"كالصاعقة" حلّ خبر شروع الاحتلال الإسرائيلي بفتح سدود تجميع مياه الأمطار، نحو الأراضي الزراعية شرق مدينة غزة، على المزارع عارف شمالي، فقد هرع مسرعا ليطمئن على قوت أسرته، بعد أشهر من زراعة شتلات كان ينتظر حصادها، وتفاجأ بكميات كبيرة من المياه تغمر أرضه بشكل كامل.

لم ينس بعد المشهد الذي تكرر من قبل عام 2016،  فهو لم يتعاف بعد من ديون متراكمة، خلفها فيض الماء الناتج من إجراء الاحتلال آنذاك.

 شمالي الذي يملك 80 دونما من الأرض بالشراكة مع أخوته، بات حائرا كيف يمكن أن يعيد تأهيل أرضه بعدما غمرتها المياه وتكبد آلاف الشواكل من الخسائر.

وقد طال الضرر مزروعات شتوية كان يبيعها بالسوق هالملفوف والكوسا والقمح والشعير، إلى جانب تضرر، شبكات الري وبئر مياه يستخدمه لري مزروعاته.

فصل الشتاء هذا لم يكن بالخير على مزارعي منطقة شرق الشجاعية، فما إن تجفت الأرض قليلا، يعيد الاحتلال فتح السدود لتغمر مجددا بالمياه، ما يعني أنها لم تكون مؤهلة للزراعة لأشهر عدة، مع تكرار الاحتلال لفتحها ثلاث مرات خلال عشرة أيام.

يقول الشمالي لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الاحتلال فتح السدود هذا الشتاء ثلاثة مرات في 5 و9 و18 من هذا الشهر، كان أكثرها سوءا هي المرة الأخيرة التي غمرت أراضي واسعة من المنطقة وارتفعت فيها المياه لنسب غير مسبوقة.

 ويقدر المزارع شمالي حجم الخسائر التي حلت به، وبأسر إخوته الخمس التي كانت تقتات على ما تنتجه الأرض من مزروعات،  بما يقارب 20 ألف دولار.

أما المزارع  نعيم الخيسي، ويملك 3 دونمات من الأراضي الزراعية  شرق حي الشجاعية،  فلم تسلم أرضه أيضا من إجراء الاحتلال، فشبكات الري والمحصولات الشتوية، دمرت نتيجة غرقها بالمياه.

ويشير الخيسي في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" إلى أن تلك الأضرار ستنعكس سلبا أيضا على المزروعات الصيفية، إذ يتوقع أن تحتاج الأراضي لعدة أشهر كي تجف وتصبح صالحة لزراعة البذور، لاسيما  مع تواصل سقوط الأمطار ومواصلة فتح الاحتلال للسدود بشكل دائم.

ويبين أنه من المفترض أن يبدأ موسم الزراعة للمحاصيل الصيفية في بداية مارس القادم، إلا أن إجراءات الاحتلال من فتح السدود وإغراق الأراضي ستحرم المزارعين، من حراثة وزارعة أراضيهم، بسبب عدم جفاف التربية، ووجود المياه فيها.

وزارة الزراعة

بدورها أصدرت وزارة الزراعة الفلسطينية، تقديرا أوليا للأضرار والخسائر التي لحقت بأراضي المزارعين نتيجة فتح سلطات الاحتلال الاسرائيلي، سدود وعبارات الأمطار في مناطق شرقي محافظة غزة وجباليا، وبيت حانون.

وأكدت أن أضرارا كبيرة لحقت بمساحات حقول مفتوحة مزروعة بمختلف أنواع الخضروات، إضافة إلى خسائر في قطاعي الدواجن والنحل.

وأفادت الوزارة في بيان لها، أن الأضرار الأولية التي لحقت بالقطاع الزراعي تقدر بأكثر من 500 ألف دولار، نتيجة تعمد الاحتلال بشكل متكرر للمرة الثانية على التوالي فتح سدود مياه الأمطار خلال أسبوع.

وبينت أن ذلك أدي لغمر وانجراف للتربة في بعض المناطق، وإتلاف كامل لمحاصيل كالبطاطس والبصل، بالإضافة للمحاصيل الحقلية المختلفة المزروعة في هذه الأراضي.