الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

العيد بعيون الأجداد..ذكريات تأبى النسيان

حجم الخط
صورة أرشيفية
غزة - سند

العادات القديمة تبقى عظيمة، فبعد 71 عاماً، لا تزال ذكريات العيد الجميلة، بتفاصيلها الدقيقة حاضرة في أذهان الأجداد، بشوق الحنين للماضي، وسعادة تلك الأيام والسنوات.

ومع حلول عيد الفطر السعيد، تحاول الحاجة الثمانينية ذوابة القريناوي أن تحيي شيئاً من ماضي العيد الجميل، قبل أن تهجر من أرضها ببئر السبع قسراً بفعل الاحتلال الإسرائيلي، فتتجهز صباحاً لاستقبال ضيوفها والأطفال من حولها، يستمعون لحديثها الشيق، وتدخل عليهم البهجة والسرور، ويتلقون نصيبهم من العيدية.

بتنهيدة الحنين للماضي، وبسعادة وبهجة حلول عيد الفطر اليوم، تقول الحاجة أم فيصل في حديثها لمراسل "سند"، العيد في الماضي أيام البلاد يعتبر تاريخاً بالنسبة لليوم، كان يحمل الكثير من التراث والعادات الجميلة التي من الصعب أن تنسى.

وتضيف أنه مع تشابه هذه العادات اليوم لكنها كانت لها رونقاً خاصاً يحمل البساطة كصلاة العيد، وصلة الأرحام، وزيارة المقابر، وحلويات العيد، وغيرها.

ملابس العيد

وعن ملابس العيد، تؤكد الحاجة أم فيصل أنه كان اهتمام لديهم في هذا الجانب، فقد كانوا يأتون لغزة لشرائها، عبر عرباتهم المجرورة فقد كانوا الرجال يرتدون ما يسمى بـ"الكفر" وهو الثوب الصوف ناصع البياض، والنساء والأطفال، فتؤكد أنهن كانوا يرتدين الجلابيات والثياب.

وابتهاجاً بالعيد، كانوا يقدمون الحلوى لضيوفهم، وتقول الحاجة ذوابة أن حلواهم كانت عبارة عن القطين والتمر، وكانت أيضاً تقدم وتهدى أثناء زيارات الأرحام بين الأقارب، ومنهم من كان يعيد بمبلغ مالي يسمى "الشلم"، مشيرةً أنه لم يكن يعرف لديهم الكعك أو المعمول أو الشوكلاته.

وأضافت، أن البنات كان لهم عادات خاصة في العيد، حيث يجتمعن في أرض فاضية، صبيحة العيد وحتى العصر ويرددن الأهازيج الشعبية الخاصة بالعيد ابتهاجاً بقدومه، وكانوا يحملن الصغار أقل من عام ويسمى "هلالة" ويطفن به.

أما عن الطعام والشراب، فتؤكد أن سمته كانت البساطة ومما هو متوفر دون تكلف، حيث كانوا يطبخون الجريشة، ويذبحون ما هو متوفر لديهم من الطيور لوجبة الغداء في أول أيام العيد.

صلاة العيد

الحاج الثمانيني، أبو ذياب، يعود بنا بذاكرته إلى الوراء، لنستوحي بعض الحكايات التي تأبى أن تغادرنا، فيقول عن صلاة العيد لم يكن هناك مسجد بالقرية، كنا نجمتع في مكان أشبه بالمسجد يعود للحاج سليمان النباهين، ونؤدي صلاة العيد ومن ثم يتوجهون لزيارة الأقارب والأرحام من غير أي كلفة في جو من الألفة والمحبة بين جميع أهالي القرية.

ويشير الحاج أبو ذياب في حديثه لمراسل "سند" إلى بساطة الأكل والشرب سابقاً وليس كما التكلف الحاصل اليوم، حيث كانوا إفطارهم أول أيام العيد مما هو متوفر لديهم بالمنزل، كالتمر واللبن والزيت والقطين.

ويؤكد أن زيارة المقابر كانت من العادات الثابتة لدى القرية، قبيل العيد بيوم ما يعرف بيوم "الوقفة"، ترحماً على موتاهم واستئثاراً بمحاسنهم.

ولفت في حديثه أن ألعاب الأطفال كانت بسيطة جداً، وليس كما اليوم، حيث كانت ألعابهم الشعبية كالركض والسباق في مناطق واسعة، ومن الألعاب التي تمارس ليلاً لعبة الغميمة ويشارك فيها فريقان.

ولم يخف الحاج أبو ذياب في ختام حديثه لمراسل "سند" حنينه لذكريات الماضي، وإلى العادات والتقاليد الموجودة سابقاً، رغم توافر العديد منها في هذه الأيام.

عادات جديدة

وفي عصرنا الحاضر، لا يزال يحرص الفلسطينيون على إحياء عادات وتقاليد وطقوس توارثوها منذ القدم، بدءأ من صلاة العيد وزيارة الأرحام وتبادل التهاني.

وبعد خروجهم من المساجد؛ يذهب العديد منهم إلى المقابر؛ فيقرؤون القرآن لإيصال ثوابه إلى موتى المسلمين وشهدائهم ويترحمون عليهم، ويوزعون المال والحلوى والكعك عن أرواحهم.

كما يحرص الفلسطينيون على صناعة الكعك وشراء الحلوى والمكسرات وبعض الفواكه؛ لتقديمها لضيوفهم، وأيضاً شراء الأسماك المملحة بأنواعها وفقاً لأذواقهم "الفسيخ من البوري المجفف"، أو الرنجة المدخنة أو السردين المملح، الذي تجتمع عليه العائلة للإفطار قبيل زيارة الأقارب وصلة الأرحام.

ولا يكاد يخلو شارعاً من شوارع فلسطين، إلا وتجد مظاهر المرح واللهو واللعب، وتشكل عطلة العيد فسحة ليمارس الأطفال هواياتهم فتجهدهم يشترون الألعاب، ويلهون بالمراجيح وركوب الخيل والدراجات النارية، وتناول أطعمتهم المفضلة من عيدياتهم التي جمعوها خلال فترة العيد.