الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

في سلفيت .. يجابه المزارعون في معركة البقاء

حجم الخط
سلفيت - وكالة سند للأنباء

بهجة عامرة، عملٌ دؤوب، روحٌ لا يتسع الكون بسعادتها، همةٌ عالية، تلك أجواء الحصيد تغمر حياة المزارعين في كل عام، إلا أنها تتلاشى رويداً رويداً بفعل محتلٍ يقتنص كل فرصة من أجل وأدها.

لم تعد مشاعر السعادة تملأ قلب المزارع زياد بركات (50 عاماً) كما كانت في السابق حين قطفه لمحصول أرضه، وحتى العناية لأرضه في خربة فرفش شرق بلدة برقين غرب سلفيت لم تعد كسابق عهدها.

ضغوطات كثيرة، واستهداف لأرضه بوسائل مختلفة وبشكل ممنهج، يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على بركات، لإجباره على ترك أرضه.

بقلبٍ يملؤه الألم يسرد بركات معاناته وملاحقة الجيش والمستوطنين لمحاصيله وأرضه التي تقع قرب مستوطنة "بروخين" ومنطقة مغر الشمس والقمر – قرقش-  وقرب الطريق الالتفافي الذي يطلق ليه الاحتلال شارع "عابر السامرة" وبمحاذاة مصانع "اريئيل".

إتلافٌ متكرر

ويقول بركات لـ "وكالة سند للأنباء" إن الاحتلال لم يكتفِ بالتنغيص علىّ وسرقة فرحي، بل وسبق أن أخطرني باقتلاع 200 شجرة زيتون، منها ما هو مزروع منذ 15 عاماً، واعتنيتُ بها كما لو أنهم أبنائي.

ومع كل موسم تتجدد معاناة بركات كبقية المزارعين من عائلته وبلدته، حيث يتم إتلاف الكثير من المزروعات بفعل الخنازير التي يطلقها المستوطنون على أراضيهم.

 ويتابع:" قمت بتسييج الأرض وكلفني هذا الأمر الكثير، إلا أن الخنازير اخترقت السياج وأتلفت جزء كبير من المزروعات، ولا أحد يقوم بتعويضنا".

ويوضح أن الخسائر تتكرر كل عام، وتكرار الخسائر يدفع المزارعين لترك فلاحة أرضهم، ما يسهل على المستوطنين مصادرتها لاحقا بكل سهولة بقوة السلاح".

ضرورة الدعم

بدوره، يؤكد رئيس بلدية بروقين مروان عبد الحميد على ضرورة مد يد العون للمزارعين أمام هجمة الاستيطان.

 ويقول: "ما بين فترة وأخرى يقوم مستوطنون من مستوطنة "بروخين" بقلع وتخريب وإتلاف العشرات من الأشجار، من بينها غراس الزيتون".

ويبين عبد الحميد أنه قبل عدة أيام، أقدمت مجموعة من المستوطنين برفقة كلاب لهم باقتلاع أكثر من 20 شجرة زيتون، و20 شجرة تين، وعدد من أشجار العنب، والتي تتراوح أعمارها ما بين 3- 5 سنوات، إضافة إلى تخريب واقتلاع أكثر من 60 من أشتال الفقوس.

وعن المستوطنات المحيطة بالبلدة يقول:" تحيط ببلدة بروقين المنطقة الصناعية لمستوطنة "اريئيل" ومستوطنة "بروخين" ومستوطنة" بركان "الصناعية ومستوطنة "بدوئيل" وطريقين التفافيين".

المزارع يوسف صبرة حاله كحال المزارع بركات، تعرض عدة مرات للاعتداء من قبل المستوطنين، ويقول:" المستوطنون لا يريدون من أي مزارع فلسطيني يتشبث بأرضه، خاصة تلك المحاذية للمستوطنات، وقد اقتلعوا لي 20 من أشجار الزيتون وهددوني".

ما حصل مع المزارع بركات وصبرة يحصل يومياً مع الكثير من مزارعي بلدة بروقين وبقية مزارعي الضفة الغربية، من مصادرات وإخطارات وإتلاف المحاصيل، وأيضا منع الاقتراب والرعي من المستوطنات ومناطقها الصناعية.

تهديدٌ بالمصادرة

ويؤكد الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أن مئات الدونمات مخطرة بالمصادرة في بلدة بروقين، خاصة التي تقع بمحاذاة الطريق الالتفافي وقرب مستوطنة "بروخين"، وأن عشرات المساكن أيضا مخطرة بالهدم أو المصادرة لصالح التوسع الاستيطاني.

وعن ظاهرة الخنازير البرية يوضح معالي أن مشكلة الخنازير التي سبق وأطلقها المستوطنون، أصبحت ظاهرة مستعصية في جميع مناطق الضفة الغربية، وأن جميع الحلول للتخلص منها باءت بالفشل الذريع.

ويلفت إلى أن خسائر المزارعين كبيرة جدا ولا تعوض، وأن الخنازير تدمر جميع أنواع المحاصيل، وأنها لا تستطيع دخول المستوطنات لوجود جدران وأسلاك شائكة وأبراج حراسة.