الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

كورونا يخطف فرحة الفلسطينيين باستقبال رمضان

حجم الخط
نابلس - أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في مثل هذه الأوقات التي تسبق وصول الزائر الكريم، كانت استعدادات الفلسطينيين لاستقبال شهر رمضان تجري على قدم وساق، غير أن وصول الفايروس المستجد قادماً من الصين، ألقى بظلال قاتمة على كل هذه الاستعدادات.

واليوم، تبدو الأسواق في الضفة الغربية شبه خالية، والحركة في حدودها الدنيا، في حين أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها وفتحت البقية على استحياء، في مشهد أعاد لأذهان الفلسطينيين أيام منع التجول الإسرائيلي.

ضعف القوة الشرائية وغياب تهافت الناس على المحال التجارية والاكتظاظ على أبوابها وأمام رفوفها، كان علامة فارقة هذا العام.

آلاف العمال التحقوا بقوائم المتعطلين عن العمل، ومن حالفه الحظ من التجار الذين أسعفتهم المدخرات والموظفين الذين تلقوا راتباً كاملاً الشهر الماضي، يُمسكون أيديهم خشية الإنفاق، خوفاً مما يخفيه المستقبل.

زينة من الكماليات

زينة رمضان من حبال إضاءة وفوانيس ملونة، والتي اعتاد الناس على تعليقها كل عام على نوافذهم وفي ساحاتهم، طالتها سياسة تقليص النفقات حتى صارت عند البعض من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.

يقول تاجر الجملة المتخصص ببيع ألعاب الأطفال وزينة رمضان أبو إياد الدبعي: " في الأعوام الماضية كانت الضفة الغربية تستورد من الخارج وتحديداً الصين ما يقارب 10 حاويات كبيرة، مخصصة لزينة رمضان من فوانيس وإضاءات متنوعة وتوابعها".

ويضيف لـ "وكالة سند للأنباء": أن هذا العام انخفض العدد إلى النصف تقريباً، وهي في أغلبها حاويات تم التوصية عليها قبل الأزمة، أما ما سيباع من هذه الكمية فلن تزيد عن حاوية واحدة فقط في أحسن الأحوال".

وحسب الدبعني فإن بيع زينة رمضان تراجع هذا العام بنسبة تزيد عن 80%، نتيجة إغلاق المدينة ومنع التنقل بين المحافظات والقرى، مع أن نابلس تعتبراً مركزاً تجارياً هاماً في الضفة.

ويشير إلى أن خسائر التجّار المباشرة ستكون كبيرة، كما سيضطر آخرون للاحتفاظ بالكميات المكدسة التي لم تم تجد طريقها للزبائن بسبب كورونا إلى لعام القادم، وهذا يعني تجميد آلاف الدولارات في المخازن.

ويضيف: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان هذا المحل الواسع يمتلئ عن آخره بزبائن الجملة والمفرّق، لم يكن لدينا متسع لحك رؤوسنا كما يقولون، أما اليوم فنتمنى أن يدخل علينا عشرة زبائن طوال اليوم".

وحول عدم لجوءه لخيار البيع الإلكتروني، أجاب الدبعي:"الزينة في غالبيتها فوانيس بسيطة وحبال إنارة يتراوح سعرها بين 10-50 شيكل، هامش الربح فيها محدود، وما سنربحه من الزبون سنضعه تكلفة للمواصلات، البيع الالكتروني غير مجدي بالنسبة لنا".

غياب الأعمال التطوعية

غياب الأعمال والمبادرات التطوعية في أحياء المدن وحاراتها والقرى والمخيمات، مظاهر رمضانية أخرى اختفت عن المشهد الفلسطيني هذا العام بسبب كورونا.

في الوضع الطبيعي ما إن يدنو الشهر الفضيل، حتى تتجمل الشوارع والطرقات والجدران، تنظيفاً ودهناً وإنارة، في حملات تطوعية مختلفة يطلقها شبان فلسطينيين. 

مظاهر البهجة والاستعداد لاستقبال رمضان اختفت هذا العام عن البلدة القديمة في نابلس، المنطقة الأكثر شهرة في المدينة بإحياء هذه المظاهر المتوارثة منذ مئات السنين.

ففي أحواش وأزقة حاراتها (القريون والحبلة والياسمينة والشيخ مسلم وباب الساحة والقيساريّة والغرب وغيرها) تظهر بقايا حبال إنارة بالية وفوانيس تعلوها الغبار، كمظهر رمضاني قديم من العام الماضي.

في حين يقف عناصر الأمن على مداخل البلدة القديمة خلف براميل وحواجز حديدية، يعترضون طريق المارة، يسألونهم عن وجهتهم، ويُعيدون من كان من خارج البلدة إلى حيث أتى، كإجراء احترازي منعاً لانتقال عدوى كورونا بين المواطنين.

إلغاء الفعاليات

إلغاء فعاليات استقبال شهر رمضان لم يقتصر على الجهات الشعبية وامتد ليشمل المؤسسات الرسمية كبلدية نابلس وشركة كهرباء الشمال التي اعتادت كل عام على تعليق زينة وحبال إنارة مختلفة في شوارع المدينة.

وفي هذا الإطار، يقول علاء الجيطان من العلاقات العامة في بلدية نابلس:" لن تنظم البلدية فعالية إنارة فانوس رمضان الكبير وسط دوار الشهداء، وهي الفعالية التي اعتادت على إقامتها كل عام، كما تقرر إلغاء جميع الفعاليات الخاصة باستقبال الشهر الفضيل".

ويضيف لـ"وكالة سند للأنباء": "منعاً لتجمهر المواطنين وحفاظاً على سلامتهم قررنا إلغاء هذه الفعالية وغيرها، على أمل أن يأتي رمضان القادم في ظروف أفضل مما هي عليه اليوم".