الساعة 00:00 م
الخميس 24 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.14 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

غزة.. هدنة يسبقها تصعيد عسكري وهذه سيناريوهات الحرب العدوانية

غزة.. هدنة يسبقها تصعيد عسكري وهذه سيناريوهات الحرب العدوانية

حجم الخط
ترامب وغزة.jpeg
غزة- وكالة سند للأنباء

في الوقت الذي يواصل الوسطاء في مصر وقطر؛ جهودهما لبحث سبل وقف الحرب على غزة، يعتقد محللون وكتّاب فلسطينيون أن "إسرائيل" ستتجه خلال الفترة المقبلة لمزيد من التصعيد العسكري في القطاع؛ مستغلةً الغطاء الأمريكي، في محاولة لتحقيق "إنجاز" قبل أن تعود مرة أخرى لمفاوضات الصفقة مع حركة "حماس".

وفيما تُبدي "حماس" مرونة في مواقفها بشأن مقترحات وقف إطلاق النار وعبّرت عنها في تصريحات رسمية ومن خلال مسؤولين بارزين فيها، لا تزال حكومة الاحتلال معنية باستمرار حربها على غزة.

لكنّ نجاح الوسيط القطري في إقناع واشنطن بتبنّي المقترح الجديد الذي تسربت بنوده أمس الثلاثاء على وسائل الإعلام، سيُعطي فرصة لممارسة ضغط أمريكي على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لقبول المقترح، بما يضمن تحقيق الهدوء خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط.

إذ قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد القيق، إن تحديد موعد زيارة ترامب للمنطقة يُعطي عدة سيناريوهات ميدانية؛ أهمها أن الموعد "يعتبر سقفا زمنيا تمنحه أمريكا لإسرائيل كي تنجز ما قالت إنه حسم في غزة".

وأردف القيق في تغريدات نشرها عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، وتابعتها "وكالة سند للأنباء": "وبالتالي يؤشر إلى ارتفاع وتيرة القصف والمجازر بقطاع غزة، وفي نفس الوقت تجنب التعمق كثيرا برياً نظرا لتوصيات الجيش بالحذر من هذه الخطوات".

وأضاف: "قبيل هذه الزيارة ستعلو مؤشرات الصفقة والهدنة، لأن ترامب ينتهج سياسة التفاخر بإنجازات حسب الظرف، وكونه في المنطقة سيكون الضغط باتجاه الهدنة أكبر في الأيام التي تسبق الزيارة، ولكن الآن الصوت للقذائف".

أيار الدبلوماسي..

ونبه إلى أن الأيام القادمة قد تشهد تصعيدا كبيرا في القصف الجوي والمجازر استباقا لـ "أيار الدبلوماسي"، وفي نفس الوقت فرصة هدنة على أقل تقدير باتت واردة خلاله إذا بقي جدول زيارة ترامب قائما.

وشدد "القيق" على أنه "دون حل سياسي للقضية الفلسطينية سيدخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة لن تكون إيجابية لأي طرف إقليمي، خاصة أن الحلول الجزئية الأمنية لم تسعف حالة إسرائيل الوجودية".

ضغط عسكري مؤقت..

‏من جهته، أفاد الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني، محسن صالح، بأن قطاع غزة على موعد مع ثلاثة سيناريوهات محتملة للعدوان الإسرائيلي؛ أبرزها "ضغط وتصعيد عسكري".

وأوضح "صالح" في مقال له نشره عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، وتابعته "وكالة سند للأنباء"، أن السيناريو الأول يتمحور حول ضغط وتصعيد عسكري وسياسي إسرائيلي مؤقت (أسابيع أو أشهر قليلة)، بالاستفادة من الغطاء الأمريكي قصير المدى، لإنجاز ما يمكن إنجازه.

وأردف: "ثم سيضطر الاحتلال للعودة إلى المفاوضات ودخول استحقاقات المرحلة الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار".

وذكر أن هذا السيناريو يفترض أن الغطاء الأمريكي محدد بأسابيع، وأن البيئة الدولية بمن فيها حلفاء الاحتلال الإسرائيلي الأوروبيون، رفضت توفير الغطاء لنقض الهدنة واتهمت تل أبيب بخرقها ومواصلة المجازر.

واستطرد: "والبيئة الإسرائيلية الداخلية وفق استطلاعات الرأي تميل بنسبة 70% منها إلى الدخول في المرحلة الثانية، وتتهم نتنياهو بأنه يُقدِّم أجندته السياسية على المصالح العليا للكيان".

وذكر أن "المقاومة بطبيعتها المبدئية ورصيد تجربتها، لن تتنازل عن سلاحها، وعن استقلالية القرار الفلسطيني وعدم خضوعه للاحتلال، وستقاتل حتى النهاية لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي وفك الحصار، وتحقيق صفقة أسرى مُشرِّفة".

معركة صفرية..

وحول السيناريو الثاني، رجح "صالح"، دخول الاحتلال الإسرائيلي في معركة "صفرية"، أو معركة كسر عظم، "بغض النظر عن مداها الزمني وتكاليفها العسكرية والاقتصادية والسياسية".

ونوه إلى استمرار الحرب "طالما ظلت البيئة الداخلية الإسرائيلية غير قادرة على إسقاط نتنياهو وتحالفه، وطالما استمر الغطاء الأمريكي، وطالما استمرت البيئة العربية والدولية في حالة عجز، وغير قادرة على فرض شروطها".

حرق صورة "إسرائيل" دوليًا..

ونبه المحلل محمد القيق، إلى أن نتنياهو يقف على مفترق طرق؛ بين فشل السيوف الحديدية وعدم كسر غزة من جهة، وبين تفاقم الخلاف الداخلي وتعزيزات المعارضة والحكومة وتمزق الثقة بالردع والجيش والأمن من قبل المجتمع".

ولفت النظر إلى أن ذلك "يحدث بالتوازي مع حرق صورة إسرائيل دوليا وتصاعد الانتقاد لها وضرورة استئناف رغبة ترامب بالتطبيع، يصبح الأمر معقدا أمام نتنياهو".

نتنياهو يصطدم بـ "صمود غزة"..

ورأى محسن صالح، أن توصيات ورسائل الحسم التي يتحدث عنها قادة إسرائيليون نابعة من "ترهل في الجيش"، واستنزاف الجبهة الداخلية ومحاولة التخلص من بقاء الدولة في حالة حرب.

وبيّن المحلل السياسي: "وهذا كله يعطي نتيجة بأن ما خططه نتنياهو حتى اللحظة، ونظرية الضغط العسكري والسحق والتهجير اصطدمت بصمود غزة، فلو أن الأهداف تحققت لما رأينا استقالات ولا إقالات ولا توصيات بعدم بقاء الدولة في حالة حرب".

ملفات سيُناور بها الاحتلال..

وأورد صالح: "سيعمد العدو إلى رفع السقف المرتبط ببقاء الاحتلال بشكل أو بآخر، والاحتفاظ بما يسميه (حقه) في ضرب المقاومة ورموزها متى شاء، وبإغلاق ملف الأسرى بأقل ثمنٍ ممكن، وبتجريد حماس والمقاومة من سلاحها، وإخراج حماس من الحياة السياسية الفلسطينية".

وتابع: "سيناور (الاحتلال) في ملفات التهجير والتجويع ليصل على الأقل وفق رغباته إلى نزع أسلحة حماس، ربما بالاستعانة بضغط دولي وعربي وحتى من السلطة الفلسطينية، إذ إن كثيرا من الجهات الرسمية تتقاطع مع مطالب الاحتلال بنزع سلاح المقاومة".

ونبه إلى أن السيناريو الثاني يعتمد على قدرة نتنياهو وتحالفه على البقاء في السلطة، وقدرة المؤسسة العسكرية على تحمل الاستنزاف المتواصل، وقدرة المقاومة على الصمود؛ "وهو سيناريو لا يبدو فيه خيار للمقاومة سوى الاستمرار حتى النهاية".

وأردف: "غير أن هذا السيناريو لا يحظى بدعم قوي داخلي إسرائيلي، حتى الآن على الأقل؛ وحتى رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير تحدَّث مؤخرا عن أن سحق حماس والمقاومة قد يأخذ أشهرا عديدة أو حتى بضع سنين".

توتر وحصار مُمنهج ومُقنن..

وحول السيناريو الثالث، قال مدير مركز الزيتون للدراسات، محسن صالح، إن الاحتلال سيستمر في المماطلة ورفض الدخول في استحقاقات إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتبادل الأسرى، مع الإبقاء على درجة من التوتر والحصار والتجويع الممنهج والمقنَّن.

وتابع: "سيُتابع الاحتلال الضربات العسكرية المحدودة والاغتيالات، مع تجنب الحرب، وتقليل المساحات المحتلة، وتخفيف نقاط الاحتكاك المباشر لتقليل الخسائر، مع الحفاظ على نقاط سيطرة وتحكُّم".

وأوضح أن الاحتلال سيستخدم ذلك في الضغط على المقاومة، وابتزازها في الوصول إلى اتفاق تهدئة جديد.

صمود المقاومة والحاضنة الشعبية..

واستدرك: "قدرة حماس والمقاومة على الصمود مدعومة بالحاضنة الشعبية، مع تزايد الضغوط العالمية لإنهاء الحرب، وانتهاء مدة صلاحية الغطاء الأمريكي، وورقة الأسرى، وحالة الاستنزاف الإسرائيلي ستدفع نتنياهو للنزول عن الشجرة، والدخول في صفقة تُرضي المقاومة".

وأكمل: "والمقاومة، كما هو معروف، ستظل صلبة في الحفاظ على الثوابت وفي المحافظة على سلاحها، لكنها ستكون حريصة على إنهاء العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في أسرع وقت".

وتوقع محسن صالح، أن تدير المقاومة الفلسطينية أوراقها بطريقة مرنة في الجوانب التكتيكية، وصولا إلى تفاهمات تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني والأمة.