الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

"فخ 2025".. خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي يواجه مأزقاً ثلاثي الأبعاد

حجم الخط
القتال في غزة
القدس - وكالة سند للأنباء

حالة من التيه الاستراتيجي يعيشها جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته في ظل معضلة ألمَّت بهم بعد عام ونصف من الحرب والقتال في قطاع غزة، وضعتهم في مأزقٍ ثلاثي الأبعاد، وسط تساؤلٍ" إلى أين يتجه القتال في غزة" وهل وقعت جيش الاحتلال في الفخ؟

وكشف مقالٌ للخبير العسكري رونين بيرغمان نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن وجود خلافات جوهرية بين المستوى العسكري والمستوى السياسي، إضافة إلى الغموض الاستراتيجي المحيط بمصير العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.

وأظهر المقال أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيش مأزقًا ثلاثي الأبعاد، حيث يجد نفسه مضغوطًا بين ثلاثة أطراف: "الجمهور الإسرائيلي الذي فقد القدرة على فهم سبب استمرار الحرب والوجهة التي تسير نحوها، وعائلات الأسرى التي ترى في استمرار القتال مخاطرة بدلًا من أمل، والمستوى السياسي الذي يحاول التملص من المسؤولية من خلال إغراق الجيش بالثناء ثم تحميله مسؤولية الفشل لاحقًا".

ووصف "بيرغمان" في مقاله مأزق جيش الاحتلال قائلاً:" الجيش يخوض حربًا يدرك مسبقًا أنها لن تحقق أحد أهدافها، وهو إطلاق سراح الأسرى"

ويُتابع قوله: "أما الهدف الثاني، وهو هزيمة حماس، فتشكك قيادات عليا في جدواه، خصوصًا في ظل التبعات المترتبة على السيطرة العسكرية الطويلة الأمد على قطاع غزة".

ويأتي ذلك بعد سلسلة من المحادثات مع كبار المسؤولين في "المؤسسة الأمنية" والجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلية الشاباك.

وسلّط "المقال" الضوء على حالة التيه الاستراتيجي التي يعيشها الجيش: "الجيش وقع في فخ – لا يستطيع التراجع دون أن يبدو مستسلمًا، ولا يمكنه كذلك الثبات في مواقعه لأنه يعرض قواته لخسائر فادحة.

ويبيِّن أنه لا يبقى أمامه سوى خيار واحد: "الاستمرار، حتى لو أدى ذلك إلى احتلال شامل للقطاع، وهو أمر لا يؤمن كبار القادة العسكريين بجدواه الأمنية لإسرائيل".

ويوضح مسؤول أمني "كبير" هذا الفخ: "الجيش لا يستطيع التراجع لأنه سيبدو استسلامًا، ولا يستطيع الثبات لأنه سيتعرض لهجمات في معاقل المسلحين مع خسائر مؤكدة.

ويزيد: "الخيار الوحيد المتبقي هو المضي قدمًا، رغم أن ذلك يقود نحو سيناريو الاحتلال الزاحف للقطاع".

وحول التبعات طويلة الأمد لهذا النهج، شبَّه "بيرغمان" ذلك بالوضع في الضفة الغربية، حيث يتطلب البقاء سنوات بسبب كثافة الأنفاق والتحصينات في غزة.

ويعتبر أن ذلك "يستلزم سيطرة برية واسعة وقوات كبيرة وتعاقب في الكتائب القتالية، وهو أمر غير ممكن على المدى الطويل في ظل تآكل منظومة الاحتياط".

وترى صحيفة "يديعوت" أنه برغم الإعلانات الرسمية التي صدرت عن الجيش بشأن توسيع العملية، إلا أن فيها نوعًا من التضليل الإعلامي.

وتُعقِّب الصحيفة: "في الساعة 11:48 مساء يوم السبت، نشر المتحدث باسم الجيش بيانًا أعلن فيه بدء عملية عربات جدعون وتوسيع القتال بهدف تحقيق جميع أهداف الحرب، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس، لكن هذه التصريحات متناقضة وغامضة، وربما تعكس التخبط أكثر مما تعكس تصميمًا عسكريًا واضحًا".

ووصف أحد كبار الضباط الوضع بصورة أكثر وضوحًا: "حتى في أفضل السيناريوهات، سنعود إلى نقطة البداية – إما احتلال غزة بالكامل أو استمرار خطر عمليات الخطف".

ويؤكد أنه "لا توجد إجابة عسكرية لحل أزمة الأسرى الإسرائيليين، والحل الوحيد هو اتفاق، لكن الحكومة ترفض ذلك منذ يناير".

وحول علاقة عائلات الأسرى مع الحكومة، يلفت بيرغمان النظر إلى أن عائلات الأسرى طلبت لقاء "الفريق إيال زامير قبل يوم الاستقلال، لكنه رفض".

ويرجع كاتب المقال سبب الرفض لـ"معرفة زامير المسبقة حول ما الذي سيُسأل عنه، أو لأنه كان يدرك أنه لا يملك جوابًا صريحًا، أو خشية تسجيل اللقاء واستخدامه ضده"، مضيفاً: "الجيش يعلم الحقيقة: إن أردنا استعادة المخطوفين أحياء، فلا خيار سوى التفاوض".

وتطرق بيرغمان إلى فرضيات القيادة السياسية الحالية ومحاولاتها لإقحام الجيش في إدارة المساعدات كوسيلة لـ"إسقاط حماس".

ويقول: "فرضت القيادة السياسية على الجيش مهمة التحكم بالمساعدات الإنسانية باعتبارها وسيلة لتفكيك حماس، حيث قال سموتريتش لرئيس الأركان: نحن من يحدد مهام الجيش، وإن لم تتمكن من تنفيذها، فسنُحضر من يستطيع.

ويستدرك "بيرغمان "لكن سموتريتش يتجاهل احتمالًا ثالثًا، وهو أن هذه المهام أصلًا غير قابلة للتنفيذ".

وأشار "بيرغمان" إلى الانسداد الكامل في الخيارات المطروحة مستشهداً بذلك: "يقول أحد كبار الضباط، يُشار إليه باسم آدم: اسأل أي ضابط اليوم عن خطة الجيش بشأن المخطوفين، فلن تجد سوى كلام عام عن الضغط والمزيد من الضغط، لكن بعد 19 شهرًا من المحاولات، هذه الخطة لم تنجح".