تقنيةٌ تكنولوجيةٌ مُميزة، تُتيحُ لكلّ مُحبّي فلسطين وأهلها في المهجر، التجوّل بشوارع مُدنها وأبرز معالمها عَن بُعد، بمشاهد ثُلاثية الأبعاد، ليُجدِّد إحساسهم بالمكان ويُجسِّده رغم البعد والحرمان من الوصول.
الـ 16 من فبراير/ شباط الماضي، بدأت طواقم مختصّةٌ بتصوير المُدن الفلسطينية عبر خاصية "اللوك أراوند"، التي تعمل على رقمنةِ شوارع المُدن بتقنية 360 درجة، من أجل نشرها على خرائط "أبل"؛ وهو ما يُثبّت الهوية الفلسطينية، ويُعزّز السياحة والاقتصاد فيها.
ويشمل المشروع تصوير المدن الرئيسية في الضفة الغربية؛ وهي رام الله والبيرة، جنين، طولكرم، قلقيلية، سلفيت، طوباس، نابلس، أريحا، الخليل، بيت لحم، بيت ساحور وبيت جالا، إلى جانب العديد من البلدات والقرى الفلسطينية.
مديرة دائرة نظم المعلومات الجغرافية في بلدية رام الله، صفاء الدويك، تقول إنّ فلسطين هي أول دولة عربية يتم فيها توفير ميزة التجوال ثلاثي الأبعاد، على خرائط "أبل"، لتُصبح إمكانية زيارة المُدن مُتاحة لكلّ من يرغب بمعرفة: "كيف تبدو عن قُرب؟".
وتلفتُ في حديثها مع "وكالة سند للأنباء" النظر إلى أنّ شركة "جوجل" قامت بتصوير المُدن افتراضيًا عام 2017، لكنّ منذ إطلاق شركة "أبل" نظام "iOS 13" انفصلت عنها، وبدأت بالتصوير بتقنيّاتٍ مُحسّنة.
وتضيف الدويك: "قدّمت شركة أبل طلبًا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل تصوير المُدن الرئيسية تصويرًا افتراضيًا، وقد وافقت الوزارة شرط توثيق اسم فلسطين على تطبيقات الشركة، عندما يتم إصدار هذه الخاصية".
أُطلقَ المشروع ابتداءً من مدينة رام الله، حيثُ قامت ثلاث مركباتٍ مختصّة تتبع للشركة، كلّ منها تحمّلُ برجًا عليه كاميرات عالية الدقة، بالتجوّل في شوارع رام الله تزامنًا مع ارتباطها بالأقمار الصناعية؛ لمسح المكان وتصويره بشكلٍ دقيق.
وخلال الثلاثة أشهر القادمة، ستقوم الشركة بمعالجة البانوراما والنماذج الثلاثية، ومن ثُمّ نشرها على منصتها؛ ما يفتحُ أُفقًا واسعةً للاستكشاف.
وعند سؤال "ضيفة سند" عن أهمية تواجد فلسطين بمثل هذه المنصات العالمية، أجابت: "هذه الخاصية لها عدّة فوائد؛ ستسمح لأهلنا في المهجر بالتجوّل في المُدن الفلسطينية افتراضياً بمشاهد بانورامية، وتمنحهم شعور كأنهم في شوارعها ومعالمها حقيقةً، وتسمح لهم باسترجاع ذكرياتهم وتاريخهم".
وتكمل: "ستستفيد بلدية رام الله من هذه الخاصية؛ فإذا كان لدينا أيّ استفسار عن أيّ مبنى في المدينة، نستطيع رؤيته ومعاينته، بشكلٍ افتراضي، دون الاضطرار للوصول إليه".
كما تُساهم هذه الخاصية بتشجيع السياحة؛ حيث سيُصبح بإمكان الجمهور رؤية الأماكن المميزة في المدينة وتحديدها كهدفٍ أساسي عند الزيارة؛ وهذا أمرٌ هامٌ ويفتحُ آفاقًا للجذبِ الاقتصادي، إضافةً لتثبيت الهوية الفلسطينية وتعزيز موقعها على الخريطة العالمية، وفقًا لما حدثتنا به "الدويك".
أما عن التحديات والمعوّقات، تشرح لنا: "كان هناك جانبين؛ مفاوضات وزارة الاتصالات مع الشركة من أجل تثبيت اسم فلسطين على الخرائط، إلى جانب إجراءات الاحتلال وسماحه لمعدات التصوير بالدخول؛ ما أدى لتأخير العمل على المشروع 8 أشهر، حيثُ كان من المفترض الشروع به نهاية شهر يوليو/ تموز 2022".
وتُبيّن "الدويك" أنّ بلدية رام الله زوّدت الشركة بالطبقات الجغرافية لأسماء شوارع المدينة باللغتين العربية والإنجليزية، وأرقام المباني الخارجية والرموز البريدية، لتتُيح استكشاف الأماكن والتجوّل بها كما في الواقع.
وأوضحت أنهم بانتظار قيام الشركة بإصدار التصوير وإعلانه إلى العام، من أجل القيام بتضمينه ضمن الطبقات الجغرافية لمنصة "جي آي إس". لافتةً أن "هذه الخاصية ستسمح للمستخدمين في حال قيامهم بالضغط على أيّ مبنى، بالانتقال للتجوّل الثلاثي حوله".
واختتمت حديثها بنبرةٍ مليئة بالحماس: "انتظروا هذه الخاصية، للتمتّع بجمال رام الله وجمال فلسطين".
