الساعة 00:00 م
الإثنين 21 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

نفاد إمدادات الغذاء والوقود والأدوية في حصار دام سبعة أسابيع

ترجمة خاصة.. الغارديان: الحصار الإسرائيلي يخلق أزمة بغزة لا مثيل لها

حجم الخط
الحصار1.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

يقول المدنيون والمسعفون والعاملون في المجال الإنساني إن غزة دفعت إلى مستويات جديدة من اليأس بسبب الحصار العسكري الإسرائيلي غير المسبوق الذي استمر سبعة أسابيع والذي قطع كل المساعدات عن القطاع، بحسب ما أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية.

ونبهت الصحيفة إلى الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية تركها تواجه ظروفاً غير مسبوقة في الشدة منذ بداية حرب الإبادة، حيث يعاني السكان من أوامر إخلاء جديدة شاملة، وتجدد القصف على البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات، ونفاد الغذاء والوقود للمولدات والإمدادات الطبية.

وفي الثاني من مارس/آذار، انقلبت دولة الاحتلال من جانب واحد عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية. وبعد أسبوعين فقط، استأنفت قصفها واسع النطاق وأعادت نشر قواتها البرية التي انسحبت خلال الهدنة.

منذ ذلك الحين، تعهدت شخصيات سياسية ومسؤولون أمنيون في دولة الاحتلال مرارًا وتكرارًا بعدم استئناف عمليات تسليم المساعدات، وقد صوّرت الحكومة الإسرائيلية الحصار الجديد كإجراء أمني، رغم أنه يُشكل جريمة حرب.

ويدخل الحصار الآن أسبوعه الثامن، ما يجعله أطول حصار شامل متواصل يواجهه القطاع حتى الآن خلال حرب الإبادة المستمرة منذ 18 شهراً.

وبفضل الدعم القوي من الولايات المتحدة، حليفتها الأكثر أهمية في عهد دونالد ترامب، تبدو دولة الاحتلال واثقة من قدرتها على الحفاظ على الحصار مع القليل من المعارضة الدولية.

كما أنها تمضي قدماً في الاستيلاء على نطاق واسع على الأراضي الفلسطينية لإنشاء مناطق عازلة أمنية، وتخطط لنقل السيطرة على تسليم المساعدات إلى الجيش والمقاولين من القطاع الخاص، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المخاوف في غزة من الخطط الإسرائيلية الاحتفاظ بقوات برية في القطاع على المدى الطويل وتشريد سكانه بشكل دائم.

الخشية من الجوع أكثر من الغارات

قال كثيرون ممن تحدث إليهم المراقبون إنهم يخشون المجاعة أكثر من الغارات الجوية.

قال حكمت المصري، وهو محاضر جامعي يبلغ من العمر 44 عامًا من بيت لاهيا شمال غزة: "اضطررتُ في كثير من الأحيان إلى التخلي عن حصتي من الطعام لابني بسبب النقص الحاد. الجوع هو الذي سيقتلني - موتًا بطيئًا".

نفد مخزون الغذاء خلال شهرين من وقف إطلاق النار، ويتكدس الناس اليائسون في جميع أنحاء المنطقة أمام مطابخ الجمعيات الخيرية بأوانيهم وأوعيتهم الفارغة.

وتُباع السلع في الأسواق الآن بأسعار أعلى بنسبة 1400% من أسعار وقف إطلاق النار، وفقًا لأحدث تقييم من منظمة الصحة العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن 420 ألف شخص اضطروا إلى النزوح مرة أخرى بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة، مما يجعل من الصعب جمع بيانات حاسمة عن الجوع وسوء التغذية، ولكن منظمة أوكسفام تقدر أن معظم الأطفال يعيشون الآن على أقل من وجبة واحدة في اليوم.

أوقفت حوالي 95% من منظمات الإغاثة خدماتها أو قلّصتها بسبب الغارات الجوية والحصار، ومنذ فبراير، شدّدت دولة الاحتلال القيود على دخول الموظفين الدوليين إلى غزة. وتشهد الإمدادات الطبية الأساسية، حتى مسكنات الألم، نفادًا.

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في غزة لدى منظمة أطباء بلا حدود، في حديثها من دير البلح: "مدينة غزة مكتظة بالنازحين الذين فروا من القوات الإسرائيلية التي تتحرك إلى الشمال، وهم يعيشون في الشارع أو يضعون خيامهم داخل المباني المتضررة التي على وشك الانهيار".

وأضافت بازيرول: "لا توجد نقاط رعاية كافية لهذا العدد الكبير من المرضى. في عيادتنا للحروق في مدينة غزة، نرفض استقبال المرضى بحلول الساعة العاشرة صباحًا، ونضطر لإبلاغهم بالعودة في اليوم التالي، حيث نقوم بفرز الأدوية لضمان استمرار مخزوننا لأطول فترة ممكنة".

ورافق الحصار هجوم عنيف من قبل القوات الإسرائيلية على شمال غزة وكذلك على مدينة رفح بأكملها، المدينة الأكثر جنوب القطاع، مما أدى إلى قطع المنطقة عن مصر.

وبحسب الأمم المتحدة فإن نحو 70% من قطاع غزة يخضع الآن لأوامر إخلاء إسرائيلية أو تم ضمه إلى مناطق عازلة عسكرية متوسعة؛ وتبلغ مساحة منطقة رفح الأمنية الجديدة خمس مساحة القطاع بأكمله.

تقليص المناطق الإنسانية

تدفع عمليات الاستيلاء على الأراضي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ــ والمساعدات والجهود الطبية ــ إلى مناطق "إنسانية" أصغر حجماً، على الرغم من أن الغارة الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي على المواصي، وهي أكبر منطقة من هذا النوع على ساحل جنوب غزة، أسفرت عن قتل 16 شخصاً.

ومع تقلص المساحة التي يمكنهم العمل فيها، قال عمال الإغاثة إنهم قلقون من أن قواعد الاشتباك التي يتبعها الجيش الإسرائيلي قد تغيرت منذ انهيار وقف إطلاق النار، مشيرين إلى القصف الأخير لمستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الأهلي في مدينة غزة.

وقال مسؤول كبير في مجال الإغاثة طلب عدم الكشف عن هويته حتى يتمكن من التحدث بحرية: "إن الناس في غزة يحبون وجود موظفين دوليين لأنهم يفترضون أن ذلك يوفر لهم المزيد من الحماية وأن الجيش الإسرائيلي أقل عرضة لمهاجمة المبنى أو المنطقة".

وتابع "في بداية الحرب، إذا كانت هناك غارة جوية على بعد كيلومترين من موقعنا، كنا نخلي المكان... في النهاية، أصبحت هذه المسافة 300 متر، والآن أصبحت 30 متراً، إذا ضرب الجيش المبنى المجاور".

وأضاف "إما أنه لا توجد تحذيرات، أو أحيانًا عشرون دقيقة، وهي مدة غير كافية لإجلاء المرضى. إن تعرضنا للخطر يتزايد... نعلم أن الإسرائيليين يحاولون إجبارنا على العمل بشروطهم".

في الأسبوع الماضي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جهودًا جارية لتجاوز الوكالات الدولية وإنشاء آلية خاضعة لسيطرة إسرائيلية لتوزيع المساعدات عبر متعاقدين من القطاع الخاص، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى، دون إطار زمني محدد للتنفيذ. وفي غضون ذلك، ستتفاقم الأزمة الإنسانية، وفقًا لوكالات الإغاثة.

قال المصري، المحاضر من بيت لاهيا: "مع عودة الحصار وتجدد الحرب، شعرتُ بالرعب. أفكر دائمًا بابني الصغير، وكيف أتمكن من توفير احتياجاته الأساسية، لا أحد يستطيع أن يتخيل حجم المعاناة... الموت يحيط بنا من كل جانب".