الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

اعتداءات المستوطنين تتصاعد.. ماذا بعد؟

حجم الخط
الخليل - نزار الفالوجي- وكالة سند للأنباء

هجمات واعتداءات مستمرة، بنوايا متعمدة، يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، كجزء من معركة التهيئة لمخطط الضم الذي يخدم المستوطنين في ترحالهم وتنقلهم من القدس المحتلة الى الضفة والأغوار.

التنكيل بالضرب، قطع للأشجار، هدم للمزارع، وطمر للآبار وتدمير بركسات الأغنام، انتهاكات زادت وتيرتها من قبل المستوطنين تجاه الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، وبمباركة من حكومة اليمين الإسرائيلي ووزرائها وأعضاء الكنيست فيها ورؤساء الاحزاب اليمينية.

اعتداءات متكررة

في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، طعن مستوطنون فتى مقدسيا فلسطينيا في حي المصرارة بالقدس المحتلة ما أدى إلى إصابته بجراح متوسطة.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية طبية وفي حادث آخر، أن الفتى محمد النتشة (17 عاما) أصيب في رقبته بجراح متوسطة بعد مهاجمته من قبل مستوطن في شارع صلاح الدين، حيث تم نقله إلى مستشفى المقاصد الخيرية لتلقي العلاج.

فيما اعتدى مستوطنون على مزارع فلسطيني من رام الله وهو يزرع أرضه بالقرب من مستوطنة "بيزاغوت"، ما أدى إلى إصابته برضوض ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي.

وفي أراضي بيتا جنوبي نابلس قطع مستوطنون عشرات الأشجار من الزيتون، وكذا الحال في منطقة بيت أومر شمال مدينة الخليل حيث قطع مستوطنون من مستوطنة كارمي تسور عشرات الأشجار من العنب تعود لعائلات علامي وابو عياش واصليبي.

وفي السياق ذاته، رشقت مجموعة من المستوطنين في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي، بالحجارة مقر بلدية تقوع، شرق بيت لحم.

 وقال رئيس بلدية تقوع سالم أبو مفرح في تصريحات صحفية، إن عددا من المستوطنين ترجلوا من مركبة ورشقوا مقر البلدية بالحجارة للمرة الثانية، وأشهروا السلاح في وجوه بعض الشبان خلال الأيام الماضية.

مهاجمة الفلسطينيين

وعلى مدخل شارع الشهداء بالخليل، اعتدى مستوطنون من كريات أربع ومجمع تل الرميده الاستيطاني على المسن الفلسطيني أبو مفيد الشرباتي، بينما كان عائدا قبيل الافطار إلى منزله في شارع الشهداء في البلدة القديمة من الخليل.

وفي شمال الضفة الغربية، اعتدت مجموعة من المستوطنين، مساء الأحد على أحد المواطنين أثناء مروره بالقرب من خربة أبو فلاح وقرية المغير شمال مدينة رام الله.

وقال مصادر محلية أنّ المواطن يزن دوابشة من بلدة دوما جنوب مدينة نابلس، تعرض لاعتداء من قبل مجموعة من المستوطنين حطمت مركبته التي كان يقودها بالقرب من قرية المغير.

وكان المواطن دوابشة عائدا من مدينة رام الله باتجاه نابلس، حينما تفاجأ بالمستوطنين يخرجون من أحد المركبات التي يستقلونها قبل أن ينهالوا على مركبته بالحجارة.

ويؤكد الكثير من المحللين أن هذه الاعتداءات التي جرت جميعها بداية الشهر الحالي ليست بريئة، وإنما هي جزء من مخطط يدفع حكومة اليمين على التسريع بتنفيذ مشروعها لضم أجزاء من الضفة والاغوار لدولة الاحتلال.

خطة استيطانية

ويرى خبير الخرائط والمتخصص في شأن الاستيطان خليل التفكجي أن المجالس القومية الاستيطانية في الضفة الغربية لديها خطة دعم وإسناد للحكومة الإسرائيلية لإنجاح مشروعها المخطط ضمن صفقة القرن، لضم مستوطنات الضفة والأغوار والقدس لإسرائيل.

ولفت التفكجي إلى أن أعمال الاعتداء والعنف التي تمارس ضد الفلسطينيين وخاصة في القدس، ماهي إلا جزءا من هذا المخطط.

وقال التقكجي لـ"وكالة سند للأنباء" إن المستوطنين في القدس ومحيطها يحلمون بالسيادة وامتيازاتها من خلال الضم، وهناك قرابة 500 ألف مستوطن نصفهم في الجزء الشرقي من المدينة منتشرين في 15 مستوطنة تحيط بالمدينة المقدسة.

وبين أنه وفي حالة الضم يتحولون من تجمعات استيطانية متفرقة إلى جزء من مخطط القدس الكبرى والتي ستمتد حدودها من مستوطنات كفار عتصيون جنوب بين لحم وحتى مستوطنة مودعين شمال غرب رام الله.

ترابطٌ استيطاني

من جانبه أوضح خبير الاستيطان جنوب الضفة الغربية عبد الهادي حنتش أن التجمعات الاستيطانية جنوب الضفة الغربية وخاصة في جبل الخليل، تشكل امتدادا وترابطا مع مستوطنات غور الأردن، مما يشكل تواصلا استيطانيا وجغرافيا يخدم عشرات المستوطنات المعزولة في جنوبي جبل الخليل.

وبين حنتش لـ"وكالة سند للأنباء" أن تصاعد أعمال العنف والاعتداء على الفلسطينيين من قبل المستوطنين خلال الأسابيع الماضية هو جزء من التناغم وتشجيع الحكومة الإسرائيلية للمسارعة بالضم.

وبين أن ذلك سيشكل دعما وحماية رسمية للمستوطنين من قبل الحكومة، إضافة الى الاستمرار في صرف الموازنات للتجمعات الاستيطانية المتاخمة للمناطق والتجمعات الفلسطينية.

وأشار إلى أن الأهم هو إبراز المستوطنين جهوزيتهم للدفاع عن مشروع الضم والتناغم معه، خشية تراجع الحكومة الإسرائيلية إثر ضغوطات دولية.

زيادة المستوطنين

من ناحيته، عدّ جمال العملة من مركز أبحاث الأراضي أن حضور المستوطنين في دائرة الأحداث وقيامهم بالعشرات من الاعتداءات يزيد من تواجد المستوطنين في الضفة الغربية ويرفع من نسبهم وتواجدهم في الضفة الغربية.

 وبين العملة أنه في حالة الضم فإن مستوطنات الضفة ستصبح بحاجة إلى توسيع أو بناء المزيد من الآلاف من الوحدات السكنية.

ولفت العملة لـ"وكالة سند للأنباء" أن عام 2019م شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد المستوطنين في الضفة الغربية، وخاصة بإعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن صفقته ومشروعه لضم مستوطنات الضفة.

 وأكد أن دراسات مركز أبحاث الأراضي كشفت النقاب عن زيادة في عدد المستوطنين القاطنين في مستوطنات الضفة الغربية عام 2019، لأول مرة منذ 2012، وأن هذه الزيادة تشكل انقلابا سكانيا استيطانيا.

وقال العملة إنه بعد 6 سنوات من الانخفاض لليمين الإسرائيلي والمستوطنين، في معدل النمو السكاني في الضفة الغربية، إلا أنه سجل في عام 2019 ارتفاعا في عدد المستوطنين بنسبة 3.4%.

ونوه إلى أنه في مجلس المستوطنات في الضفة الغربية "يشع" يرجعون سبب الزيادة للوتيرة السريعة في البناء الاستيطاني في المنطقة، إضافة إلى توفر الأمن للمستوطنين.

وأضاف العملة أن الزيادة في عدد المستوطنين كانت عام 2019 بنسبة 3.4%، وهي أعلى من ضعف معدل النمو السكاني في إسرائيل، والذي بلغ 1.9% في بداية عام 2020 م، وأن هذه الزيادة جاءت بعد الاتجاه النزولي الذي بدأ منذ العام 2012 والتي بلغت آنذاك 4.7%.

مصادرة المزيد من الأراضي

وبين أن الأرقام تشير أيضًا إلى أن عدد المستوطنين ازداد بـ 12964 مستوطنًا عام 2018، بينما في 2019 زاد بـ 15299.

وخلال العقد الماضي بلغ عدد المستوطنين الجدد في الضفة الغربية 152263 مستوطنًا، وهذا يعني زيادة بنسبة 48% خلال 10 سنوات.

وأوضح أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية خلال العام 2019 بلغ حوالي 463901 مستوطن يعيشون في 150 مستوطنة، وهذه المعطيات لا تشمل المستوطنين في القدس المحتلة ومحيطها.

وحذر العملة من أنه في حال ضم مستوطنات الضفة الغربية والأغوار ومحيط القدس الكبرى للحكومة الإسرائيلية، فإن ذلك يعني مزيدا من مصادرة الأراضي وارتفاعا مهولاً لوتيرة الاستيطان وحصارا خانقاً للتجمعات الفلسطينية.

وتابع: "إن المزيد من الاعتداءات وهجمات المستوطنين على الفلسطينيين، يعني المزيد من الضحايا".