الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاذ عمارنة.. هل تطفئ إسرائيل عين الحقيقة!

حجم الخط
Polish_٢٠١٩١١١٧_١٢٥٣١٣٩٨١.jpg
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

"عيوننا لك، أو نحن عيونك" ميس وإبراهيم.. طفلا المصور الفلسطيني معاذ عمارنة، يُغلقان عيونهما تضامنًا مع والدهما الذي أصابته رصاصة الاحتلال الإسرائيلي في عينه اليُسرى أثناء تغطيه لمسيرةٍ سلمية ضد الاستيطان، أول أمس الجمعة شمال الخليل.

اعتاد الطفلان أن يكون والدهما هو مصدر قوتهما ودعهما في مسير الحياة، لكنّ اليوم تنقلب الأدوار بينهما ويخرجان في صورةٍ تضامنية داعمة لوالدهما الذي كلفتّه "مهنة المتاعب" عينه.

ورغم المخاطر التي تحفّ الصحفي الفلسطيني، وتُلاحقه أينما اتجه حتى وإن كان يرتدي زيًا مميزًا، إلا أن المصور "عمارنة" لم يتوقع أن تغطيته لمسيرةٍ سلمية يحتجّ فيها أهالي صوريف على مصادرة الاحتلال لأراضيهم، ستُكلفه عينه.. عين الحقيقة!

معاذ عمارنة (32 عامًا) مصور "وكالة سند للأنباء" من مخيم الدهيشة في بيت لحم، يعمل منذ سنوات في التصوير، ووثق أحداثًا كثيرة كان أهمها مؤخرًا توثيق إعدام الشهيد عمر البدوي في مخيم العروب شمال الخليل.

وتعرض المصور "عمارنة" كغيره من الصحفيين الفلسطينيين لاعتداءات مستمرة من الاحتلال خلال عمله بتغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية، لكن إصابته الأخيرة كان أشد هذه الاعتداءات.

الرصاصة التي أصابت عين معاذ عمارنة، مؤخرًا أُطلقت عليه مباشرة من قناص إسرائيلي، نوعها "توتو" اخترقت عينه اليسرى، واستقرت إحدى شظاياها بالقرب من الدماغ.

ويمكث حاليًا في مستشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس، بعد تحويله من مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم لإجراء عملية جراحية استمرت لخمسة ساعات.

ووفقًا لما قالته عائلة "عمارنة" لـ "وكالة سند للأنباء"، فإن الأطباء في مستشفى هداسا أجروا أمس السبت عملية ترميم لنفس العين، فيما سيتم التأكد اليوم إذا ما كان هناك "أمل ولو بسيط في عينه".

وسيُعرض المصور "عمارنة" اليوم الأحد، على طبيب مختص لمعرفة تأثير وجود الرصاصة داخل العين ومدى خطورتها على الدماغ، كما سيتم اتخاذ القرار بشأن العملية الثانية.

حملة تضامن واسعة

إصابة الصحفي المصور "عمارنة" فجّرت حملة تضامن إلكترونية واسعة معه محليًا ودوليًا، حيث دشنّ المغردون على مواقع التواصل وسم #عين- معاذ #عين الحقيقة، ونشروا عليه صوراً لهم وقد أغلقوا عينهم اليُسرى.

وتنشر الحملة رسائل بعدة لغات، تفضح سياسات الاحتلال وإجراءته أمام الرأي العام المحلي والعالمي، خاصة ممارسته ضد الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.

وتهدف الحملة لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين ومنعهم بالقوة من تغطية الأحداث المتعلقة بانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد الصحفيون المشاركون في هذه الحملة، على استمرارهم في نقل معاناة الفلسطينيين رغم التضييق والاستهداف.

1.jpg
 

3.jpg
 

قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال، إنهم شكلوا "هيئة قانونية تجمع الدلائل من الصحفيين وزملاء معاذ الذين تواجدوا في المكان لجمع ظروف الجريمة لبحث إمكانية التوجه للمحاكم الدولية بعد إعداد الملف القانوني".

ووفقًا لما جاء في حديث "نزال" لـ "وكالة سند للأنباء، فإن الشهادات التي وثقتها النقابة تؤكد أن عملية استهداف "عمارنة" كانت متعمدة وومبيتة.

وبين أن الصحفي "عمارنة" كان بجانب زملائه، ويُمارس عمله الإعلامي الذي كفلته القوانين والأعراف الدولية مرتدياً الزي الرسمي للعمل الصحفي، ورغم ذلك تعرض للاستهداف.

وأردف "نزال" : "رسالة الصحفيين للاحتلال، والمجتمع الدولي كانت واضحة في حجم التضامن الواسع مع معاذ، وإصرارهم على استمرار رسالته بكشف حقيقية وجرائم الاحتلال".

وحسب معطيات مركز الحريات الإعلامية "مدى" فإن  الاحتلال ارتكب 27 انتهاكا بحق الصحفيين نحو نصفها إصابات واعتداءات بالضرب على الصحفيين خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي فقط.

وفي العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 قتل الاحتلال الإسرائيلي 17 صحفيا وناشطا إعلاميا.

ومنذ العام 2000، قتلت إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، 34 صحفيا، آخرهم جريمة قتل الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين العام الماضي في قطاع غزة.

وفي الشهر الأول من مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بنيسان/أبريل 2018، قتل جيش الاحتلال الزميلين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين بأعيرة نارية متفجرة رغم ارتدائهما الزي الصحفي.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي تسعة صحفيين ونشطاء إعلاميين فلسطينيين أقدمهم محمود عيسى المعتقل منذ عام 1993 ومحكوم بالسجن المؤبد.