نسمات الهواء العليل وأشعة الشمس المشرقة، تلهم الشاب الغزي محمد موسى في تحويل بيوت البحر المهجورة، بلمسات فنية لتحف تسر الناظرين ولوحات فنية ممتعة.
يزين الشاب موسى ذو الـ(33 ربيعاً) من مدينة خانيونس، جدران وزوايا منزله من خلال استغلال صدف البحر، وتحويلها إلى قلائد وميداليات وسفن بحرية، بألوان باهية أضفت عليها طابعاً جمالياً.
ويقول محمد في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه اكتشف موهبته كونه يعشق البحر، حيث أنشأ هو وأصدقائه مدرسة S.D.R البحرية للسباحة والغوص والإنقاذ منذ العام 2006، فضلاً عن كونه خريج الكلية البحرية بدولة الجزائر، ويعمل موظفاً في جهاز الشرطة البحرية.
وأضاف "أثار انتباهي منظر الصدف الجميل على الصخور وتحت الماء، وقمت بجمع كمية منه وبدأت بتعلم صناعة الأشكال عن طريق اليوتيوب، وتطويرها وصناعة الممكن منها كون البعض منها يحتاج إلى معدات غير متوفرة لدي".
ولفت أن أبرز أعماله المميزة هي انتقاله لصناعة المجسمات بالصدف.
وأشار إلى أن التحف الصدفية أجمل بكثير من التحف المصنوعة من الجبس؛ إذ أنها أرخص وأقوى تماسكًا من الجبس المعرّضة للخطر حال تعرّضها للماء.
الكهرباء عائق
وأشار موسى، إلى أن أبرز المعوقات التي تواجهه خلال ممارسة موهبته، هي استمرار قطع التيار الكهربائي كون صناعة الأشكال تحتاج إلى عملية ربطها ببعض عن طريق الغراء اللاصق والذي يحتاج للكهرباء.
وأشار موسى أنه لا يطمح حالياً لعرض منتجاته للبيع، لانشغاله بمدرسة الغوص، واستمراره فقط بالموهبة وتزيين جدران منزله.
رحلة الغوص
"أزور البحر يومياً، وأغوص ما يقارب 21 متراً، عن طريق اسطوانة أوكسجين، وأستمتع باستكشاف جمال أعماق البحار، ونصطاد السمك أنا وأصدقائي ونبيع بعضاً منها"، بهذه الكلمات وصف الشاب محمد رحلته في الغوص.
ويطمح محمد كغيره من شباب غزة الموهوبين، المشاركة في مسابقات خارجية، وإظهار مواهب شباب غزة للعالم الخارجي.
ويجد بعض الشبان من هذه الرياضة إضافة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة البحرية، مصدر رزق لهم فهم يبيعون ما يصطادونه من أسماك يوميا لتحقق لهم دخلاً مادياً.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 13 عاماً حصاراً على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.