منذ عام 1967 يتبنى الاحتلال استراتيجية التضييق على الأقصى في كل المساحات الممكنة، وإيجاد موطئ قدم له فيه، وفي إطار التضييق على الأقصى يمنع المصلين من الاعتكاف في المسجد ليلاً والسماح لثلة قليلة من حراس الأقصى بالتواجد فيه لفرض سيطرته الأمنية على المسجد ليلاً.

حتى نهاية التسعينيات، رفع الاحتلال شعار "الاعتكاف ممنوع" باستثناء ليلة 27 رمضان فقط، لكن حدة المواجهة مع الاحتلال وبروز مخططاته تجاه الأقصى جعل الفلسطينيون يتحدونه بما أوتوا من صبر وعزيمة ليفرضوا الاعتكاف طوال العشر الأواخر من رمضان.

ومع تعاقب السنين حرص الفلسطينيون على الاعتكاف خلال لياليّ الجمعة طوال شهر رمضان إضافة إلى الحفاظ على اعتكاف العشر الأواخر كاملةً.

ومع بداية شهر رمضان المبارك الحالي عمل الاحتلال الإسرائيلي على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى، مستخدماً قوة السلاح والترهيب بالاعتقال لإخراج عشرات المعتكفين من الأقصى وطردهم إلى زقاق القدس القديمة.

الاعتكاف مستمر

رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري قال لـ "سند " إن اجراءات الاحتلال واقتحامه الليلي للأقصى لطرد المسلمين منه، هو تدخل سافر في شؤون المسجد الأقصى وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

وأضاف صبري أنه لا يروق للاحتلال أن يرى المسجد الأقصى عامراً بالمصلين، كون التواجد الإسلامي أمر يزعج قادة الاحتلال ويغيظهم، ولذلك يتبعون كافة الأساليب للتضييق على المصلين خلال هذا الشهر المبارك.

وأكد أن الاعتكاف سيستمر طوال العشر الأواخر من رمضان، مشدداً على أن هجمة الاحتلال على المعتكفين لا يُكسب اليهود حقاً في المسجد.

وناشد خطيب المسجد الأقصى خلال حديثه مع "سند" الفلسطينيين القادرين على الوصول إلى الأقصى بضرورة شد الرحال إليه والتواجد فيه لكسر شوكة الاحتلال واحباط مخططاته.

دفاعاً عن الهوية

من جانبه، أكد الباحث في شؤون القدس عبد الله معروف أن الإصرار على الاعتكاف هو رفض للتقسيم الزماني وحماية للأقصى ودفاع عن هويته الإسلامية التي يريد الاحتلال إلغاءها من جذورها.

ونوه معروف في حديثه لـ "سند" أن معركة الاعتكاف ليست بالمعركة الجديدة، إنما هي معركة قديمة.

ولفت إلى أن الانتصارات الأخيرة التي سطرها المقدسيون في هبتيّ باب الأسباط وباب الرحمة أعادت معركة الاعتكاف للواجهة لتحقيق نصر جديد وانجاز آخر.

وأكد معروف أن استغلال شهر رمضان المبارك هو أمر الزاميّ لتحريك ملف الاعتكاف المغلق والذي يؤرق

      التواجد المستمر

إن منع الاعتكاف هو أحد خطوات التقسيم الزماني للأقصى، ومحاولة لمنح المستوطنين حريتهم في اقتحام الأقصى كل صباح بعد إخراج المصلين، هذا ما أوضحته المرابطة المقدسية هنادي الحلواني.

وشددت المرابطة الحلواني على أن التواجد بأعداد كبيرة في الأقصى هو الحل الوحيد لوقف مخططات الاحتلال.

وأكدت مؤسسة القدس الدولية في بيان وصل "سند" نسخة عنه، أن القبول بإملاءات وشروط الاحتلال حول الاعتكاف، هو قبول بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى.