الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

غزة بركان يغلي ويتدحرج... ما سيناريوهات المواجهة المقبلة؟

حجم الخط
185026.jpg
خالد أبو الروس-وكالة سند للأنباء

انتهت الحرب العسكرية على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي لكن إسرائيل لجأت لاستخدام أدوات ناعمة للضغط على المقاومة والشعب الفلسطيني عبر إغلاق المعابر ورفض إدخال المنحة القطرية التي تعد شريانا اقتصاديًا مهمًا لغزة.

ويرى مختصون أن  رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت يريد فرض معادلة جديدة في قطاع غزة تقوم على توظيف أدوات الضغط الاقتصادية والمالية والدعائية لربط ملف الجنود الأسرى بملف الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007م.

ولم تنجح جهود الوساطة المصرية والقطرية والأممية في احتواء التصعيد بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حتى الآن الأمر الذي يجعل من عودة التصعيد سيناريو واقعيًا رغم أن أعين إسرائيل تتركز على صعود القوة الإيرانية في الخليج العربي.

مناخات غير ناضجة

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، إن المشكلة الأساسية الحاصلة الآن هي أن المناخات الحالية تقول إن الحرب الأخيرة انتهت دون التوصل إلى تهدئة حقيقية وتفاهمات.

ويشير "عطا الله" في مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن الحرب انتهت على ما يؤهل على حرب قادمة وعززتها إسرائيل بسلوكها برفض الحصار ومنع إدخال المنحة القطرية لغزة.

ويوضح أن سبب تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس يرجع سببها بأن إسرائيل تريد ربط ملف الجنود لدى المقاومة بغزة بملف فتح المعابر وفك الحصار، بينما تصر حماس على موقفها بأنه لابد من الفصل وأن ملف الجنود لا ينتهي إلا بعملية تبادل للأسرى

ووفقًا لرأيه فإنه من الطبيعي ألا يتوصل الوسطاء إلى تفاهمات بين إسرائيل وحماس في ظل اصطفاف كل طرف وراء مطالبه، وشعورهما بأنهما انتصرتا في الحرب وتريد المراكمة على ذلك.

يقول "عطا الله": حركة حماس تشعر بأن الحرب الأخيرة كانت مختلفة وهذا ما تترجم من خلال خطاباتها السياسية والإعلامية بأن "ما بعد معركة مايو ليس كما قبلها"، بينما إسرائيل تنطلق من أنها تمتلك ما يكفي من أدوات القوة للضغط على قطاع غزة وحركة حماس.

ضغوطات إسرائيلية

ويرى "عطا الله" أن الضغوطات الإسرائيلية تجعل حركة حماس تحت ضغوطات كبيرة؛ ما سيجبرها على تصعيد المواجهة مع إسرائيل عبر توظيف أدوات الضغط المتوفرة بين يديها سواءً سياسية أو عسكرية بشكل تدريجي وهادئ.

غير أنه يعتقد إنه إذا عمدت حركة حماس على استخدام أدوات ضغط أكبر على إسرائيل فإن ذلك من الممكن أن يدفع إسرائيل أن ترد على التصعيد، ما سيترتب عليه حدوث مواجهة متبادلة بين الجانبين، وبالتالي يكون خيار المواجهة وارد إذا خرجت جهود الوساطة وميدان الاشتباك عن السيطرة.

إيران

يشدد "عطا الله، على أن خيار المواجهة بين غزة وإسرائيل وارد إذا لم يتوصل الوسطاء إلى حل، غير أن هذا يرتبط في النهاية بالقرار الإسرائيلي وبرغبته بدخول مواجهة مع قطاع غزة أو لا.

لكن خيار المواجهة ربما لا تصل إليه حماس وإسرائيل في الوقت الذي لا ترغب الأخيرة بالتصعيد مع القطاع، حيث أنظارها على إيران، ولا تريد أن تضيع جهدها الدولي بخنق إيران بمجازر ترتكبها في قطاع غزة.

ويرى "عطا الله" أن جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل أعلى من التصعيد لكن لا يمكن استبعاد أبدًا خيار المواجهة.

معادلة "بينيت"

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إن الجولة 15 من القتال بين حماس وإسرائيل مؤكدة في الإعلام الإسرائيلي؛ فالمسألة مسألة وقت.

ويقول "جعارة" لـ "وكالة سند للأنباء" إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت يريد تغيير طريقة التعامل الإسرائيلي مع قطاع غزة وتوجيه ضربة داخلية لبنيامين نتنياهو.

ويضيف "جعارة" بأن "بينيت" يريد أن يثبت بأنه قادر على إنجاز ما لم يستطع "نتنياهو" فعله في قطاع غزة، ويريد أن يثبت بأن الحصار المفروض على غزة الذي لم يستغله "نتنياهو" سيؤدي إلى إنجازات سياسية لإسرائيل.

ويشير إلى أن "بينيت" وأفيغدور ليبرمان (وزير الجيش سابقًا) هما من تسببا في الضغط على "نتنياهو" في حرب 2014م من أجل إطالة أمد الحرب لـ 51 يومًا رغم أن "نتنياهو" كان يعلم وقتها أن الحرب لن تحقق أهداف إسرائيل.

مشكلة غزة

ويشكك "جعارة" بأن تنجح سياسية "بينيت" الجديدة في فرض قواعدها على المقاومة وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن دوائر صناعة القرار في إسرائيل تعلم أن حل مشكلة القطاع لا ننتهي إلا باتفاق سياسي.

ويرى بأنه إذا لم تكن إسرائيل مدركة لهذه المعطيات فإن الولايات المتحدة الأمريكية خير من تجبر إسرائيل على سلام مع الفلسطينيين، وعلى أساس أن يكون المقاوم والمفاوض الفلسطيني متمسكين بالشرعية الدولية.

سياسة ربط الجنود الأسرى بفتح المعابر

وفيما يتعلق بإصرار الحكومة الإسرائيلية ربط ملف الجنود الأسرى بفتح المعابر وإدخال المنحة القطرية لغزة يقول "جعارة" إن إسرائيل تعتقد اعتقادًا تامًا بأنه لا يمكن الحصول على أي معلومات بشأن جنودها بغزة إلا من خلال عملية تبادل.

يؤكد أن عمليات التبادل التي تمت بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية والفلسطينية لا يتحكم فيها رئيس الحكومة وحده؛ لأن رؤساء آخرين في إسرائيل أجروا عمليات تبادل مع المقاومة، وبالتالي فإن عملية التبادل بين المقاومة وإسرائيل محسومة في الذهنية الإسرائيلية وهي مسألة وقت.

ويشدد على أنه إذا اعتقدت الحكومة الإسرائيلية بأن إغلاق المعابر وتشديد الحصار على غزة، سيؤدي إلى إنجاز في هذا الملف فهو تقدير خاطئ وسياسة غبية لن تجلب النتائج.

ويُضيف: "إن المقاومة لن تقدم تنازلات في ملف الجنود؛ لأنه إذا استسلمت المقاومة لمثل هذه الضغوطات فإن ذلك سيعتبر ثغرة تستغلها إسرائيل في فرض مزيد من الضغوطات على حماس والمقاومة في ملفات أخرى".

ويعتقد "جعارة" أن عدم امتلاك إسرائيل لأي معلومات عن الجنود الأسرى في قطاع غزة نقطة في صالح المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وهي لا تخدم إسرائيل على المدى المنظور، وبالتالي لا يمكن إنهاء هذا الملف إلا من خلال تقديم إسرائيل للتنازلات المطلوبة كدولة احتلال. 

ويشير إلى أن "نتنياهو" الشخص الوحيد في إسرائيل الذي يدرك بأنه لا يمكن الإفراج عن الجنود الأسرى لدى المقاومة إلا من خلال عملية تبادل أسرى فلسطينيين.

التمسك بالشروط

ويشدد "جعارة" على أهمية أن تتمسك المقاومة الفلسطينية بشروط التفاوض وأن تكون مطالبها سياسية وليست معيشية أو إنسانية أو إغاثية.

ويقول: يجب على المقاومة ألا تحصر مطالبها في القضايا الإنسانية والتركيز على إزالة الاحتلال ودحره؛ لأن إزالة الاحتلال هو الأصل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وعليه يدعو "جعارة" قيادة المقاومة الفلسطينية بأن تدقق جيدًا في مطالبها ومصطلحاتها وأقوالها، وأن تتمركز خلفها حتى ينعم الفلسطينيون بأي بارقة في الانتصار في ظل الظروف الإقليمية القاسية.

يضرب مثالًا موضحًا لفكرته، عندما تقول المقاومة "إما كسر الحصار أو الانفجار" ويبقى الحصار على ما هو عليه؛ فهذا يعني الربط بين الموضوعين، وهذا يقيَّد من خيارات المقاومة، من وجهة نظره.

ويرى بأن المعطيات الإقليمية لم تختلف كثيرًا بين "معركة سيف القدس" 2021م ومعركة "العصف المأكول" 2014م التي لم يُكسر فيها الحصار على قطاع غزة، وبالتالي يجب على المقاومة تجاوز طرح المطالب الإنسانية والتركيز على الجوانب السياسية.

تغيير الخطاب والمعادلات

ويعتقد "جعارة" أن فتح المعابر وإدخال شاحنات الأغذية والدواء ومستلزمات عملية إعمار قطاع غزة يجب أن تكون خارج المطالب السياسية للمقاومة الفلسطينية، وبالتالي يجب أن تركز المقاومة على إنهاء معضلة قطاع غزة ممثلة بالحصار المفروض منذ عام 2007م.

ويؤكد "جعارة" أن المقاومة إذا لم تستطع كسر الحصار وإقامة ميناء بحري ومطار فإن هذا يعني أن المشكلة قائمة وتحتاج لبذل جهود مضنية من أجل كسرها.  

هذه المعادلة –حسبما ما يقول- يجب أن ترفضها المقاومة الفلسطينية وتتغلب عليها من خلال فرض مزيد من الضغوطات على الاحتلال مثل البالونات الحارقة، الصواريخ، جولة قتال جديدة التي يعتبر الاحتلال الإسرائيلي الوصول إليها مسألة وقت ليس أكثر.

ضغوطات ناعمة

ولتثبيت معادلة جديدة في قطاع غزة تعمل إسرائيل على تحجيم قدرات المقاومة في غزة وممارسة الضغوطات الاقتصادية والسياسية والمالية على المقاومة والجمهور للضغط علي نظام الحكم في القطاع، وفقًا لـ "جعارة".

ويقول: "إن إسرائيل تستغل هذه الضغوطات وتوظفها؛ فهي تريد أن تحقق ما عجزت عنه عبر استخدام القوة العسكرية".

يضيف "جعارة" إسرائيل تلعب على وتر إحداث ضغوطات اقتصادية على قطاع غزة من أجل الضغط على الرأي العام الفلسطيني هناك؛ لدفعه للتعبير عن السخط عبر مواقع التواصل؛ الأمر الذي يصنع حالة من الابتهاج لدى دوائر صناعة القرار في إسرائيل حينما يرون معارضة لحركة حماس والمقاومة في غزة.

بدء التصعيد

المختص في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة يقول إن "المقاومة الفلسطينية وفيما يبدو قررت التصعيد بعد انتهاء مهلة الوقت التي منحت للاحتلال الإسرائيلي لاحتواء التصعيد والتراجع عن إجراءاته ضد قطاع غزة".

ونبّه "أبو زبيدة" لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن هذه المعطيات تستدعي من الاحتلال والوسطاء التدخل العاجل والجدي والتحرك من أجل معاناة الشعب في غزة وإلا فإن التصعيد أصبح أمرًا حتميًا.

وأكد أن هناك تنعت إسرائيلي؛ حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية لتثبيت معادلة جديدة مع غزة وتغيير الوقائع عما سبق من معادلات وربط مواضيع الحصار في غزة بملف جنود الأسرى لدى المقاومة.

ويقول إن المقاومة الفلسطينية أعطت مساحة من الوقت للوسطاء من أجل التوصل لتفاهمات لكن هناك عدم تجاوب من الاحتلال.

وفيما يبدو تريد المقاومة عبر سياسة الضغط إثبات قدرتها على التصعيد والذهاب لخيارات مثل المقاومة الشعبية الخشنة أو تفعيل مسيرات العودة، وفقًا للمختص "أبو زبيدة".

ويشير إلى أن أسلوب الضغط الذي ستمارسه المقاومة ربما تشجع الوسطاء للتدخل بقوة أكبر منعًا لانفلات زمام الأمور والتوصل لمواجهة شاملة، وبالتالي تريد المقاومة إرضاخ الاحتلال لشروط وقف إطلاق النار.

لا أحد يرغب بالتصعيد ولكن

من وجهة نظر "أبو زبيدة" فإن الأطراف (حماس وإسرائيل) غير معنية بالتصعيد في المرحلة الحالية لأسباب متعلقة بكل طرف؛ فالمقاومة تريد أخذ فسحة وإعادة ترتيب أوراقها مرة أخرى وإعمار ما دمره الاحتلال.

أما الاحتلال الإسرائيلي فهو أيضًا مشغول بالجبهة الشمالية ومآلات الأحداث المتسارعة في الضفة الغربية، وبالتالي لا يريد أن يفتح على نفسه فوهة بركان متعددة.

ويرى بأن التصعيد مرتبط بتوجهات المقاومة وفعلها على الأرض وأيضًا ردود الاحتلال؛ فإذا قام بتقدير الموقف والرد على أدوات المقاومة الخشنة فهذا سيدفع المقاومة للرد على اعتداءات الاحتلال.

وتأسيسًا عليه فإن هذا يعني الدخول في سياسة الرد والرد المقابل ليجد الطرفان نفسيهما في مواجهة حقيقية وشاملة.