رحب أهالي أسرى إسرائيليين اليوم الجمعة، بموقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الرافض لصفقات تبادل أسرى جزئية والمضي نحو اقتراح شامل.
وأمس الخميس، أكدت حركة "حماس" على لسان رئيسها في قطاع غزة خليل الحلية، استعدادها للبدء فوراً بمفاوضات الرزمة الشاملة وإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين مقابل عددٍ متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة وبدء إعادة الإعمار ورفع الحصار.
وأشارت "حماس" إلى أن اتفاقات "نتنياهو" الجزئية "غطاء لأجندته القائمة على استمرار الإبادة، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه"، مؤكدةً أن الحركة لن تكون جزءًا منها.
إلى ذلك، رحب كوبي سمرانو والد "يونتان" الأسير لدر فصائل المقاومة بموقف حماس الرافض لصفقات جزئية، مطالباً "إسرائيل" بالمضي نحو اقتراح شامل واستغلال "نتنياهو" لهذه الفرصة.
بدوره قال والد الأسير إيتان مور، "من غير المعقول أن تستمر الحرب في غزة لأكثر من سنة ونصف، هذا وقت طويل جدًا وغير مقبول".
بينما أجمع محللون سياسيون على أن موقف حركة "حماس" الذي أعلنته أمس، قد وضع حكومة "إسرائيل" في مأزق سياسي حقيقي، وأغلق الباب أمام إستراتيجية الصفقات الجزئية التي ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمدها لإطالة أمد الحرب.
المقترح الإسرائيلي..
وتسلمت حركة "حماس" مؤخرًا مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا، بهدف التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار خلال هذه الفترة، إلى جانب إطلاق سراح رهائن مقابل أسرى فلسطينيين.
ويشترط المقترح الإسرائيلي نزع سلاح المقاومة، وهو شرط أساسي في المقترح الإسرائيلي الذي يختلف تمامًا عن المبادرة المصرية.
وينص المقترح على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على مراحل، بدءًا بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر في اليوم الأول من الهدنة، "كبادرة خاصة تجاه الولايات المتحدة".
وتشمل المراحل اللاحقة إطلاق سراح 9 أسرى إسرائيليين آخرين مقابل الإفراج عن 120 معتقلًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، وأكثر من 1100 معتقل لم تُوجه إليهم تهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويتضمن المقترح أيضًا تبادل معلومات بين الطرفين حول مصير أسرى الاحتلال والمعتقلين الفلسطينيين، وتسليم جثث 16 رهينة إسرائيليًا مقابل رفات 160 فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل، كما ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة لمدة سبعة أيام، بما في ذلك رفح، وبعض المناطق في غزة وشمالها وشرقها.
ويشدد المقترح على إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وإنشاء آلية لضمان وصولها إلى المدنيين، إلى جانب السماح بإدخال معدات لإيواء النازحين.
إلا أن المقترح يتضمن بندًا تطالب فيه إسرائيل بـ"نزع سلاح غزة"، وهو ما تعتبره "حماس" خطًا أحمر، إلى جانب غياب ضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما تصر عليه الحركة كجزء من أي اتفاق شامل.