كشف تحقيق أجرته بلدية مستوطنة "سديروت"، الواقعة في غلاف غزة، عن معطيات جديدة تناقض بشكل كبير الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي بشأن هجوم السابع من أكتوبر.
وأظهر التحقيق الذي نشرته البلدية، أن المقاومين بقوا داخل المدينة لأيام بعد الهجوم الأولي، وليس ساعات كما أعلن جيش الاحتلال كاشفا عن فوارق جوهرية في تقديرات الجيش لعدد المقاومين والمركبات المستخدمة في الهجوم.
واستنادًا إلى تسجيلات كاميرات المراقبة وشهادات السكان، فإن عناصر من المقاومة ظلوا متواجدين في المدينة حتى الساعة 19:23 مساءً في يوم الهجوم نفسه، فيما أشارت إفادات أخرى إلى استمرار تواجدهم حتى يوم الثلاثاء الذي تلا الهجوم.
وتتناقض هذه المعلومات بشكل مباشر مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن استعادة السيطرة على المدينة بحلول الساعة 10:30 صباحًا، باستثناء محيط مركز الشرطة.
وأظهر التحقيق المحلي، أن عدد المقاومين الذين اقتحموا حي "هأحوزا" كان 11 مقاوما، وليس خمسة كما ورد في تقديرات الجيش.
ووثق التحقيق استخدام ست شاحنات صغيرة ومركبتين خصوصيتين ودراجتين ناريتين للمقاومين، في حين ذكر الجيش ثلاث شاحنات صغيرة ومركبة مدنية واحدة فقط.
وأثار التحقيق العسكري الذي أشرف عليه نائب قائد فرقة 36 استياءً واسعًا في صفوف الجنود الذين شاركوا في القتال.
وعبر أحد الجنود عن صدمته قائلاً: "خلافًا لما ورد في التحقيق، المعارك لم تنته في الثامن من تشرين الأول، كتيبتي واصلت القتال لأيام بعد ذلك."
وأضاف الجندي الذي فقد ثلاثة من زملائه في التاسع من أكتوبر، بينهم قائد سرية، أن "من المؤلم رؤية الجيش يتجاهل حقيقة مقتلهم أثناء الدفاع عن سديروت."
ويفتح هذا التحقيق المحلي تساؤلات جديدة حول تقييم الجيش الإسرائيلي للأحداث التي وقعت في سديروت في السابع من أكتوبر، ويثير دعوات لمراجعة شاملة للأحداث ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات.
واجتاح طوفان استقالات قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إثر نتائج التحقيقات التي أجراها الجيش، واعترف فيها بفشل مدوٍّ، استخباراتي وعسكري، في مواجهة عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" على مواقع عسكرية في غلاف غزة، فجر لسابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا بفشله يوم السابع من أكتوبر، في الدفاع عن مستوطني غلاف غزة، مؤكداً أن حركة "حماس" تمكنت من إخضاع "فرقة غزة" خلال ساعات.