لا زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُمعِن في عدوانها العسكري على مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية، مُسفرةً عن دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات، رافقه اعتقالات واسعة وعشرات الشهداء، ونزوح قسري طال آلاف المواطنين.
جنين: تهجير 15 ألف مواطن
واقتحمت آليات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، الحي الشرقي في مدينة جنين، رفقة جرافات عسكرية شرعت بتدمير البنية التحتية والشوارع، ومركبات المواطنين وممتلكاتهم.
ونشر جنود الاحتلال قناصته في البنايات العالية وعلى أسطح المنازل، بينما تهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا، جراء العدوان المستمر على المخيم لليوم الـ22 على التوالي.
وشهدت المدينة إغلاقات تجاوزت 25 يوما منذ بداية العام الجاري، في حين تعمدت قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية واقتصاد المدينة، وفقاً لمصادر حكومية في المدينة.
وأدى العدوان العسكري لتراجع الحركة الشرائية وصعوبة تنقل وتوزيع البضائع، ما أدى لتأثر القطاعات الاقتصادية داخل المدينة وريفها والتي بلغت قرابة 1400 محل تجارية.
وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن المدينة تكبدت خسائر اقتصادية تجاوزت حاجز 2 مليار دولار في البنى التحتية والمباني والمتاجر، خلال السنوات الثلاثة الماضية، إثر تعرضها لـ104 اقتحامات متواصلة.
وأشار إلى أن هذا العدوان والإخلاء هو "الأسوأ على الإطلاق"، ويتزامن مع ظروف اقتصادية صعبة.
وتابع أن ما يحصل في جنين كارثة على كل المستويات، إنسانية تتمثل بتهجير 15 ألف مواطنا في مدينة صغيرة كجنين يترافق مع ظروف اقتصادية صعبة جدا.
طولكرم: دمار واسع
وتفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، كما عززت انتشار آلياتها والدوريات الراجلة في محيطهما وأحيائهما، وسط مداهمات للمنازل، التي أصبح عدد كبير منها فارغًا بعد نزوح سكانها قسرًا.
وتخلل الاقتحامات إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وعشوائي، خاصةً في ساعات الليل.
ووصف مواطنون من مخيم طولكرم، ممن تبقوا في منازلهم على أطراف المخيم، الوضع بـ"المرعب"، حيث اشتدت حدته خلال الأيام الثلاثة الماضية، خصوصًا ليلًا.
وتواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على المنازل والمباني العالية داخل المخيم ومحيطه، خاصةً في شارع نابلس المتاخم لمدخله الشمالي، وشارع المقاطعة الذي يربطه بالحي الشرقي للمدينة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
إلى ذلك، دفعت قوات الاحتلال الليلة الماضية بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مخيم نور شمس، حيث انتشرت في أحياء جبل الصالحين وجبل النصر، وسط مداهمة المنازل بعد تفجير أبوابها، وتفتيشها، وتخريب محتوياتها.
واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان بعد مداهمة منازلهم في المخيم، وعُرف منهم: قيس ومحمود خليل سلتة، وأيوب أبو سرية، وضباء أبو قصيدو، ومحمد أبو سليط، وأحمد عابد.
وطال الاعتقال يوسف أبو إسكندر من منزله في ضاحية ذنابة، وعبد الرازق عوفي بعد مداهمة منزله في ضاحية اكتابا شرق المدينة.