الساعة 00:00 م
الأربعاء 23 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.93 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.22 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

غزة.. هدنة يسبقها تصعيد عسكري وهذه سيناريوهات الحرب العدوانية

اتفاقية دفاع قد تكون مخرج دمشق من عربدة "تل أبيب"..

تخوفات إسرائيلية من الدور التركي في سوريا.. فهل أفلحت عملية الردع؟

حجم الخط
سوريا وتركيا
عمّان – وكالة سند للأنباء

دفع التقارب السوري التركي التخوفات الإسرائيلية إلى ذروتها، ودفعها لتنفيذ عمليات "عربدة" في الأراضي السورية، سواء باحتلال مناطق في الجنوب والغرب، مثل القنيطرة وريف دمشق وريف درعا، أو القيام بضربات جوية عنيفة لعشرات المواقع العسكرية، ومنها مواقع يُعتقد أن فرق استطلاع تركية زارت بعضها شمال البلاد.

ويرى خبراء ومحللون أن "إسرائيل" تسعى عبر هذه الرسائل العسكرية إلى ترسيم "نطاق ردع" واضح يمنع التمدد التركي في سوريا، بينما تواصل استهداف البنية العسكرية السورية كجزء من استراتيجيتها الأمنية، وهو ما أكده وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن "إسرائيل قلقة من الدور السلبي الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان".

وبين الخبراء في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن أنقرة تسعى بكل قوتها إلى دعم هذا النظام الجديد في دمشق، لأن خلق فوضى في سوريا يهدد الأمن القومي التركي بشكل كبير، وبالتالي الدعم التركي له بُعدٌ متعلق بالحفاظ على الأمن القومي.

 أما من الجانب الإسرائيلي فـ "تل أبيب" متخوفة من المستقبل؛ فخلفية النظامين التركي والسوري الجديد الإيديولوجية إسلامية، وبالتالي فإن هذا من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالي يشكل تهديدًا مستقبليًّا على "إسرائيل" وأمنها.

ما وراء "العربدة" الإسرائيلية في سوريا..

ورأى أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس والكاتب والمحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، أن حكومة "إسرائيل" الحالية تتبع سياسة واضحة في التعامل مع كل التهديدات المستقبلية بعد الـ7 من أكتوبر/تشرين أول 2023، بطريقة تدميرية مندفعة وغير عقلانية ولا تحتكم إلى أي نوع من الضوابط السياسية في منطقة مضطربة بالأساس، وهي تعتقد أنها من خلال عملية البتر التي تقوم بها (في غزة والضفة ولبنان وسوريا وحتى اليمن) ستقطع كافة المخاوف المستقبلية، لكن للأسف هذا العنف يعززها ولا يقطعها.

وبين "سويلم"، أن أول لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، أصرّ الأخير على إعلان رفض الإدارة الأمريكية للتقارب التركي مع حكومة دمشق الجديدة.

 لكن "ترامب" ردّ علنًا أمام الصحافة بمدح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وطلب من "نتنياهو" عدم افتعال أزمة مع أنقرة، فواشنطن لا ترى أن التواجد التركي يتعارض مع مصالحها في المنطقة.

وأكد استاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس، بأنه لا أنقرة ولا "تل أبيب"، تريدان أو تسعيان للمواجهة المباشرة في سوريا، لما يشكل ذلك من تهديد كبير للأمن القومي الإسرائيلي، في حال حدوثه، لذلك تكتفي "تل أبيب" بالتهديد وإرسال رسائل تحاول من خلال ردع تركيا عن الوصول إلى مرحلة النفوذ العسكري المطلق لها في سوريا.

ماذا تعني اتفاقية الدفاع المشترك بين أنقرة ودمشق..؟

وقال الباحث والأكاديمي في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، ياسر منّاع، إنه في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الإقليم، يمكن النظر إلى التحفز الإسرائيلي المتزايد تجاه سوريا، لا سيما فيما يتعلق بالتنسيق التركي–السوري، باعتباره مؤشرًا عميقًا على تحوّل معادلات القوة والتموضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

وبين "منّاع"، من أن تحالفًا استراتيجيًّا بين أنقرة ودمشق قد يُعيد إحياء منظومة إقليمية تضعف الدور الإسرائيلي المتفوق جوًّا واستخباراتيًا في المنطقة، فالوجود التركي، عندما يكون رسميًا ومشتركًا مع دمشق، يعني عودة سوريا إلى معادلة الإقليم من بوابة شريك قوي، وفاعل في الناتو، ولديه قوة عسكرية تتفوق على تلك التي لدى "إسرائيل".

ولفت إلى أن التقدّم نحو اتفاقية دفاع مشترك بين أنقرة ودمشق سيكون حدثًا مفصليًا في إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي، ويمثّل، إن تحقق، صفعة استراتيجية لـ "إسرائيل"، التي اعتادت على فراغ عربي وإسلامي في الميدان السوري منذ 5 عقود مضت.

"تل أبيب" تخشى تعزيز القوة العسكرية السورية..

واعتبر المتخصص في دراسة الشؤون الإسرائيلية، الأكاديمي عمر جعارة، أن "إسرائيل" تعي تماماً العلاقة الاستراتيجية بين أنقرة وواشنطن، حيث تعتبرها إدارة "ترامب" حليفاً ذو ثقل في الشرق الأوسط، لذلك هي لا تريد التصادم المباشر مع تركيا لا في سوريا ولا في أي مكان في المنطقة، لكنها متخوفة بشكل كبير من علاقة متطورة وتتعزز يوماً بعد يوم بين دمشق وأنقرة، قد تتوج باتفاق دفاع مشترك وهو الذي تعتبره "تل أبيب" تهديدًا عسكريًا استراتيجيًا مستقبليًا.

ولفت "جعارة"، إلى أن كافة الاستهدافات التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي في سوريا، تركز على القدرات العسكرية لدمشق، حيث ضرب القدرة الصاروخية والمطارات الحربية، وضرب مؤخراً مناطق زارها الجيش التركي في شمال سوريا، لبحث ودراسة إقامة قواعد تركية فيها، هدفها تعزيز القدرات العسكرية السورية ودعمها في مواجهة التهديدات، وهو ما تتخوف منه "إسرائيل".

تصعيد أم تسوية سياسية؟

ويقول الخبير والباحث في الشؤون الإسرائيلية، الأكاديمي علي الأعور، إن "تل أبيب" تحسب الكثير من الحسابات لأنقرة، فالأخيرة عضوٌّ قويٌّ عسكريٌّ في حلف الناتو، وإلى جانب ذلك فإنه حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ولاعب قوي في الشرق الأوسط، ففي النهاية حكومة "نتنياهو" غير قادرة ولا مستعدة على مواجهة النفوذ التركي في المنطقة لهذه الاعتبارات.

وبين "الأعور"، أن "تل أبيب"، خاضت تجربة في المواجهة المباشرة مع تركيا في سفينة شريان الحياة "مرمرة" ولم تكن في صالحها، حيث قدمت اعتذارًا رسميًا في حينه، وعوّضت أهالي الشهداء بـ25 مليون دولار.

وأردف "لذلك عمليات التدافع والردع من قبل الطرفين مصيرها التسوية السياسية، وبالتأكيد ستكون لصالح تركيا، لكل تلك العوامل التي ذكرناها".