الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

بين طنين النحل.. تسقي "فياض" حلمها

حجم الخط
WhatsApp Image 2021-02-01 at 10.08.54 AM (1).jpeg
طولكرم – وكالة سند للأنباء:

بين الخُضرة التي تكتسي الأرض، وصوت طنين النحل، يكمن حلم الشابة روان فياض من مدينة طولكرم، لتنغمس في تحقيقه، وتصبح أصغر مربية للنحل بطولكرم، وتفتتح مشروعها الخاص "شهد العسل".

بعد أن تخرجت فياض من قسم هندسة الحاسوب عام 2018 من جامعة خضوري، بدأت رحلة البحث عن فرصة عمل، صادفت الكثير من الفرص لكنها لم تُناسب ظروفها لعدة أسباب سواء طول المدة أو شح العائد المادي، أو بعد المكان عن منطقة سكنها.

وعن بداية المشروع تقول "فياض" لــ "وكالة سند للأنباء": "إنها في عام 2019 صادفت إعلاناً على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص مشروع يدعم الشابات الرياديات في القطاع الزراعي باسم "نجاحها" وتنفذه الإغاثة الزراعية".

WhatsApp Image 2021-02-01 at 10.08.56 AM.jpeg
 

أول الثمار

ويتضمن المشروع تقديم أفكار ريادية، ما دفع "فياض" لاستغلال هذه الفرصة بالرغم من عدم وجود فكرة ريادية لديها آنذاك، إلا أن شقيقتها مهندسة زراعية وشريكتها في المشروع قد التحقت بدورات تدريبية في الصين عن أثر عملية التعبئة والتغليف في تسويق المنتجات وإقبال الناس على تجربتها، فقررت أن تستغل ذلك.

وفي ربيع 2020 تم جني أول ثمار المشروع بقطف أول موسم عسل طبيعي، ومن ثم البدء بعملية التغليف والتعبئة حسب الأفكار المخطط لها، وتسويقها وبيعها.

وعن التمييز بين العسل الطبيعي الأصلي وغير الأصلي توضح "فياض" لـ"وكالة سند للأنباء" أنه من خلال تجربتها في هذا المشروع، وملاحظتها أن كثير من الناس لا تستطيع التفريق بين العسل الطبيعي وغير الطبيعي والبحث عن العسل ذو الأسعار الأقل دون النظر لجودة، ظناً منهم أن العسل كله يشبه بعضه، ما يعني ضعف في ثقافة العسل.

WhatsApp Image 2021-02-01 at 10.08.54 AM (2).jpeg
 

إقبالٌ ملحوظ

وتبين أن أفضل وأدق طريقة هي الفحص المخبري للعسل، وهذه طريقة تقنية وعلمية ودقيقة، ويتميز العسل الطبيعي بوجود طعم ورائحة مميزة له، والعسل من أكثر المنتجات التي تُباع وتُشترى على مبدأ الثقة، لأن الكثير من التجار يقومون بغش العسل بالسكر أو لا يملكون من الأساس منحلا لتربية النحل.

وبالنظر إلى قصر مشروع فياض إلا أن أنها تؤكد أن هناك إقبالاً على مشروعها، وأن الطلب كان أكثر من الإنتاج، وخلال فترة قصيرة نفذت الكمية المنتجة، وهذا يعود لأن الزبائن وجدت شيئاً جديداً لم يكن موجوداً من قبل، فالمنتج متكامل ذو جودة عالية وشكل جذّاب جداً وسعر مناسب أيضاً.

وساهمت أفكار التعبئة بتنفيذ أهداف المشروع، منها تشجيع الأطفال على تناول وطلب العسل من تلقاء أنفسهم، وزيادة الوعي لديهم بأهميته وفوائده، وقد تحقق هذا الهدف حينما تم تسويق علب العسل في المدارس والروضات، وهو المكان الذي يبدأ الطفل من خلاله التعلم وكسب المعرفة – كما تضيف فياض_.

كما وتسعى "فياض" من خلال مشروعها إلى ابتكار أفكار غير موجودة من قبل، وزيادة ثقافة العسل ومعرفة استخداماته المتعددة، وأن يصبح متاحاً لتبادله كهدايا بين الناس، واستخدامه في الضيافة بالمناسبات، وتوزيعات الأعياد.

شعورٌ بالسعادة كان يملأ قلب "فياض" بعد التغذية الراجعة عن جودة المنتج وشكله من قبل الزبائن، جميعها ساهمت في خلق تحفيز للاستمرار في هذا المشروع.

عالم واسع

وعن عالم النحل، وعلاقة فياض فيه تصف لـ "وكالة سند للأنباء" أن النحل عالم واسع ودقيق وعالم منظم وغير عشوائي، جميلٌ للغاية، ويجب أن نحاول أن نقرأ عنه ونفهمه قبل الخوض بالتجربة العملية فيه.

وتلفت إلى أنه حين زيارتها للمنحل الذي توجد به خلايا النحل ترتدي لباس النحل تجنباً للدغات النحل، ولتتمكن من العمل بشكل جيد، والنحل يحتاج إلى الهدوء واللطافة بالتعامل معه، ولا يجوز الكشف عن الخلايا في أي وقت، فهناك أوقات محددة بحيث لا يكون الجو بارد جداً أو حار جداً، بل معتدلاً وبدرجة حرارة مناسبة.

وتذكر "فياض" أنه في بداية عملها في المشروع كانت تتعرض للدغات النحل بشكل متكرر، إلا أن الوضع الآن أفضل بكثير.

دخلت "فياض" في تحدٍ، حيث لم تكن لديها تجربة سابقة في تربية النحل والعناية به، فقد استعانت بخبير نحل قدّم لها الكثير من النصائح، واكتسبت منه العديد من المهارات والمعلومات والأنشطة في هذا المجال.

وتنوه أن ما يميز مشروعها كذلك عن مشاريع تربية النحل هو عملية التعبئة والتغليف غير التقليدية والمواكبة للتطور، حيث يتم إنتاج العسل وتعبئته وتسويقه من البداية إلى النهاية، ولا يتم شراؤه من أي شخص آخر.

وتطمح "فياض" لأن تكون كمية الإنتاج أكبر من ذلك بحيث يتم تغطية الطلب، وأن تتسع الأفكار من حيث التغليف والتطوير بشكل مستمر، وأن ينافس مشروعها بالأسواق الخارجية.

WhatsApp Image 2021-02-01 at 10.08.55 AM.jpeg
WhatsApp Image 2021-02-01 at 10.08.54 AM (2).jpeg