في الوقت الذي تتواصل فيه أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، أظهر تقييم لصحيفة "يسرائيل هيوم"  أن فرص تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، وصلت إلى الصفر.

وفي حال لم يحدث أي تقدم جدي، فإن إسرائيل ستخوض الانتخابات للمرة الثالثة خلال عام، وفق ما جاء في التقييم الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء.

وشارك في التقييم مسؤولون في أحزاب "الليكود"، و"أزرق - أبيض"، و"إسرائيل بيتنا" بالإضافة إلى حزب "اليمين الجديد".

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله: "إن الخلافات أصبحت  في المواقف بين الطرفين كبيرة للغاية وغير قابلة للتجسير أو التقارب".

ويُعلل المسؤول _ الذي لم تذكر اسمه_ ذلك بـ "بسبب الوضع الذي نشأ خاصة عقب إخضاع 3 من المتحدثين باسم الحكومة للتحقيق الأسبوع الماضي، وردود الفعل التي أثيرت في كلا المعسكرين".

ووفقًا للمصدر نفسه، فإن الوضع القانوني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الاعتبار الحاسم في الصراع بين الحزبين.

وينتظر تحالف "أزرق - أبيض" قرار المستشار القانوني للحكومة بشأن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في غضون أسابيع قليلة.

أما بالنسبة لحزب "أزرق - أبيض"، يضيف المصدر، "حتى إذا ألغى مندلبليت تهمة الرشوة، فإن أي لائحة اتهام ضد نتنياهو ستعرقل إمكانية تشكيل حكومة معه".

ووفق المسؤول، فإن "نتنياهو يريد الاستمرار في شغل منصب رئيس الحكومة حتى بعد توجيه الاتهام إليه،  لهذا السبب، لن يترك منصبه في وقت مبكر.

ولفت إلى أنه "سيستمر على الأرجح في التمتع بدعم كامل لليكود وكتلة اليمين حتى بعد تقديم لوائح الاتهام".

وأضاف أنه من الواضح أن كتلة اليمين و"الليكود" لن يتخلوا عن نتنياهو وسيخوضون الانتخابات للمرة الثالثة، على الرغم من احتمال تعرضهم للضرر.

لكن من ناحية أخرى فإن انتخابات ثالثة ستسهم في تقويض مكانة غانتس وتحالف "أزرق- أبيض"، بحسب المسؤول السياسي الذي قال "إن حكومة الوحدة ماتت، وإسرائيل في طريقها إلى انتخابات ثالثة".

ولمنع الانتخابات هناك طريقة وحيدة، يتحدث عنها المسؤول وهي توقيع 61 من أعضاء الكنيست على دعم أحد المرشحين.

لكنّه اعتبر هذا السيناريو "منخفض للغاية ويعتمد على تفكك إحدى الكتلتين".

وقال زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو مساء أمس الاثنين، إنه قدم العديد من التنازلات لزعيم "أزرق –أبيض" بيني غانتس، من أجل تشكيل حكومة وحدة، إلا أنه رفض ذلك.

فيما عقب "أزرق - أبيض" على تصريحات نتنياهو، بالقول إن "سلوك نتنياهو يثبت أنه لا يريد الوحدة، بل حكومة حصانة".

ورد مسؤول كبير في "أزرق - أبيض" على سؤال الصحيفة هل سيتم التوجه إلى انتخابات ثالثة؟ "كل هذا يتوقف على مقياس كراهية ليبرمان لنتنياهو".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت عن عزم ليبرمان القيام بجولة من المشاورات في الأيام المقبلة بغرض اتخاذ قرار نهائي، وفي محاولة لإنهاء المعضلة السياسية.

والمتوقع أن يجتمع بفرق التفاوض من "أزرق - أبيض"، و"العمل - جسر"، بهدف المضي قدمًا لإبرام خطوط عريضة مشتركة.

ويصر "أزرق- أبيض" على تشكيل حكومة وحدة ليبرالية، عبر فك "الليكود" تحالفه مع أحزاب "يمينا" و"شاس" و"يهدوت هتواره"، لكن "الليكود" يصر على تمثيله لكافة الأحزاب في كتلة اليمين.

كما يطالب "أزرق-أبيض" أن يكون غانتس هو رئيس الوزراء في الفترة الأولى، في حال الاتفاق مع نتنياهو على تولي المنصب بالتناوب.

ويسعى نتنياهو ليكون شريكا في الحكومة المقبلة، بصفته زعيما لكتلة اليمين التي تضم كافة الأحزاب اليمينية، بهدف تعديل قانون الحصانة، ومنع محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة مرتين بعد جولتي انتخابات، وتم تكليف غانتس بتشكيل الحكومة.