الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور الستينية "هادية".. صانعة الكحل

حجم الخط
5e5f4fee9e904-750x500-442x320.jpeg
غزة-وكالة سند للأنباء

تخرج الحاجة هادية قديح 60 عاما، في الهواء الطلق أمام منزلها لتشعل قطعة قماش صغيرة في إناء معدني، وتمارس طقوسًا تراثية ورثتها من والدتها وجدتها.

قديح التي تقطن في المناطق الشرقية الحدودية من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تصنع الكحل بطريقة تراثية تعلمتها منذ أن كان عمرها 10 سنوات، حين كانت والدتها تمارس الطقوس نفسها  في صناعة الكحل لتتزين به أعينهن.

تحضر الحاجة هادية قطعة قماش احتفظت بها منذ ما يزيد عن 35 عاما، تقطع منها أجزاء صغيرة بحرص، تغمسها في زيت الزيتون الصافي، ثم تضعها في إناء معدني، توقد قطعة القماش بلهب خافت، بعد أن تشبعها بزيت الزيتون، ثم تنتظر خروج اللهب الأسود من تلك الشعلة، لتجمعه في إناء آخر يغطي اللهب.8nLwM.jpg
 

وتقول قديح إنها تسعى من خلال عملها هذا لإحياء تراث قد اندثر، خصوصا مع وجود مستحضرات التجميل الجاهزة والمصنعة بالخارج وذات الأسعار البسيطة.

وتبين أنها تصنع الكحل بالطريقة الفلسطينية التقليدية منذ ما يزيد عن 55 عاما، من أقمشة مخصصة لذلك من نوع "توبيت"، والتي احتفظت بها لـ35 عاما، إلى جانب زيت الزيتون الفلسطيني.

وخلافا لاستخدام الكحل الذي تصنعه الحاجة هادية لأغراض الزينة، فهي ترى أن الكحل هذا المصنع من خامات بسيطة، وخالٍ من أي مواد كيماوية، مفيد جدا، ويساعد في شفاء أمراض الرمد الربيعي التي تصيب العين.

تنتهي الستينية من حديثها لتمسك بورقة كرتونية، وترفع الغطاء المعدني الذي لبث قليلا على الشعلة، لتجمع وقتها الكحل المتمثل في الرماد الأسود الخارج من اللهب الخافت، وتخلطه بزيت السمسم، ليكسبه فائدة مضاعفة حسب وصفها.

وفي "مكحلة" نحاسية تقليدية قديمة تعبئ الحاجة قديح، هذا الرماد، ليصبح جاهزا للاستخدام.

صناعة الكحل التقليدية، جذبت انتباه واهتمام نساء وأطفال قرية عبسان الكبيرة، فما إن يسمع أحدهم ببدء شروع الحاجة هادية بصناعة الكحل حتى يتهافت الجميع حولها، طمعا في الحصول على القليل منه، أو حتى تزيين عيونهن بهذا الكحل التقليدي.

يتبادلن الحديث والأهازيج، وتسترجع فيه الستينية، ذكريات الماضي، حين كانت عرائس الحي جميعهم يتوجه إليها لكسب الكحل الطبيعي، في وقت كانت مستحضرات التجميل فيه شيئا نادرا وقليلا.

QOKRI.jpg
 

أما الطفلة ليان، فتجلس ترقب بعينها ما تصنعه الستينية، تراقب بصمت ما يدور، وتطمح أن تزيد جمال عينيها الزرقاوين، ببعض من الكحل الطبيعي، كي تتباهى به بين صديقاتها

وترى الستينية قديح أن بصناعتها للكحل، إحياء لتراث فلسطيني أصيل أوشك على الاندثار، إذ تسعى من خلال جمعها لنساء الحي حولها، لتعليمهن طريقة صناعته، كي تحافظ على هذا الموروث من النسيان، لا سيما أن الأسواق أصبحت تعج بمستحضرات التجميل المصنعة، وفقا لقولها.

 وتعدُّ صناعة الكحل من الصناعات الفلسطينية التراثية القديمة، إذا تتعدد طرح ومواد صناعتها فالبعض يصنعها من حبات الزيتون الجافة، والبعض يصنعها من نوى التمر، بالإضافة إلى بعض الأقمشة القديمة وزيت الزيتون.