الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

تدمير ممنهج وإخلاء قسري متكرر

ترجمة خاصة: "إسرائيل" تضغط بحشر سكان غزة بمساحات متضائلة

حجم الخط
التايم.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

قالت مجلة التايم البريطانية إن دولة الاحتلال الإسرائيلي وسّعت بشكل كبير نطاق احتلالها لأراضي في قطاع غزة بحيق باتت تسيطر الآن على أكثر من 50% من مساحة القطاع، سعيا للضغط بحشر الفلسطينيين في مساحات متضائلة من الأرض.

وأبرزت الصحيفة أن أكبر منطقة متجاورة يسيطر عليها جيش الاحتلال تقع حول حدود غزة، حيث هدم الجيش منازل الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية وبنيتهم ​​التحتية لدرجة جعلتها غير صالحة للسكن، وفقًا لجنود إسرائيليين ومنظمات حقوقية. وقد تضاعف حجم هذه المنطقة العسكرية العازلة في الأسابيع الأخيرة.

وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تروج بأن تشديد قبضتها على القطاع كضرورة مؤقتة للضغط لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، لكنّ الأراضي المحتلة مجددا والتي تشمل ممرًا يفصل شمال القطاع عن جنوبه، يمكن استخدامها لفرض سيطرة طويلة الأمد.

وبهذا الصدد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بأنه دولة الاحتلال ستحتفظ بالسيطرة الأمنية في غزة وستدفع الفلسطينيين إلى المغادرة.

وقال خمسة جنود إسرائيليين إن عمليات الهدم بالقرب من الحدود الإسرائيلية والتوسع المنهجي للمنطقة العازلة مستمرة منذ بدء الحرب قبل 18 شهرا.

وقال جندي يعمل ضمن فرقة دبابات تؤمنُ فرقَ الهدم: "دمروا كل ما استطاعوا تدميره، وأطلقوا النار على كلِّ ما بدا صالحًا للاستخدام... لن يكون لدى (الفلسطينيين) ما يُعيدون به أرواحهم، ولن يعودوا أبدًا". وقد تحدّث هو وأربعة جنودٍ آخرين شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من الانتقام.

وقد أصدرت منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة محاربين قدامى مناهضة للاحتلال، يوم الاثنين تقريرًا يوثق روايات جنود كانوا في المنطقة العازلة. ووصف عدد من الجنود مشاهدتهم الجيش يحوّل المنطقة إلى أرض قاحلة شاسعة.

وقالت المجموعة إن "الجيش، من خلال التدمير المتعمد على نطاق واسع، وضع الأساس للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة".

تقطيع غزة إلى أجزاء

في الأيام الأولى من حرب الإبادة الجماعية، أجبرت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين على مغادرة المجتمعات القريبة من الحدود ودمرت الأراضي لإنشاء منطقة عازلة يبلغ عمقها أكثر من كيلومتر واحد (0.62 ميل)، وفقا لمنظمة كسر الصمت.

كما استولت قواتها على مساحة من الأرض عبر غزة تعرف باسم ممر نتساريم الذي عزل الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، عن بقية الشريط الساحلي الضيق الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.

وعندما استأنفت دولة الاحتلال الحرب الشهر الماضي، ضاعفت حجم المنطقة العازلة، ودفعتها إلى مسافة ثلاثة كيلومترات (1.8 ميل) داخل غزة في بعض الأماكن، وفقا لخريطة أصدرها الجيش.

وقال يعقوب غارب، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة بن غوريون، الذي يدرس أنماط استخدام الأراضي الإسرائيلية الفلسطينية منذ عقود، إن المنطقة العازلة وممر نتساريم يشكلان ما لا يقل عن 50% من القطاع.

في الأسبوع الماضي، صرّح نتنياهو بأن "إسرائيل" تنوي إنشاء ممرّ آخر يشقّ جنوب غزة، قاطعًا مدينة رفح عن باقي القطاع. وتزداد سيطرة إسرائيل على غزة اتساعًا إذا ما أخذنا في الاعتبار المناطق التي أمر الاحتلال المدنيين فيها مؤخرًا بإخلائها.

الأحياء تحولت إلى أنقاض

كان مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في الأراضي التي تشكل الآن المنطقة العازلة لإسرائيل، وهي المنطقة التي كانت تشكل مفتاح الإنتاج الزراعي في غزة.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أحياء سكنية كانت مكتظة في السابق وقد تحولت إلى أنقاض، فضلاً عن ما يقرب من اثني عشر موقعاً جديداً للجيش الإسرائيلي منذ انتهاء وقف إطلاق النار.

وقد أدى القصف الإسرائيلي والهجمات البرية طوال الحرب إلى تدمير مساحات شاسعة من مدن وبلدات غزة. لكن تدمير الممتلكات داخل المنطقة العازلة كان أكثر منهجيةً وشمولاً، بحسب الجنود.

وقال الجنود الخمسة إن الأوامر صدرت للقوات الإسرائيلية بتدمير الأراضي الزراعية وأنابيب الري والمحاصيل والأشجار وكذلك آلاف المباني، بما في ذلك المباني السكنية والعامة، حتى لا يكون لدى المسلحين مكان للاختباء.

وذكر عدد من الجنود إن وحداتهم هدمت مبانٍ أكثر مما يمكنهم إحصاؤه، بما في ذلك مجمعات صناعية ضخمة. وسُوّي مصنع صودا بالأرض، مخلفًا شظايا زجاج وألواح شمسية متناثرة على الأرض.

وقال الجنود إن المنطقة العازلة لم تكن لها حدود محددة، لكن الفلسطينيين الذين دخلوا إليها تعرضوا لإطلاق النار.

وأوضح الجندي في فرقة الدبابات إن جرافة مدرعة سوت الأرض مما أدى إلى إنشاء "منطقة قتل" وأن أي شخص يقترب لمسافة 500 متر من الدبابات سيتم إطلاق النار عليه، بما في ذلك النساء والأطفال.

ومن غير الواضح إلى متى تنوي دولة الاحتلال الإسرائيلي الاحتفاظ بالمنطقة العازلة وغيرها من الأراضي داخل غزة.

لكن منظمات حقوق الإنسان تقول إن التهجير القسري للسكان يُعدّ جريمة حرب محتملة وجريمة ضد الإنسانية. وفي المناطق العازلة بغزة تحديدًا، يُصنّف هذا الأمر كـ"تطهير عرقي"، إذ كان من الواضح أنه لن يُسمح للسكان بالعودة أبدًا، وفقًا لناديا هاردمان، الباحثة في هيومن رايتس ووتش.