الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

الزوجان جربوع.. غرفة صغيرة والكثير من الأماني!

حجم الخط
69edd0e1b8cbd163631a809800debe5a39531e18.webp
غزة – وكالة سند للأنباء:

في غرفة صغيرة لا تتجاوز الأربعة أمتار، هي بيتُ تحتضن فيه الكثير من الأحلام الكبيرة والتفاصيل التي يعيشها الزوجان جربوع، بأملٍ يُظلل روحهما ليسيران معاً في هذه الحياة الصعبة.

ثلاثة كراسي متحركة، وخزانة، وثلاجة صغيرة، وخزانة ومطبخ، واثنين من الأبناء، تلك كُل مساحة الغرفة التي يقطن فيها ناهد جربوع والذي يعاني من شلل نصفي تسببت به إبرة تطعيم، مع زوجته زينب التي كانت تسير على قدميها بشكل طبيعي.

وبعد أن أنجبت زينب ابنتها البكر (9 سنوات)، وطفلها الصغير(4سنوات) تعرضت لخطأ طبي، ما أدى لانتشار "الغرغرينا" في قدميها، على إثرها تم بتر قدما زينب الاثنتين.

صدمة كبيرة

لم تتقبل زينب ما حدث لها بعد عملية البتر، كان الأمر بمثابة صدمة كبيرة، وقررت زينب عدم العودة إلى عائلتها، لأنها شعرت بأنها ستكون عاجزة عن أداء واجباتها كما كانت في السابق.

"ناهد" لم يترك زوجته، ورفض فكرة الانفصال بشكل نهائي، فكان خير داعمٍ لها، وسار معها طويلاً في رحلة الاندماج في الحياة من جديد.

ويقول ناهد لـ "وكالة سند للأنباء": "لقد قبلت بالزواج مني وأنا أعاني من الشلل، فكيف لا أقبل بها هكذا، أنا قررت البقاء معها حتى آخر لحظة في حياتي".

لكن الحياة بعد بتر قدما زينب ليس كبعدها، الأمر بات أصعب من قبل، فقد كانت المعيل للعائلة، وتُسيّر أمور حياتها بشكل أسلس.

وعن أصعب المواقف التي يتعرضان لها الزوجين، هو ضيق المكان الذين يعيشان فيه، عدا عن صعوبة الذهاب ليلاً لدورة المياه، لأنه يتوجب عليهما إيقاظ الطفلين، ورفع الفراش، ثم المرور بالكرسي المتحرك المخصص لدخول المرحاض.

لم يستسلم

تلك المعوقاتٌ الكثيرة، والمعاناة اليومية، لم تدفع جربوع للاستسلام للحياة، امتلأ قلبه بحب الحياة وانطلق منذ صغره يشق طريقه إلى عالم الأطفال من أجل رسمة الابتسامة على وجوههم.

نظم جربوع في عام 2002 فريقاً تطوعياً برفقة العديد من الشباب والفتيات الذين حملوا على عاتقهم إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال المرضى من حولهم.

ويقول جربوع لـ"وكالة سند للأنباء": "تخيل السعادة التي تغمرنا حين يعود طفلاً مريضاً بالسرطان بعد أخذ جرعته من الدواء، فيجدنا نستقبله بحبٍ، نصنع له أجواء مبهجة ونخفف عنه ولو قليلاً من أوجاعه".

ويتضمن فريق جربوع التطوع العديد من الأنشطة والرحلات الترفيهية، يتخللها ارتداء الدمى لأداء أدوار شخصيات كرتونية، كبطوطة وميكي وغيرها، واللعب مع الأطفال.

قرر جربوع أن يلجأ إلى صناعة الدمى، خاصة وأنها غير موجودة في قطاع غزة، ويتم استيرادها من الخارج وبأسعار مرتفعة الثمن، ليصنعها برفقة زوجته بشكل يدوي".

ويوضح أنه بدأ بصناعة الدمي مع زوجته للفرق التطوعية والممثلين، كمصدر دخل بالإضافة لهدفٍ جميل وهو إدخال السعادة على وجوه الأطفال الفقراء ومرضى السرطان والكلى، خاصة في داخل مستشفيات الأمراض المزمنة.

602x338_cmsv2_65313f15-6cae-511b-b04b-55ea51074be1-4862518.jpg
 

يصنع حياته

يسير نهاد بكرسيه المتحرك إلى السوق ليشتري المواد اللازمة لصناعة الدمى، ومن ثم يعود بها إلى بيته من أجل البدء في تفصيلها، معتمدين على الخياطة اليدوية، لعدم امتلاكهما ماكينة خياطة.

ويضيف ناهد: "نستغرق وقتاً طويلاً في صناعة الدمي، لكن نشعر باستمتاع ونحن نصنع الدمى، خاصة ونحن نرمق نظرات طفلينا وسعادتهما البالغة في كل ما نصنعه".

نهاد الذي يدير فريق "رهف التطوعي" لا يكل من تنظيم الفعاليات والأنشطة والرحلات الترفيهية للأطفال ذوو الإعاقة، والأطفال مرضى السرطان والكلى، من أجل التخفيف عنهم في ظل الأوجاع والآلام التي يعانون منها.

يصنع جهاد وزوجته، الدمى التي تستخدم في برامج الدعم النفسي والترفيهي، والحفلات الخاصة بالأطفال، وكل ما يدخل عليهما من مال، يستخدمانه في دعم الفريق ماليًا، ثم صناعة دمى جديدة، عبر مشاهدة اليوتيوب.

ويبين جربوع أنه في بداية الأمر لم ننجح بسهولة في صنع الدمية بالشكل الذي نريده، لكن في بعد المحاولة أصبحنا نتقنها بشكل جيد، كدبدوب، مهرج، ميكي ماوس.

طموحٌ بسيط

كان الأمر في بداية المشرع يشهد إقبالاً واسعاً لانخفاض سعره أكثر من المستورد، وكان يمثل مصدر دخل لعائلة جربوع يعينهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، إلا أن الحصار وإغلاق المعابر وإغلاق الكثير من المؤسسات ورياض الأطفال أبوابها أصبح الطلب شحيحاً جداً.

1595508462-4204-11.jpg
 

ويواجه الزوجان بعض الصعوبات في إنتاج الدمى، كنقص الخامات، والأقمشة اللازمة في صناعة الدمى وارتفاع ثمنها.

يطمح الزوجان إلى توفير ماكينة خياطة، كي يستطيعوا صناعة عدد أكبر من الدمى، وترويجها بشكلٍ أكبر، بحيث تغطي نفقات عائلتهما الصغيرة، وكذلك العيش في مكان أوسع يستطيعان التحرك والعمل فيه بشكل أسلس.