الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

تحليل إسرائيلي: حل الدولتين مقارنة بـ "صفقة القرن".. الأمن والدولة

حجم الخط
2-68-700x396.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال الاحتياط غيورا آيلاند، إنه في الـ 20 عامًا الماضية ترسخ إدراك بأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ينبغي أن يكون من خلال حل الدولتين.

وأوضح في مقال نشره في "يديعوت أحرنوت"، أن حل الدولتين يستند إلى 5 اعتبارات: حل الصراع جغرافيًا في المنطقة بين النهر والبحر، إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

ونوه إلى أن الاعتبار الثالث يقوم على أن يشكل كل من قطاع غزة والضفة الغربية يجب أن كيانًا سياسيًا واحدًا، والرابع الحدود بين إسرائيل وفلسطين تستند إلى خطوط العام 1967.

ولفت النظر إلى أن الأساس الخامس هو أن لا تبقى مستوطنات إسرائيلية داخل أراضي الدولة الفلسطينية.

الجزيرة الفلسطينية

واعتبر آيلاند أن "هذه الاعتبارات الخمسة أدت إلى صفر ليونة، وأي خطة حاول أحد ما طرحها كانت مطابقة لسابقتها".

واستطرد: "في هذا الوضع حدث انقسام واضح بين اليسار الإسرائيلي، الذي وافق مبدئيًا على فكرة الدولتين والاعتبارات الخمسة، وبين اليمين الذي يعارضها".

وأضاف أن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب "تحرر اعتبارين وتضع الثالث محل شك، وتفصل نفسها عن الالتزام بخطوط 1967 كأساس للحدود، وتلغي الاعتبار الذي بموجبه لا تكون مستوطنات داخل الحيز الفلسطيني".

ورأى أن صفقة القرن "عمليا تلغي الاعتبار الذي بموجبه على الحل أن يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. فمن أجل أن تكون الدولة ذات سيادة، فإنها تحتاج إلى كتلة كبيرة من القدرة على الحكم".

ورأى آيلاند أن "خطة ترمب لا تسمح بقدرة على الحكم بسبب الربط بين ميزتين: الدولة الفلسطينية، الجزء الأساسي الضفة الغربية، سيكون فعليًا، بسبب سيادة إسرائيلية في الأغوار، جزيرة فلسطينية محاطة بإسرائيل".

المستوطنات الـ 15

وتابع أن "الميزة الثانية هي تلك المستوطنات الإسرائيلية الـ 15 المعزولة التي ستبقى تحت سيادة إسرائيل في حيز يفترض أن يصبح دولة فلسطينية".

وأفاد: "في هذا الوضع لن يكون بالإمكان إقامة الدولة الفلسطينية أبدًا، لأن هذا أمر مستحيل من الناحية الموضوعية".

ولفت النظر إلى أنه "لا يوجد أي تسويغ أمني يمكن أن يبرر استمرار بقاء هذه المستوطنات الـ 15، بل العكس، فاستمرار وجودها محاطة بمنطقة ذات سيادة فلسطينية، وصفة أكيدة لاحتكاك سيؤدي إلى أزمة أمنية لا تتوقف".

وذكر أن "المستوطنين في يتسهار، جنوبي نابلس، لا يقبلون بسلطة الجيش الإسرائيلي، فكيف سيقبلون بسلطة الشرطة الفلسطينية عندما يواصلون تنزهاتهم الاستفزازية داخل القرى الفلسطينية المجاورة؟".

وأشار إلى أن معارضة الفلسطينيين لـصفقة القرن "قد تبدو مريحة لإسرائيل، وتسمح لنا بأن نطبق بشكل أحادي الجانب ما نريد".

واستدرك: "لكن يجدر ألا ننسى أمرين: هذا وضع يخلد الاحتلال. والأمر الثاني، هو أنه إذا أراد أحد ما في المستقبل محاولة إقناع الفلسطينيين بالموافقة على الخطة، فإنه سيضطر أيضًا إلى إخلاء تلك المستوطنات".

عباس يطرح "خريطة طريق"

واعتبر المحلل العسكري في "يديعوت"، أليكس فيشمان، أن خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب كان "خريطة طريق لتفكيك السلطة الفلسطينية وإعادة المسؤولية لمنظمة التحرير".

وأوضح فيشمان: "بكلمات أخرى، الأراضي الفلسطينية ستعود إلى أن تكون، بالنسبة له، منطقة محتلة، الأمر الذي يمنح شرعية لاستئناف الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ولن تبقى هذه مواجهة سياسية".

وأشار إلى أن مؤسسات السلطة الفلسطينية اتخذت في الماضي قرارات بروح خطاب عباس، بقطع العلاقات مع إسرائيل، لكنها "لم تخرج إلى حيز التنفيذ لأن أبو مازن نفسه أرجأ تنفيذها".

وتابع: "وقد وضع هذه المرة قنبلة على الطاولة في القاهرة، وهو يعتزم الرحيل عن أرض الميدان لفترة طويلة في جولة سياسية إلى الدول العربية وأوروبا".

وقال إن "عباس لم يترك توجيهات لتنفيذ خريطة الطريق هذه، كما أنه لن يتواجد هنا كي يمتص ضغوطًا إسرائيلية وأمريكية، وهو عمليًا يقول للشارع الفلسطيني: تصرفوا كما تفهمون".

وأوضح أن خطاب الرئيس الفلسطيني وجه رسالة لإسرائيل "نحن الفلسطينيون، لن نجلب لكم المعلومات، ولن ندافع ولن نرد على التهديدات تجاهكم في المجال الأمني".

ورأى فيشمان أن سكان الضفة ومؤسسات السلطة وكذلك أجهزة الأمن وإسرائيل أيضًا دخلوا إلى حالة انعدام اليقين، "ومنذ الآن، سيضطرون (في إسرائيل) في أي نقطة احتكاك أن يأخذوا بالحسبان أن التنسيق ضعيف أو ليس موجودًا".

وشدد على أنه "بالنسبة لإسرائيل، هذا إنذار استراتيجي لحالة فوضى في الضفة، إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل على الأقل؛ الضفة تبدأ بالغليان، وتتعمق الأزمة في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين".

قطاع غزة القنبلة الموقوتة

فيما تطرق المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، إلى عدم تعقيب المسؤولين الإسرائيليين على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع باتجاه مستوطنات الغلاف، خلال الأسبوع الماضي.

وأشار إلى أن نتنياهو انشغل بـ "صفقة القرن" وإعادة السجينة الإسرائيلية في روسيا، نعاما يسسخار، وإلى أن بينيت لم يعد يطالب بهجمات شديدة ضد غزة مثلما فعل عندما كان يتولى حقيبة التربية والتعليم.

واعتبر أن "استئناف إطلاق القذائف الصاروخية يطرح شكوكا حيال تحليلات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حول أحداث الأشهر الأخيرة، والادعاء أن قيادة حماس في القطاع اتخذت قرارا إستراتيجيا لصالح تهدئة طويلة الأمد".

وأضاف أن "الانطباع هو أنه خلافا للتوقعات، حماس أقل التزاما بالتهدئة. وربما أن الحركة ليست ناضجة بعد لذلك. وفي هذه الأثناء، واضح أن حماس تحتفظ لنفسها بحيز مناورة، ومن خلال استخدام محدود للعنف".

واستطرد: "بدأ يعمل توقيت القنبلة التي ألقتها الإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي، وفيما اتخذت السلطة الفلسطينية خطا صداميا للغاية تجاه مبادرة ترمب، التي تعتبر خطوة داعمة لإسرائيل بشكل واضح جدا".

وأكد هارئيل: "حماس أيضا لا يمكنها السماح لنفسها بأن تبقى في الخلف".

وخلص إلى أنه "في هذه الأثناء، وبعد أن تدارك الأميركيون أنفسهم في اللحظة الأخيرة، أزيل عزم نتنياهو المصادقة في الحكومة على ضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن.

وأردف: "لكن إثر تراكم هذه التطورات، يصعب توقع تهدئة في الفترة القريبة، سواء في الضفة أو في القطاع. والحلبة الفلسطينية عادت إلى حالة الغليان".