بشكل كلي في مخيم جنين، بعد تفجيره 20 بناية. وبيّن: "المنازل في المخيم تبنى بطريقة عمودية، بسبب ضيق المساحات، ما يعني أن هذه البنايات تحوي أكثر من شقق سكنية بداخلها".
وفي وقت سابق أمس الأحد، فجّر جيش الاحتلال عشرات المنازل الفلسطينية، دفعةً واحدة داخل مخيم جنين للاجئين، شمال الضفة الغربية، وسط تحذيرات من مخطط إسرائيلي لتهجير نصف سكان المخيم.
وبينت المصادر أن التفجيرات استهدفت بشكلٍ متزامن نحو 20 مبنى في حارات البشر والدمج والسمران داخل المخيم، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مناطق داخل المخيم.
ودخل العدوان العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين، يومه الـ 14 على التوالي؛ والذي تسبب باستشهاد 25 مواطنًا وإصابة واعتقال المئات من الفلسطينيين؛ منذ الـ 21 من يناير/ كانون ثاني الماضي.
تدمير واعتقالات جنوب طوباس..
وفي ساعات أمس الأحد، أعلنت قوات الاحتلال توسيع عدوانها العسكري ليشمل مدينة طوباس وبلدة طمون ومخيم الفارعة للاجئين إلى الجنوب من المدينة؛ تزامنًا مع تجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية واحتلال منازل وتحويلها لثكنات عسكرية.
وذكر سكان محليون أن قوات الاحتلال شرعت بتجريف الطرقات والبنية التحتية المؤدية إلى مخيم الفارعة للاجئين، بالإضافة لإغلاق جميع مداخله بالسواتر الترابية، ومداهمة منازل في محيط المخيم، وإجبار سكانها على النزوح، وتحويلها لثكنات عسكرية.
وصرح محافظ طوباس، بأن "جيش الاحتلال أجبر سكان 15 بناية في طمون على الإخلاء، وأبلغوا السكان بعدم العودة قبل 3 أسابيع كما حدثت عمليات إخلاء في مخيم الفارعة".
كما دمرت جرافات الاحتلال خطًا ناقلًا للمياه بين بلدة طمون وقرية عاطوف، بالإضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين المنطقتين بالسواتر الترابية.
ويواصل الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى طمون ومخيم الفارعة، بينما يواصل طيران الاستطلاع الإسرائيلي تحليقه في سماء المحافظة بشكل مكثف.
اعتقالات في طوباس..
من جانبها، أفادت جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 10 مواطنين من بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبي مدينة طوباس، شمال الضفة المحتلة.
وأوضح مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة، أن الاحتلال اعتقل 8 مواطنين من طمون؛ بينهم مُسن ونجله، بالإضافة لشاب من مخيم الفارعة وآخر من منزله في مدينة طوباس.
ووفق نادي الأسير، فإن المعتقلين هم؛ من مدينة طوباس محمد أيمن محمد دراغمة، ومن مخيم الفارعة اعتقل الشاب عبد الرحمن نبيل محمد أمير.
بالإضافة لاعتقال 8 من طمون وهم: ياسر محمد بني عودة، ينال عماد نايف بني عودة، الشقيقين أحمد ومحمد علاء نجيب بني عودة، قسام أسعد نمر بني عودة، صلاح عبد الله ذيب بني عودة، المسن خضر يوسف أحمد بني مطر ونجله يحيى.
تعزيزات عسكرية وتدمير متواصل بطولكرم..
وتُواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 8 على التوالي، الدفع بتعزيزات عسكرية تجاه مدينة ومخيم طولكرم، من معسكر "تسنعوز" العسكري غرب المدينة، ونشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء ووسط سوق الخضروات.
وذكر سكان محليون أن قوات الاحتلال دهمت فجر اليوم منازل المواطنين في ضاحية عزبة الطياح، جنوبي طولكرم، واعتقلت 5 شبان من عائلة واحدة، وهم: الأشقاء سامر ومؤيد وإياد مطر وأحمد بليدي، وكريم الخاروف، كما اعتقلت المواطن محمد الفاخوري، من منزله في المدينة.
ومنذ الإثنين الماضي، تواصل قوات الاحتلال عدوانا آخر على مدينة ومخيم طولكرم، تزامنًا مع استمرار تهجير المواطنين من منازلهم في المخيم، وحرق وتفجير المنشآت وتجريف الشوارع والبنية التحتية.
حصار المشافي..
وتُحاصر قوات الاحتلال مستشفيي "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني.
واحتل جيش الاحتلال عددًا من المباني والمنازل المحيطة بمشافي طولكرم، وحولها إلى ثكنات عسكرية ونشر فيها قناصته. تزامنًا مع تفتيش بين المنازل والأزقة وتضييق على المواطنين.
ونوه السكان إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددًا من أصحاب المنازل في مخيم ومدينة طولكرم على النزوح منها، تزامنًا مع تخريب وسرقة محتوياتها، وتفجير وتدميرها.
ودمرت آليات الاحتلال مساء الأحد، عددًا من بسطات الخضراوات وسط سوق طولكرم، الموجودة على جوانب الأرصفة، وروّعت أصحابها وحاولت دعسهم.
ويواصل الاحتلال عملية إخلاء واسعة للمواطنين من منازلهم في مخيم طولكرم، امتدت إلى حارات الغانم والمدارس، إضافة إلى النادي والشهداء والمطار وأبو الفول، وإجبارهم على مغادرة المخيم نحو المدينة.
ويعيش مخيم طولكرم أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، تزامنًا مع تدمير كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، إلى جانب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
مقاومة متواصلة..
من جانبها، صرحت أذرع عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية؛ لا سيما حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بأن تشكيلاتها القتالية تمكنت من خوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور داخل مدن ومخيمات جنين وطوباس وطولكرم.
وأوردت في بلاغات عسكرية: "أمطر مقاتلو المقاومة قوات الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص المباشر، كذلك فُجِّر عدد من العبوات المضادة للأفراد في صفوف قوات المشاة الإسرائيلية، ما أوقع إصابات مؤكدة في صفوف العدو".
وأحكمت قوات الاحتلال، في الأيام الماضية، حصار المدن الفلسطينية، بما فيها رام الله التي تعد معقل القيادة الفلسطينية، واقتحمت المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتسبب باستشهاد وإصابة واعتقال العشرات.
واستشهد منذ بداية العام 2025 الجاري، باعتداءات ورصاص قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية 73 مواطنًا؛ بينهم أطفال ومسنون وغالبيتهم من شمال الضفة الغربية.