الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بالصور فانوس رمضان.. أصل الحكاية وتطورها

حجم الخط
vitamin-see-1542391-unsplash_121620_highres.jpg
غزة_ وكالة سند للأنباء:

حينما يبزغ الهلال المرتقب، تدب الحياة في نفوس المسلمين بكل أنحاء العالم، وتبدأ الشوارع والمنازل ببعث النور والإضاءة، فتتزين البيوت والمحال والأشجار بفانوس رمضان، الذي يبعث بالروح البهجة، ويمنح الأمل والسعادة.

ويمثل فانوس رمضان أحد أهم المظاهر الشعبية الأصيلة في العالم العربي، إذ يعتبر أحد الفنون الفلكلورية التي حظيت باهتمام الفنانين والدارسين، وهناك من أعد دراسة أكاديمية لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر الصوم، إلى أن تحول إلى قطعة فنية، يوضع لتجميل الديكور في العديد من البيوت العربية.

ويعد فانوس رمضان من أبرز مظاهر الزينة التي يعبر بها المسلمون عن فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل، والذي يرسم الابتسامة على وجوه الكبار والصغار، كونه مبشرًا ببداية الشهر، حيث تتزين المساجد والبيوت والحارات وحتى الأزقة بأشكاله المختلفة، وألوانه التي تبعث الأمل والسكينة.

وترجع أصل كلمة فانوس إلى اللغة الإغريقية وتعني أحد وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم "فيناس"، ويعرفه الفيروز أبادي في قاموس المحيط أن أصل معنى كلمة فانوس هو "النمام" لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام.

4610.jpg
 

أصل الفانوس

تعددت الروايات حول الأصل التاريخي لفانوس رمضان، لكن أشهرها التي تُرجع ظهره إلى العهد الفاطمي حين كان أحد الخلفاء الفاطميين يخرج إلى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال، وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوساً ليضيئوا له الطريق وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان.

ويروى أيضاً أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع.

بعد ذلك اتجه الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً، ليتحول إلى وظيفة ترفيهية إبان الدول الفاطمية، حيث بات الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بأنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان المبارك.

وكان الأطفال قبل انتشار الكهرباء يخرجون إلى الشوارع بعد الإفطار، ويستمتع كل طفل بالإضاءة التي يحصل عليها من فانوسه إذ تكون الشوارع مظلمة إلا من أنوار فوانيسهم.

وارتبط فانوس رمضان بعدد من الأغنيات أهمها "وحوي يا وحوي" وهي تُعتبر الأشهر والأقدم في تاريخ أغاني رمضان على الإطلاق ويبلغ عمرها أكثر من ثمانين عاما.

فانوس-رمضان-2019-احدث-اشكال-فانوس-رمضان-12.jpg
 

ليست موسمية

وحول صناعة الفوانيس، لم تعد صناعة موسمية في شهر رمضان، بل أصبحت مستمرة طوال العام، ويبدع فيها الصانعون بابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها ليتم عرضها للبيع في شهر رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة.

وتعد مدينة القاهرة من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس الرمضانية.

شهدت صناعة الفوانيس العديد من مراحل التطور عبر السنوات، فكان يُصنع من النحاس ويوضع بداخله شمعة، بعد ذلك أصبح الفانوس يُصنع من الصفيح والزجاج الملون، إلى أن ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة.

ولم يقف التطور عند هذا الحد بل غزت الصين مصر ودول العالم الإسلامي بصناعة الفانوس الصيني الذي يضيء ويتكلم ويتحرك.

00000000-0000-0000-0000-000000000000.html
 

فلسطين

وعلى الرغم من اشتهار مصر في صناعة الفوانيس الرمضانية، إلا أن مدينة القدس  تأخذ  شهرة ذائعة السيط في صناعة الفوانيس في فلسطين.

ويعج سوق البلدة القديمة في شهر رمضان بالفوانيس الرمضانية، وكذلك طريق باب الواد الذي يمتلأ بالفوانيس الحديدية ذات الزجاج الملوّن المصنّعة يدوياً والمزخرفة ببراعة هناك.

ويروي السبعيني محمد التتر من غزة معرفته بفانوس رمضان منذ أن كان صغيراً، حيث كان الأطفال وصغار الأحياء يجتمعون كلٌ في قريته أو مدينته، يحاولون أن يصنعوا أجواءهم السعيدة بقدوم رمضان.

ورغم قلة الإمكانيات، وصعوبة الحياة، وعدم وجود التكنولوجيا وتطور الصناعة كما هي الآن، كان الأطفال يصنعون فوانيسهم بـ "أكواز الجبن" أي العلب الحديدية.

ويوضح التتر لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الأطفال كانوا يجمعون العلب الحديدية ومن ثم يقومون بفتح مسامات فيها من خلال المسامير، ومن ثم يضعون حبلاً فيه، وبعدها يضعون شمعة بداخله، فتصنع إضاءة مميزة وجميلة، وبذلك يصنعون تفاصيل أجواءهم البسيطة والجميلة.

وبالرغم من أن شهر رمضان حل هذا العام على المسلمين في جميع أنحاء العالم بانتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) إلا أن فانوس رمضان بشكله الجميل وألوانه الزاهية زين منازل المواطنين وفرض نفسه، بحثاً عن بسمة وفرحة هنا وهناك للأطفال.

وضع-الشموع.png